يرى خبراء ومحللون سياسيون ، أن المناظرة التلفزيونية بين المترشحين لرئاسيات 12 ديسمبر، تعتبر خطوة إيجابية وسابقة تاريخية ، ساهمت في تنوير الرأي العام بحقيقة البرامج والرؤى المطروحة من قبل المترشحين للاستحقاق المقبل، وأوضحوا أن المواطنين كانت لديهم فرصة للتعرف على المترشحين عن قرب ، وهو ما سيسمح لهم بالاختيار بكل حرية وبكل مسؤولية، من جهة أخرى اعتبروا أن الانتخابات الرئاسية المقبلة، مصيرية في عمر الدولة الجزائرية، ودعوا في هذا السياق، إلى ضرورة التوجه بقوة والمشاركة في هذا الاستحقاق الهام . وأوضح أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي ، الدكتور سليمان اعراج ، أن المناظرة من حيث المبدأ والمنطلق والفكرة هي خطوة جد إيجابية، تحسب لصالح تنظيم الانتخابات ودعم المسار الانتخابي، على اعتبارها أنها تصب في خانة دعم تبسيط وتوضيح الصورة للمواطن والناخب حتى يحسن الاختيار بين المترشحين للانتخابات الرئاسية . وأوضح سليمان اعراج في تصريح للنصر ، أمس، أنه خلال هذه المناظرة، رأينا تفاوت في المعالجة والطرح و ذلك لاختلاف رؤية كل مترشح ، وأضاف في هذا الإطار أن الاختلاف هو الذي يساعد المواطن على الاختيار وعلى إبداء موقفه النهائي من الموضوع . وفي السياق ذاته، أبرز المحلل السياسي، أن المناظرة ساهمت في تبسيط وتنوير الرأي العام بحقيقة البرامج والرؤى المطروحة من قبل المترشحين للرئاسيات، لكنها لا تعكس كل العملية الانتخابية -كما قال-، بل أن هذه المناظرة تمثل جزء من مسار مهم في إطار الحملة والعملية الانتخابية، لافتا إلى أنها تعتبر خطوة شجاعة، حيث تبين مدى شجاعة المترشحين وقوة طرحهم وغير ذلك من التفاصيل التي تساعد المواطن على حسم خياره ، مضيفا في نفس السياق أن المواطنين كانت لديهم فرصة للتعرف على المترشحين عن قرب، من خلال هذه المناظرة، معتبرا أنه يمكن للمواطن الآن أن يختار بكل حرية وبكل مسؤولية. وأضاف أن المناظرة من حيث المبدأ هي خطوة إيجابية حتى ولو كان بها بعض الملاحظات، لافتا إلى أن حجم متابعة هذه المناظرة يعكس أيضا حجم اهتمام المواطنين بها، بالنظر إلى أهمية الاستحقاق الانتخابي ، مبرزا في نفس الإطار، أنها تعتبر أول تجربة في تاريخ الانتخابات الجزائرية، وقال أنها مقبولة ومستوفية للشروط والمعايير التي تنظم في إطارها المناظرات في الانتخابات على الصعيد الدولي ، وقال أنها كخطوة أولية مهمة . من جانب آخر، أكد الدكتور سليمان اعراج أن الانتخابات الرئاسية واجب والاختيار حرية، وأوضح أن هذه الانتخابات هي مصيرية في عمر الدولة الجزائرية ومهمة لصالح الدولة الجزائرية وليس لصالح الأشخاص، وأن هذه الانتخابات- كما أضاف- لحظة تاريخية مهمة في عمر الدولة الجزائرية، و مهم جدا أن ننجح في تنظيمها ، مبرزا أن الجزائر تنتظر من كل أبنائها الذهاب إلى الاقتراع يوم 12 ديسمبر . من جانبه، ذكر المحلل السياسي الدكتور فاتح خننو، أن هذه المناظرة، تأتي في سياق التحول غير المسبوق في المسلسل الانتخابي في الجزائر، بعد النجاحات التي حققتها لجنة الحوار والسلطة المستقلة للانتخابات والحملة الانتخابية التي سارت في ظروف جيدة بخطاب جاد بعيدا عن الشعبوية ، مضيفا في هذا الإطار أن المناظرة جاءت كتتويج لهذا المسار الانتخابي الذي نسير فيه وبالتالي تعتبر سابقة تاريخية تعبر على أننا ماضون في عهد جديد من الشفافية والنزاهة -كما قال - وأضاف الدكتور فاتح خننو في تصريح للنصر ، أمس، أن النقطة الثانية تتعلق بنجاح المترشحين في إدارة المناظرة من أسلوب الخطاب ، التركيز والدفاع عن برنامجهم الانتخابي وهذا سيعطي لهم دفع قوي يوم الاقتراع، من حيث التعبئة والتصويت الذي سيكون مقبولا إلى حد بعيد -كما أضاف - ويرى المتحدث ذاته، أن هناك مترشح بدا خلال هذه المناظرة أكثر قوة خطابة ورؤية وقدرة، وبين على أنه رجل دولة. ولم يستبعد المحلل السياسي ، إمكانية المرور إلى دور ثان في الاستحقاق المقبل، كما توقع أن تشهد نسبة المشاركة في الرئاسيات زيادة معتبرة، لأن المواطن أحس أن 12 ديسمبر هو موعد للعبور إلى المستقبل ، لابد من المشاركة فيه، مضيفا في هذا الاطار ، أن الشعب الجزائري أمام نوفمبر جديد وعليه التوجه بقوة إلى الاقتراع، لأن الأمر يتعلق بمصير دولة .