سجلت بلدية الشريعة بولاية تبسة، أزيد من 50 حالة إصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي بين تلاميذ المدارس، اكتشفت 90 بالمائة منها أثناء إخضاعهم لتحاليل طبية بعد تسجيل عدة أعراض عليهم، منها شحوب الوجه واصفرار العينين، إذ تبين بعد الفحص بأنها ناجمة عن الإصابة بداء التهاب الكبد الفيروسي، وهو ما تطلب عزلهم. التلاميذ أخضعوا للعلاج اللازم، مع اتخاذ قرار بعزلهم لمدة 15 يوما، قصد محاصرة هذا الداء ومنعه من الانتشار في الأوساط المدرسة، وأرجعت مصادر طبية أسبابه إلى نقص أو انعدام النظافة في بعض المؤسسات التربوية و الأحياء، مشددة على ضرورة توفير محيط صحي سليم، خاصة في المطاعم المدرسية ودورات المياه، بهدف توفير الحماية الصحية للتلاميذ، مع أهمية التأكد من صلاحية مياه الشرب في المدارس، والإسراع في تبليغ طبيب وحدة الكشف والمتابعة عند ملاحظة أي عارض لضمان التدخل العاجل واتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية والعلاجية اللازمة لتفادي انتشار العدوى مع ضرورة التكفل بالمصابين وعزلهم. من جهتهم، شدد الأولياء على ضرورة إبلاغ مصالح التربية بظهور أي حالة للتدخل والتنسيق مع المصالح الصحية، و متابعة الحالات إلى غاية التأكد من الشفاء التام للتلاميذ، ناهيك عن عزل المصابين حفاظا على صحة وسلامة المتمدرسين، وقد أكدت المصالح الصحية بتبسة بهذا الخصوص، بأنها سجلت خلال السنة الجارية عبر إقليم الولاية، عشرات الحالات لمصابين بمرض التهاب الكبد الفيروسي بمختلف أصنافه، دون أن تصرح بالعدد الرسمي، كما أحصت مصلحة الوقاية بذات المدرية، السنة الماضية مئات الإصابات بالداء، منها 114 إصابة بالنوع الخطير المعروف ب" سي" وهو نوع مستعصي و مكلف من ناحية العلاج، إذ تصل مصاريف علاج المريض الواحد حوالي مليار سنتيم سنويا. و حسب طبيب معالج بمصلحة علم الأوبئة و الوقاية، فإن التكفل بجميع المصابين بهذا الداء مضمون، لاسيما على مستوى البلديات الواقعة غرب عاصمة الولاية على غرار بلدية العقلة و المزرعة و بجن و قريقر و بئر مقدم و السطح، بالمقابل فإن عدم التصريح بالمرض في مناطق أخرى بسبب نقص الوعي، يخل بإستراتيجية مكافحة انتقاله بين الأفراد، وقد شدد إطارات و أطباء مديرية الصحة بالولاية، على ضرورة تكافل جهود كل الجهات من بلديات إلى مديريات تجارة و غيرها، لفرض الرقابة على الأماكن و المحلات التي يتردد عليها المستهلكون بشكل كبير، كالمطاعم مثلا لأنها قد تكون بؤرا لانتشار العدوى.