أكد مصدر جد مقرب من رئيس اتحاد عنابة عيسى منادي ظهيرة أمس للنصر بأن هذا الأخير أقسم بأغلظ الإيمان بأن قرار إستقالته لا رجعة فيه، و أنه لن يتراجع عن قرار الرحيل، رغم أن المعني كان قد استقال أكثر من مرة في المواسم الفارطة، آخرها في الثامن من شهر جويلية الماضي، مباشرة عقب ترسيم سقوط " الطلبة " إلى الرابطة المحترفة الثانية، إثر هزيمتهم في الجولة الختامية للموسم المنقضي أمام إتحاد الجزائر، لكن منادي أبدى هذه المرة إصرارا كبيرا على رمي المنشفة، خاصة بعدما لحق به كافة أعضاء مجلس الإدارة، لأن الرئيس كان قد أعلن عن قراره على الساخن بعد الهزيمة التي تلقاها الإتحاد في عقر الديار مساء أول أمس الجمعة على يد أهلي البرج، ليحذو حذوه رئيس فرع كرة القدم السعيد بورحلة، قبل أن يقرر كل أعضاء مجلس الإدارة الإنسحاب من تسيير النادي في إجتماع طارئ عقدوه سهرة الجمعة. و أضاف نفس المصدر بأن منادي سيقدم إستقالته الشخصية بصفة رسمية صبيحة اليوم الأحد إلى مدير الشباب و الرياضة، في الوقت الذي سيرافقه أعضاء مجلس الإدارة بإستقالة أخرى جماعية، مع طلب برمجة جمعية عامة طارئة تخصص لإنتخاب رئيس جديد للنادي الهاوي، و كذا مدير جديد لشركة إتحاد عنابة، لأن منادي رفض حسب مصدرنا كل المساعي التي قامت بها أطراف من محيط الفريق لإقناعه بالعدول عن الإستقالة، و أعرب عن تذمره الكبير من الوضعية التي آل إليها الإتحاد، سيما و أنه كان عرضة لوابل من السب و الشتائم أمسية الجمعة، على إعتبار أن قمة الجولة التي جمعت " الطلبة " بالرائد أهلي البرج عرفت عودة الأنصار إلى المدرجات بعد قطيعة دامت قرابة سنة كاملة، لكن نحو 15 ألف مناصر عنابي تهجموا على منادي و أعضاء مجلس الإدارة و حتى اللاعبين مباشرة بعد إطلاق الحكم حواسنية صافرة النهاية بإنهزام الإتحاد في عقر الديار، و قد بلغت الأمور بمجموعة من الأنصار الغاضبين على حد إحضار لافتة كبيرة مكتوب عليها عبارات تطالب برحيل منادي و جماعته، لأن الهزيمة أمام " البرايجية " أكدت عدم قدرة " الطلبة " على تحقيق الهدف الذي كان منادي قد سطره، سيما و أن الرئيس كان قد وعد بصعود إستعراضي يحسم في النصف الأول من البطولة، غير أن هذه الحسابات سرعان ما سقطت في الماء، بدليل ان إتحاد عنابة تلقى 4 هزائم في الجولات السبع الأولى من المنافسة، و هي نتائج قد تجبر الفريق على التنافس من أجل السعي لضمان البقاء، خاصة بعد إنفجار الأزمة الإدارية. هذا و قد أكد مصدر النصر بأن المدرب خالد لونيسي قرر بدوره رمي المنشفة، بعد تأكده من الرحيل الجماعي لأعضاء الطاقم المسير، رغم أن الإدارة طلبت منه مواصلة العمل طيلة هذا الأسبوع، و الإشراف على تحضيرات التشكيلة تحسبا لمباراة الجمعة القادم ضد مولودية قسنطينة، لكن لونيسي كان في قمة الغضب، و أصر على الإنسحاب من منصبه، تعبيرا منه عن تذمره من مجموعة الأنصار التي تهجمت عليه بوابل من الشتائم و الإنتقادات، خاصة و أن " الهوليغانز " إنتقدوا خيارات لونيسي في مباراة البرج، بعدما قرر إبقاء مدافع المنتخب الأولمبي علي قشي في دكة الإحتياط، رغم أن معاناة " الطلبة " في محور الدفاع كانت كبيرة، و هدفا أهلي البرج كانا من خطأين في المحور، نتيجة غياب المراقبة، كما أن الإعتماد على الهادي عادل كأساسي كان كافيا لتفجير غليان الأنصار على لونيسي، لأن " كاريكا " تراجع مردوده بشكل كبير. إلى ذلك، و في إنتظار مستجدات قرار الإستقالة الجماعية لأعضاء مجلس الإدارة، و نتائج الجلسة المقررة اليوم بين مدير الشباب و الرياضة و الرئيس المستقيل عيسى منادي يبقى الشارع العنابي يعيش على وقع الصدمة، لأن الهزيمة أمام البرج أكدت عدم قدرة الفريق على تحقيق حلم الصعود، كما أن الحديث يدور حول مستقبل النادي، لأن العزوف عن حمل مشعل التسيير كان قد تجلى خلال الصائفة الماضية، مما جعل بعض الأطراف تلمح إلى إمكانية تشكيل قيادة جماعية " ديريكتوار " يتولى إدارة شؤون الإتحاد إلى غاية نهاية الموسم الجاري، و هذا في حال ترسيم منادي قرار رحيله.