حذر مختصون من تسجيل عدوى بفيروس الأنفلونزا الموسمية تزامنا مع تصاعد موجة عبر عديد مناطق الوطن، مؤكدين أن حالات الإصابة بالمرض تبلغ ذروتها خلال شهري جانفي و فيفري، مما يستوجب مضاعفة الإجراءات الوقائية من بينها توسيع عملية التلقيح. ونبه البروفيسور بقاط بركاني إلى خطورة انتشار الأنفلونزا الموسمية على الصحة العمومية، موضحا «للنصر» أن الوقاية هي أفضل علاج للمرض، وحث جميع الفئات المعنية على القيام بالتلقيح على مستوى الوحدات المختصة، لتفادي العدوى خلال فترات انخفاض درجات الحرارة، وخص بالذكر المصابين بالأمراض المزمنة والمسنين والرضع والحوامل، إذ يعتبر اللقاح المضاد للزكام من بين التدابير الوقائية التي تعتمدها وزارة الصحة، بتوفير أزيد من 2 مليون جرعة سنويا لإنجاح الحملة التي تنطلق في منتصف منتصف شهر أكتوبر. كما شدد رئيس عمادة الأطباء على أهمية عنصر النظافة في الحد من انتشار العدوى، وهو ما توصي به أيضا المنظمة العالمية للصحة، عن طريق الغسل المتكرر لليدين مع الحرص على استعمال المناديل الورقية، موضحا بأن خطر العدوى ما يزال مطروحا مع الانخفاض المحسوس في درجات الحرارة. وأكد من جهته الدكتور فتحي بن أشنهو المختص في الصحة العمومية، بأن ذروة انتشار فيروس الأنفلونزا تكون دائما خلال شهري جانفي وفيفري، لا سيما وأن مؤشرات المنظمة العالمية للصحة أكدت درجة تعقيدات فيروس هذا الموسم، بسبب التغيرات العديدة التي طرأت عليه خلال الأشهر الماضية، مما صعب على المختصين والباحثين إعداد اللقاح المناسب الذي بإمكانه التحكم في الفيروس الذي يتجدد باستمرار ويأخذ أشكالا مختلفة. ودعا الدكتور بن أشنهو في هذا السياق وزارة الصحة لتفعيل آليات الوقاية، من خلال توسيع عمليات التلقيح لتخص الفئات الهشة خاصة الحوامل، فضلا عن المصابين بالأمراض التنفسية والحساسية، مع تفعيل دور هياكل الصحة القاعدية، ويقصد بذلك الوحدات الصحية والمستوصفات للتكفل بالمرضى وبحالات الإصابة الجديدة، قائلا إن الجزائر لديها نظاما صحيا من أحسن الانظمة في العالم، وأن ما يخصنا هو العودة إلى التدابير الوقائية التي كانت معتمدة من قبل. كما حث المصدر على إعادة تفعيل دور المعهد الوطني للصحة العمومية، الذي تخصص له الدولة ميزانية هامة سنويا لتطوير الأبحاث والسياسات التي تحفظ الصحة العمومية، متأسفا لتحول هذه الهيئة إلى هيكل إداري بسبب تهميش دور الأطباء والباحثين الذين ينشطون بداخلها، كما دعا إلى إعادة الاعتبار لمصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي، بغرض منح المواطن التربية الصحية الصحيحة. وتوقع الدكتور بن أشنهو تسجيل حالات إصابة جديدة بالأنفلونزا الموسمية خلال موجة البرد التي تعرفها مناطق عدة، مقترحا تعميم وتوسيع الحملات الوقائية والتحسيسية، مؤكدا بأن تغير نمط الحياة والنظام الغذائي يعد من بين مسببات انتشار حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، خاصة لدى فئة الشباب. كما أبدى الطبيب المختص في الصحة العمومية مخاوف من تسجيل حالات وفاة جديدة بسبب المرض، الأنفلونزا الموسمية، بسبب التغير المستمر لشكل الفيروس وصعوبة ضبط لقاح بمقدوره القضاة بنسبة مائة بالمائة على المرض ومنع العدوى، مجددا التأكيد على اهمية الحملات التحسيسية والوقائية عبر مختلف الوسائط الإعلامية وكذا الوحدات الصحية. وانتقد الدكتور الوضعية التي آلت إليها الهياكل الصحية القاعدية، بسبب السياسة التي كانت مطبقة من طرف وزارة الصحة، بمنح الإمكانات والوسائل للمستشفيات الجامعية مع إهمال الوحدات الصحية، في حين أن هذه المرافق تقوم بدور أساسي في حفظ الصحة العمومية وتمكين المواطن من العلاج المجاني. مضيفا بأن هذه السياسة العرجاء هي التي جعلت المستشفيات تعاني ضغطا كبيرا، بعد أن أضحى كافة المرضى يقصدونها لتلقي العلاج، حتى بالنسبة لأبسط الحالات، مشددا على ضرورة استعادة المؤسسات الاستشفائية والمعاهد المتخصصة دورها الفعلي، واستغلال الوسائل الهامة التي توفرها الدولة لإعادة الاعتبار للصحة الجوارية.