أكدت المختصة في طب الأطفال بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس في قسنطينة الطبيبة نور الهدى سالمي، أن الأطفال الذين تلقوا لقاحات ضد الحصبة هم في مأمن من الإصابة بفيروس كوفيد 19 ، مضيفة في حديث لها للنصر أن الدراسات الموجودة حاليا تؤكد وجود شبه كبير بين كورونا و بوحمرون، لكن هذا لا يعني أن العدوى لا تتنقل لهذه الفئة فقد تكون أكثر خطورة عليهم من الكبار و تحدث أضرارا كبيرة لديهم ، دون ظهور الأعراض، حيث يستقر الفيروس في أعلى الجهاز التنفسي للطفل، و بشكل خاص لدى حديثي الولادة الذين لم يلقحوا بعد و كذا المصابين بالأمراض المزمنة و الذين يعانون من هشاشة جهازهم المناعي، بينما تستطيع الأجسام المضادة التي يحتويها جسم الطفل الصغير و التي يرثها عن والدته أو يكتسبها من الإصابة بالالتهابات حماية جسمه من خطر وصول الفيروس إليه. و قالت المختصة إنه لا دليل قاطع بأن الأطفال غير معنيين بالإصابة ، و حسب الإحصائيات العالمية هناك عدد معتبر من الإصابات بين الأطفال عبر العالم ، و قد تصل إلى مراحل معقدة و تستلزم الإنعاش و قد يصل الأمر حد الوفاة ، كما أن الصغار عند إصابتهم يشكلون خطرا كبيرا على أهاليهم لأن أجسامهم تكون حاضنة للفيروس رغم عدم ظهور الأعراض عليهم ، و على الآباء التقيد بالحجر الكلي للأطفال خلال هذه الفترة و عدم السماح لهم بالخروج نهائيا من المنزل ، أما عن علامات الإصابة فتضيف الطبيبة أنها ذاتها عند الأطفال و البالغين ، و التي قد تستدعي البقاء في المستشفى خاصة عند حدوث قصور التنفس الحاد ، إلا أنها قد تظهر عند الصغار بعد 72 ساعة من العدوى بظهور حمى غير عادية و تعب دائم و فقدان للشهية ، و هنا على الأولياء التوجه إلى المستشفى في أقرب وقت ممكن حتى و إن تعلق الأمر بأعراض أنفلونزا موسمية ، في ظل انتشار هذا الوباء القاتل ، و بشكل خاص بالنسبة للصغار الذين سبق لهم كسر الحجر و مخالطة أشخاص خارج المنزل. و في حال ظهور علامات الإصابة تقول المختصة ، يقوم الطاقم الطبي في مصلحة أمراض الأطفال بأخذ عينات دم لتأكيد الإصابة بكوفيد 19 من عدمها ، مع الإبقاء على الصغير في الحجر الصحي رفقة والدته التي تكون قد تعرضت للإصابة من طرف ابنها الصغير، و في حال كانت النتائج ايجابية لا يتم أخذ عينات من الأم لأن الإصابة في هذه الحالة مؤكدة ، ما يتطلب الحجر الصحي و الخضوع للعلاج داخل مصلحة خاصة مع مراقبة دائمة للمصابين. و أضافت الطبيبة أن مصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي في قسنطينة ، هذه الأيام تعرف إقبالا كبيرا من طرف الأولياء بعد ظهور أعراض الزكام على أبنائهم خوفا من احتمال تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا ، و في الكثير من الحالات يمكن وصف بعض المسكنات و خافض للحرارة ، في انتظار ظهور نتائج التحاليل ، لكن في حال الإصابة فإن هذه الأدوية لا تعطي مفعولها خاصة بالنسبة للحرارة التي لا يمكن خفضها بالأدوية العادية ، مضيفة أن الحرارة مؤشر كبير على احتمال إصابة الطفل بفيروس كوفيد 19 ، و عليه تدعو المختصة العائلات للتقيد كلية بالحجر المنزلي و شروط النظافة و خاصة بالنسبة للصغار بعدم السماح لهم بالخروج و الاحتكاك بالغير، مهما كانت الأسباب.