شباب يتعاطون المخدرات داخل السيارات مراهقون يحملون أسلحة بيضاء، و أشخاص يفضلون البقاء في الشوارع والأحياء على ملازمة منازلهم، شباب يتعاطون المخدرات داخل مركباتهم، هي تصرفات رصدتها مصالح الأمن و الدرك خلال عمليات مداهمة نظمت ليلة الاربعاء على مستوى المقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، تطبيقا للحجر الجزئي المفروض في الولاية منذ 28 مارس الماضي، حيث مكنت هذه التدخلات التي حضرتها النصر، من حجز كميات من المخدرات والمهلوسات وسيارة مشبوهة، مع توقيف 30 شخصا لم يحترموا الإجراءات المعمول بها. روبورتاج: حاتم بن كحول وسخرت مصالح الأمن الوطني والدرك الوطني عددا معتبرا من الأعوان بمختلف الرتب والفرق، حيث تواجد 254 عنصرا كما استعملت 42 مركبة من أجل مداهمة وحدات جوارية شهدت في الأيام الأخيرة كسر الحجر الجزئي من بعض الأشخاص، وهي 14 و16 و9 و8 و7 و6 و1. على الساعة السابعة إلا الربع مساء، بدأت قوات الأمن في التجمع بالحظيرة المحاذية لمقر أمن الدائرة في الوحدة الجوارية 14، ليستمر توافد مختلف الفرق على غرار «بياربي» و»بياري»، ثم تصل قوات الدرك الوطني مدعمة بكلبين مدربين، وبعد وضع آخر الروتوشات على الخطة التي تم إعدادها من طرف مسؤولي الفرق، توجهت الدورية في حدود الساعة الثامنة و30 دقيقة باتجاه الوحدة الجوارية 14. وانتشرت القوات في شكل مجموعات موزعة على الأحياء والشوارع بالوحدة الجوارية 14، وتواجدت عبر مختلف المنافذ لغلقها على كل مخالف للحجر الصحي، وهنا رافقت النصر فرقة «بياربي»، فبعد قطع مسافة قصيرة، ركنت المجموعات في إحدى النقاط التي عرفت خروج عدد معتبر من الشباب خلال فترة الحجر الجزئي في الأيام الماضية، وانتشر الأعوان في شكل مجموعات راجلة منظمة مستعملين أضواء كاشفة، حيث راقب بعضهم المركبات المركونة في الحظائر، فيما توجه آخرون إلى زوايا مغلقة ومظلمة، كما توجهت مجموعة أخرى إلى مداخل العمارات والحدائق الصغيرة المحاذية لها، والتي عادة ما يستغلها الشباب كمكان للاختباء. يتمدّدون على مقاعد السيارة للاختباء! بعد مرور حوالي 10 دقائق من التواجد في هذه الوحدة، تمت مطاردة بعض الشباب الذين كانوا متجمعين بمدخل إحدى العمارات، ليفروا إلى منازلهم مباشرة بعد رؤيتهم لرجال الأمن، فيما تمت مواصلة مراقبة المركبات المركونة في حظيرة كبيرة محاذية لعمارات عن طريق الأضواء الكاشفة، ليتم العثور على 3 أشخاص كانوا على متن سيارة من نوع «سيات ليون» مستغلين الظلام الحالك في الحي، حيث حاولوا الاختباء من خلال إرجاع المقاعد الأمامية إلى الخلف مع تمددهم على طول المقعد، فيما تمدد الشخص الثالث بشكل أفقي على المقعد الخلفي. وقام رجال الأمن بإنزال هؤلاء الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 30 سنة، وتم تفتيشهم مع السيارة التي اختبأوا فيها، و ذلك بدقة، ليكتشف أحد الأعوان وجود لوحات ترقيم إضافية في الصندوق الخلفي للسيارة، يشتبه في استخدامها أثناء عمليات إجرامية على غرار السرقة بالعنف وذلك لتمويه رجال الشرطة حسب ما أكده أحد الأعوان، حيث قال الشاب المعني إنه اشترى السيارة حديثا و بأن تلك اللوحات تخص صاحبها السابق، ليختبر رجال الأمن إمكانية وضعها ويكتشفوا أنها سهلة النزع والتعويض بأخرى. كما أكد السائق وصاحب السيارة أنه وصديقيه يقطنون في العمارات المقابلة لمكان الركن، وسبب تواجدهم بالمركبة هو وصولهم المتأخر للحي، مضيفا أنهم كانوا بصدد التوجه إلى منازلهم ليتفاجؤوا بقدوم مجموعات الأمن والدرك، فيما أكد أحدهم أنه خرج لتدخين سيجارة أمام مدخل العمارة، ولكن أحد أفراد فرقة «بياربي»واجهه قائلا بأن محرك السيارة بارد ما يعني أن السيارة مركونة منذ فترة طويلة، وهو التحليل الذي جعل الشاب عاجزا عن الرد. «ابني ملّ من البقاء في البيت وخرج ليروّح عن نفسه»! وبعد فترة قصيرة حضرت عائلات الموقوفين إلى عين المكان، حيث أكدت والدة أحدهم أنه تواجد بالقرب من مقر سكنه وتساءلت عن سبب توقيفه، فيما ذكر والد شاب آخر أن ابنه خرج لجلب غرض وقد كان، حسبه، بصدد العودة إلى المنزل، بينما قال ولي آخر أن ابنه مل من البقاء في المنزل و خرج ليروح عن نفسه. وتم اقتياد الشبان الثلاثة والسيارة إلى مقر الأمن الحضري السادس الواقع بذات الوحدة، من طرف بعض رجال الأمن، فيما واصلت بقية المجموعات رحلة البحث عن مخالفين لإجراء الحجر الجزئي، وبعد السير على الأقدام لمسافة قصيرة، تمت مباغتة شخصين كانا داخل سيارة «قولف 3» تركاها مفتوحة والمفاتيح بداخلها و فرّا بعيدا، ليتم تفتيشها بدقة أين ضبطت كمية من المخدرات، فيما تم العثور على سيارة أخرى قريبة من نفس المكان، هرب من كانوا داخلها نحو وجهات مجهولة، بعد أن قاموا بتكسير زجاج النوافذ لتسهيل عملية الهروب، وكان عددهم 5 ليتم إيقاف حارس الحظيرة. بعد ذلك تم أخذ السيارة إلى مركز الأمن، وتمكنت مجموعة أخرى من إيقاف 3 شباب كانوا على متن سيارة من نوع «بيجو 301» مركونة بإحدى الحظائر، حيث عثر على مهلوسات وقطع من المخدرات مخبأة تحت المقعد الأمامي، ليتم نقلهم مباشرة إلى مركز الأمن، فيما تم توقيف أشخاص تواجدوا في حافلة مركونة، و كانوا مختبئين تحت المقاعد، حيث تفطن أحد رجال الأمن لهم بعد أن شعروا بحركة غريبة، ليستعين بكاشف الضوء، ويجد حوالي 5 أشخاص داخلها اقتيدوا مباشرة إلى مركز الأمن، كما تم إيقاف شابين داخل مركبة من نوع «رونو بارتنار» وبحوزتهما قطع مخدرات. وتدخلت قوات الأمن والدرك الوطني، في مختلف الشوارع والأحياء في الوحدة الجوارية 14، لتنتهي هذه العمليات بتوقيف 17 شخصا مع حجز كميات من المخدرات والمهلوسات وسيارة مشبوهة، حيث تم وضع المركبة المشبوهة وبقية المتهمين بمقر الأمن الحضري السادس الواقع في ذات الوحدة. بعدها توجهت القوات إلى الوحدة الجوارية 16، أين تمت مداهمة مختلف الأحياء والزوايا، كما تمت مطاردة بعض الشبان الذين رفضوا المكوث في بيوتهم، و كذا مباغتة مجموعة من الشباب الذين عثر بحوزتهم سكين من الحجم الكبير. شباب يتجمعون بمداخل العمارات وتنقلت الفرق الأمنية بعدها إلى الوحدة الجوارية 8 وتحديدا المجمع السكني 5، أين تمت مباغتة محل تجاري، حيث لاحظ الأعوان وجود نور أسفل باب المحل الذي كان مفتوحا جزئيا، ليتم التوغل داخل المحل وتفتيشه إضافة إلى الأشخاص المتواجدين داخله، فيما استمرت المجموعة الأخرى في السير نحو الوحدة 7، وتحديدا بالأحياء المحاذية للمركز التجاري «سان فيزا»، أين تمت مداهمة بعض الزوايا التي كان يتواجد بها بعض الشباب الذين فروا نحو مداخل العمارات، فيما أوقف بعضهم أمام محطة سيارات الأجرة، كما تمت مراقبة أشخاص كانوا على متن سيارة من نوع «رونو كليو 4» مركونة بمحاذاة فندق «الحسين». وتنفيذا للبرنامج المحدد من طرف الجهات الأمنية، تم التوجه مباشرة إلى حي 400 مسكن أين وُجدت مجموعات من الشباب بمداخل العمارات لتتم مطاردتهم، فيما قام بعضهم بغلق باب العمارة من الداخل لتعطيل مصالح الأمن، وبعد مسافة سير قصيرة تم إيجاد 3 شباب بمحاذاة المركز التجاري «صالح باي»، ليوقفوا، إلى أن جلب أحد مقربيهم ترخيصا بحراسة المحلات التجارية والمركبات المركونة بمحاذاته، وعند القيام بعملية التأكد من حيازتهم على ترخيص، اكتشفت إحدى الفرق الأمنية تواجد مجموعة من الشباب داخل ورشة بناء يحيط بها سياج حديدي، لتتم مطاردتهم وتوقيف بعضهم. بعد توقيف عدد معتبر من الشباب المخالفين لإجراءات الحجر الجزئي، تم وضع خطة تقضي بغلق كل المنافذ في أحد أحياء الوحدة الجوارية 7 وتحديدا مقابل المستشفى و مندوبية علي منجلي، أين تم تقسيم المركبات إلى مجموعات قامت بسدّ كل المنافذ في حالة محاولة فرار، وسط ترقب كبير من مواطنين كانوا يتابعون الوضع من النوافذ، ليتم التوجه إلى الوحدة الجوارية 9 وتحديدا ما يسمى بمحلات ناصري التي عادة ما يتم استعمالها في أغراض غير أخلاقية على غرار تعاطي المخدرات والكحوليات والمهلوسات. الاختباء بمركبات داخل الحظائر في الوحدتين 1 و9 وقبل الوصول إلى هذه المحلات، داهمت الشرطة إحدى الحظائر الكبيرة الواقعة بين الأحياء أين تم إيجاد شخص داخل سيارة من نوع «بيجو 208»، واتضح أنه حارس الحظيرة، و واصلت القوات التوغل داخل الحي وصولا إلى المحلات التي كانت خالية من الأشخاص، وفي تلك الأثناء لاحظ أعوان الأمن والدرك، وجود أشخاص بين عمارات واقعة في الطريق المؤدي من المستشفى العسكري باتجاه الوحدة الجوارية 19، يترقبون ما يحدث خاصة في ظل تسخير عدد كبير من رجال الأمن والدرك، لتنطلق القوات نحوهم إلى أنهم فروا إلى منازلهم خاصة وأنهم تعمدوا البقاء قريبا من مداخل العمارات. كما تمت مداهمة حظيرة سيارات بذات الوحدة، و هنا تفاجأنا بأن جل المركبات كان على متنها أشخاص، حيث فروا مسرعين إلى العمارات بعد رؤيتهم لعناصر الأمن والدرك يقتربون من المكان. وقال رئيس خلية الاتصال بمديرية الأمن الولائي بقسنطينة، الملازم الأول للشرطة بلال بن خليفة، أن عمليات المداهمة مكنت من توقيف 30 شخصا مخالفا سواء كانوا على متن مركبات أو راجلين، مؤكدا حجز كميات من المخدرات والمهلوسات وسلاح أبيض وسيارة مشبوهة. وأوضح المتحدث أن كمية المخدرات تتمثل في قطعتين من الحجم الكبير و3 قطع من الحجم الصغير، إضافة إلى 31 كبسولة من دواء «بريغابلين» و13 كبسولة من المؤثر العقلي «ريفوتريل 2 ملغ»، وسكين من الحجم الكبير وسيارة من نوع «سيات ليون». رئيس أمن الولاية: ضبطنا 1674 مخالفا منذ 28 مارس أكد رئيس أمن ولاية قسنطينة مراقب الشرطة عبد الكريم وابري، أن مصالحه ضبطت 874 شخصا راجلا و800 سائق مركبة، خالفوا الحجر الجزئي منذ تطبيقه على ولاية قسنطينة في 28 مارس الماضي، بالإضافة إلى 9 أشخاص كانوا على متن دراجات نارية، و8 حالات تخص المحلات التجارية.وأضاف المتحدث في تصريح للصحافة على هامش المداهمات، أنه تم إنجاز ملفات قضائية ترسل إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا لاتخاذ التدابير اللازمة في حق المخالفين، كما أن الحجر الصحي لا يعد عقوبة للمواطنين بل هو حماية لهم مثلما أكد، موضحا أن أفضل طريقة للمواطن من أجل مساعدة مصالح الأمن و الطواقم الطبية، هي في الالتزام بالبقاء بالمنازل، متوقعا أن تكون عملية محاربة الوباء فعالة في حالة تطبيق الإجراءات الوقائية وخاصة الحجر المنزلي. حاتم/ب قائد المجموعة الإقليمية للدرك: نسهر على تطبيق الحجر حفاظا على الصحة العمومية و صرح قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة، العقيد حدار محمد البادي، أن عمليات المداهمة بالتنسيق بين مصالح الدرك الوطني والأمن الوطني بقسنطينة، جاءت تنفيذا للتعليمات، حيث برمجت في إطار عمليات ميدانية استمرارا لتلك المنفذة منذ 28 مارس الماضي، والتي تقضي بسهر رجال الأمن على تطبيق الحجر الجزئي حفاظا على صحة المواطنين المهددة من طرف أشخاص لم يمتثلوا للإجراءات الوقائية.