أعلن والي قسنطينة، أحمد ساسي عبد الحفيظ، يوم أمس، عن وقف ممارسة ستة نشاطات تجارية أخرى تضاف إليها نشاطي بيع الحلويات بأنواعها والألبسة والأحذية، بعد عدم احترام المواطنين وكذا التجار للتدابير الصحية الضرورية في إطار محاربة كوفيد 19، فيما شهدت الولاية تراجعا في الحركة بالطرقات. ونشرت مصالح الولاية القرار 2 المعدل والمتمم، والذي أكدت أنه يأتي حرصا على صحة وسلامة المواطن في إطار التفعيل المستمر لتدابير الوقاية من فيروس كورونا المستجد والحد من انتشاره، وذلك نظرا لعدم احترام التدابير الصحية والإخلال بقواعد التباعد الاجتماعي، ويشمل القرار إعادة تجميد ممارسة 6 نشاطات تجارية أخرى تضاف إلى محلات بيع الألبسة والأحذية والحلويات بأنواعها التي أعلن عن إجراء غلقها أول أمس، ويتعلق الأمر بقاعات الحلاقة والتجارة الكهرومنزلية وتجارة الأدوات و الأواني المنزلية وتجارة الأقمشة والخياطة والمنسوجات وبيع مستحضرات التجميل والعطور. وجابت النصر أمس، بعض أحياء وشوارع وسط مدينة قسنطينة، للوقوف على تأثيرات غلق بعض النشاطات التجارية، على حركة المواطنين التي لاحظنا أنها قلت سواء الخاصة بالمركبات أو المتعلقة بالمواطنين، حيث كان السير سلسا دون تشكل أي ازدحام مروري عكس الأيام الماضية، وذلك في الطريق الرابط بين حي «المحاربون» وشارع عبان رمضان، ولم يختلف الأمر على طول المسلك الممتد من عبان رمضان مرورا بشارع بلوزداد وحي النجمة ثم السيلوك وصولا إلى حي فيلالي ومنه إلى بوالصوف، حيث كان يعرف هذا المسار ازدحاما كبيرا في الأيام الماضية. تجاوب متفاوت وسط تجار المرطبات ولاحظنا خلال جولتنا بمدينة قسنطينة، أن أغلبية محلات بيع المرطبات قد استجابت لتعليمة الوالي القاضية بالغلق، باستثناء عديد قليل جدا، ومنها محل يقع في حي «المحاربون»، حيث فتح أبوابه بشكل عادي واستقبل بعض الزبائن الذين اقتنوا كميات كبيرة واتضح ذلك من خلال حجم وعدد العلب، فيما فضل صاحب محل آخر يشتغل في نفس النشاط ويقع على بعد أمتار، تنفيذ التعليمات والغلق. واصلنا طريقنا باتجاه شارع عبان رمضان الذي كان شبه خال من المارة، كما كانت جل المحلات التجارية مغلقة، باستثناء البعض منها والتي لم تكن معنية بالغلق على غرار متاجر المواد الغذائية العامة و خدمات الهاتف، فيما احترم بائعو الملابس والأحذية تعليمة الوالي، حيث لم نقف على فتح أي منها. توجهنا بعدها إلى شارع بلوزداد والذي كان هو الآخر شبه خال من المواطنين، رغم أنه كان يعج بهم في الأيام الفارطة، خاصة وأن كل محلات بيع الحلويات كانت مغلقة، على غرار التي تنشط في بيع الزلابية وقلب اللوز والجوزية والمرطبات، فيما استعمل بعض بائعي الألبسة طريقة لجلب الزبائن دون لفت الانتباه تتمثل في فتح جزئي لباب المحل، كما لاحظنا أن بعض المخابز التي كانت تبيع المرطبات توقفت عن صنعها. بعدها وصلنا إلى مدخل حي قدور بومدوس وتحديدا بمحاذاة عمارة النجمة، أين تقع عشرات محلات بيع الألبسة والأحذية، حيث كانت كلها مغلقة ما جعل الشارع يبدو مهجورا، فيما قرر بائع حلويات بيع الخبز دون المرطبات احتراما للتعليمة الولائية، ومن هذه النقطة وصلنا إلى حي فيلالي في ظرف أقل من 5 دقائق، بسبب سلاسة حركة المرور، أين توجهنا إلى بائع مرطبات كان يزاول نشاطه بشكل عادي، حيث كانت حركة الزبائن كبيرة، مع اشتراط دخول 3 أشخاص فقط دفعة واحدة، ليتم تعويضهم بنفس العدد بعد خروجهم. توجهنا بعدها إلى محل آخر بذات الحي مختص في نفس النشاط، غير أن صاحبه فضل بيع الخبز فقط، كما قام بوضع حاجز يحول دون دخول الزبائن. أعوان التجارة يتدخلون لغلق محلات بعلي منجلي أما في المقاطعة الإدارية علي منجلي، فقد فتح بائعو المرطبات محلاتهم التجارية بشكل عادي بداية من الساعة العاشرة صباحا، وكأنهم غير معنيين بتعليمة الوالي التي تنص على غلق محلات هذا النشاط، حيث فتحت أبوابها في بعض الوحدات الجوارية على غرار 6 و13 وخاصة بوسط المدينة، وهو ما استدعى تدخل أعوان مديرية التجارة، الذين أجبروا أصحابها على الغلق، فيما ذكر المعنيون أنهم لم يلتزموا بالإجراء «لأنهم لم يتلقوا تعليمة بهذا الشأن». كما لجأ بائعو الألبسة والأحذية، لغلق جزئي لمحلاتهم مع ترك مساحة من أجل استقبال الزبائن خفية، خاصة وأنهم استأنفوا نشاطهم التجاري قبل أسبوع فقط، ليتم وقفه مجددا، وسبق أن لاحظنا بأن مواطنين وتجارا لم يلتزموا بالتدابير الصحية اللازمة المتمثلة في ارتداء كمامات والتباعد الاجتماعي وغيرها، خلال إعادة فتح هذه النشاطات التجارية قبل أيام، وهو ما ساعد على انتشار أكبر لفيروس «كوفيد 19» وأدى لارتفاع عدد الحالات.