جمعية الرحمة بولاية البرج تطلق حملة لتوزيع ألفي كفن بالمناطق النائية شرعت جمعية الرحمة لتجهيز الأموات و صيانة المقابر بولاية برج بوعريريج ، في إطلاق حملة خيرية تهدف إلى إعفاء العائلات المعوزة و القاطنة بالمناطق النائية ، من متاعب توفير الكفن لموتاها ، حيث أطلقت مبادرة بتأطير من المحسنين لتوزيع ألفي كفن عبر اقليم الولاية ، ركزت في المرحلة الأولى لنشاطها على المناطق النائية و القرى المعزولة ، من خلال وضع هذه الأكفان تحت تصرف اللجان الدينية للمساجد و الخيرين بمختلف المناطق ، كي تكون جاهزة و في أماكن معلومة بالنسبة للعائلات التي تصاب بفاجعة فقدان احد أفرادها. رئيس الجمعية و في حديثه عن هذه الحملة الخيرية ، قال أن المبادرة قد تثير بعض ردود الفعل المستغربة عن المغزى من ورائها و " الموت حق على كل إنسان " ، لكنه أوضح و بحكم التجربة أن العديد من العائلات في المناطق النائية تجد صعوبات في توفير الكفن لموتاها ، خصوصا و أن القماش المخصص للكفن لا يتوفر في المحلات بكبرى بلديات الولاية إن وجدت متاجر لبيع القماش أصلا ، ناهيك عن حال العائلات التي تقطن في البلديات النائية التي تبعد عن عاصمة الولاية بأزيد من 60 كيلومتر ، مشيرا إلى وقوفه على بعض الحالات لتنقل المحسنين و أقرباء الموتى من أقصى المناطق النائية من اجل اقتناء قطع القماش أو للحصول عليها من مقر الجمعية ، على غرار القرى المتواجدة ببلديات أقصى الجهة الشمالية و البلديات الواقعة كذلك بالجهة الغربية على الحدود مع ولاية البويرة ، سيما ببلديتي حرازة و بن داود اللتان يعاني سكانها من العزلة و نقص وسائل النقل ، ما يزيد من متاعب أهل الموتى في الوصول إلى عاصمة الولاية لأجل شراء قطع القماش التي تكلفهم فضلا عن أثمانها اقتطاع الكثير من الوقت بدل التفرغ لاستقبال المعزين و التحضير للجنازة . و أوضح أن المبادرة تهدف كذلك إلى تقديم يد العون و المساعدة للعائلات الفقيرة و المعوزة بكل بلديات الولاية ، و ذلك لإعفائها من عناء دفع التكاليف التي تصل إلى 1500 دينار للكفن الواحد . و قد شرعت الجميعة بفضل تضافر جهود المحسنين في شراء القماش و تفصيله مع شراء المستلزمات الأخرى ، و وضعها في أكياس بلاستيكية ، حيث يحتوي الكفن الشرعي على ثلاث قطع قماش يضاف لها قطعة صابون و كيس غاسول و قارورة مسك و الكافور و قفاز لتغسيل الموتى . الحملة الخيرية انطلقت من مقر نشاط الجمعية المتواجد في غرفة خلفية لقصابة ملك لرئيس الجمعية ، و ستمس جميع البلديات ، حيث تم التركيز في المرحلة الأولى على القرى المعزولة و التجمعات السكانية النائية ، على أن تتبع خلال الأيام القادمة بجميع البلديات و الدوائر و عاصمة الولاية . و تجدر الإشارة إلى تمكن جمعية الرحمة و صيانة المقابر إلى فرض نفسها في ظرف وجيز ، و تعد من بين الجمعيات التي تعمل في الخفاء بعيدا عن الأضواء و التهريج ، حيث تعنى حسب رئيسها بصون كرامة الموتى و الحفاظ على قدسية المقابر ، من خلال إطلاق حملات لترميمها و الحفاظ على نظافتها بتهيئة الممرات بين القبور و تنقيتها من الحشائش ، و فيما يرتكز نشاطها بصورة اكبر في مقبرة سيدي بتقة بعاصمة الولاية ، تطمح إلى توسيع نشاطها إلى باقي البلديات ، و من بين نشاطاتها كذلك تقديم يد العون لأهل الموتى في توفير المبردات لحفظ الجثث ، و الاعتناء بمصلحة الجثث في مستشفى بوزيدي ، مع تطهير و تغسيل الموتى ضحايا حوادث المرور عبر طرقات الولاية إلى جانب التكفل بتوفير وسائل النقل في بعض الحالات لإجلاء جثامين الموتى إلى أهاليهم في مختلف ولايات الوطن ، و يتعدى عملها الخيري إلى أمور أخرى ، تتعلق بتوفير الحفاظات لكبار السن و الأدوية التي تعرف ندرة في السوق مثل أدوية مرضى السرطان ، إلى جانب تكفلها بمساعدة من المحسنين و المستثمرين في جلب الأدوية المفقودة و الباهظة الثمن من الخارج للمرضى المعوزين من أبناء العائلات الفقيرة . أعضاء الجمعية قالوا أن العمل الخيري جعلهم يحتكون بجميع شرائح المجتمع ، و تذكروا ملاقاتهم لرئيس الجمهورية الأسبق " اليامين زروال " و مصافحته عند زيارته لأحد أقربائه بمستشفى بوزيدي بعد تعرضه لحادث مرور بأحد الطرق العابرة لإقليم الولاية ، إضافة إلى وقوفهم على عديد الحالات لعائلات فقيرة تدمي القلب ، و في كل هذا يناشد رئيس الجمعية والي الولاية الالتفات لجمعيتهم بمنحهم مقر على غرار باقي الجمعيات ، بعد تعذر جميع مساعيهم طيلة الأعوام الفارطة ، لدفع نشاطهم و تكثيف العمل الخيري .