أكد أمس الأول ، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات عيسى بلخضر، من تيزي وزو، أن تعزيز وتثمين دور الزوايا في الإشعاع الثقافي، يندرج في صميم برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وقال عيسى بلخضر، الذي ترأس اجتماعا مع ممثلي الجمعيات الدينية والزوايا القرآنية بمقر ولاية تيزي وزو بمناسبة افتتاح المساجد، أن هذه الأماكن يجب أن تستعيد مكانتها الحقيقية كأماكن للمعرفة، حيث كونت آلاف العلماء وهم بدورهم يقومون بتكوين الأجيال في الجزائر وخارجها على حد تعبيره. وشدد على أن دور الزوايا لا يقتصر على التعليم الديني فقط ، بل يشمل أيضا ترسيخ قيم المساعدة المتبادلة والتضامن والأخوة والعيش المشترك، التي تشكل أسس المجتمع الجزائري، مضيفا أن الزاوية ليست شيئا تاريخيا يجب الحفاظ عليه أو الاحتفاظ به فقط لتعليم القرآن، بل هي مؤسسة أنتجت، بفضل التعاليم الدينية، فكرا حرّا مستنيرا وحديثًا يبني الأمم و الحضارات وهذه هي المهمة التي يجب إعادة تأديتها اليوم. و في ذات الخصوص، أوضح بقوله: «الزوايا هي زوايا العلم والأخلاق والتكافل الاجتماعي والخدمة الاجتماعية، وأيضا زوايا التعاون والجهادية وهي الزوايا المحافظة على القيم،» مضيفا «الكثير من العادات ينظر إليها الأشخاص بأنها جاءت هكذا صدفة ولكنها مبنية على قيم وقوانين دينية وأخلاقية من أصالة مجتمعنا، فلذلك رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وهو يخط خطوات العام الأول لتجسيده لمشروع الجزائر الجديدة فهو يحاول أن يستعيد الذاكرة، وهي ليست في عناوين لشهدائنا فقط وإنما هي لقيمهم وللجهود التي قاموا بها لنقل هذه الذاكرة إلى أجيالنا الجديدة وشبابنا». وأشار السيد بلخضر، أنه» حينما يلتقون ويتحدثون مع القائمين على الزوايا ، فهم يريدون أن ينقلوا من زخمنا التاريخي ليدفعوا بالمستقبل، لأن التنمية لا تكون اقتصادية فهي عرجاء بل هي اقتصادية واجتماعية وتربوية وثقافية حتى ينهض هذا المجتمع بكل جوارحه، وأشار إلى أنه يجب دعم الزوايا لاستعادة مكانتها ودورها كمراكز لتعليم القيم التي أسس عليها المجتمع الجزائري». وأضاف أن الزوايا القرآنية، قد أدت دورا مهما في الحفاظ على الهوية الوطنية وقيم المجتمع الجزائري خلال فترة الاستعمار، من خلال المشاركة الفعالة في المقاومة وفي محاربة الاستعمار الفرنسي، الذي انتقم من الجزائريين بتدمير دور العبادة وأماكن المعرفة وحرق قاعدتهم الوثائقية. وطمأن مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات ممثلي الجمعيات الدينية والزوايا القرآنية، أن انشغالاتهم هي جزء من عملية الارتقاء بمثل هذه المؤسسات الدينية التي تخطط لدعمها لاستعادة مكانتها في المجتمع الجزائري، مؤكدا أن الزوايا التراثية ستستفيد من عمليات إعادة التأهيل.