أشرف والي قسنطينة صباح أمس، على الانطلاق الرسمي لحملتي الحرث والبذر من مزرعة خاصة تقع في إقليم بلدية أولاد رحمون، وكان إدماج زراعة السلجم الصناعية، ضمن محاصيل الولاية قد أخذ حيزا واسعا من اهتمام رئيس الهيئة التنفيذية، بالنظر إلى أهمية هذا النوع من النشاط في إنتاج زيت المائدة. واستمع ساسي أحمد عبد الحفيظ، مطولا إلى الشروحات التي قدمها أحد الفلاحين الذين سوف ينخرطون في إنتاج السلجم الصناعية، و ذلك حول الأهمية الاقتصادية لهذا النبات الذي ستتم زراعته لأول مرة في قسنطينة على مساحة تتجاوز 800 هكتار، إلى جانب 58 فلاحا والقائمين على 6 مزارع نموذجية، ليُزرَع على مساحة تقدر ب 828 هكتارا. وحسب خبراء من المعهد التقني للزراعات الواسعة، فإن المحاولة الأولى لتكثيف زراعة السلجم في الجزائر كانت قد بدأت سنة 2005 مع الغرفة الوطنية للفلاحة وفشلت، ثم تجددت سنة 2008 و اصطدمت بنفس المصير، جراء غياب فلاحين قادرين على خوض غمار التجربة، إضافة إلى إشكالية التسويق التي تم تجاوزها بإبرام اتفاقيتين لاستقبال المنتوج مع شركتي «سيم» و«سيفيتال». وتتميز هذه الزراعة، وفق التقنيين، بالمردودية العالية التي تحققها إذ تصل إلى 18 قنطارا في الهكتار، كما تفوق قيمتها السوقية 6000 دينار للقنطار، حسب البورصة العالمية وهو السعر المتفق عليه مع الذين انخرطوا في التجربة. والجدير بالذكر أن السلجم يدخل في إنتاج زيت المائدة إضافة إلى أنواع «المارغرين» وتركيبة بعض المواد الغذائية وأيضا كمنكّه للسمن النباتي. وخلال الزيارة استمع إلى حصيلة الموسم الفلاحي الماضي، 2019/ 2020 والذي تمت فيه زراعة مساحة تقدر ب 89554 هكتارا من الحبوب الشتوية، من ضمن 125010 هكتارا. و دخلت مخازن تعاونية الحبوب، 129635 قنطارا من القمح الصلب، و443730 قنطارا من القمح اللين، و530 قنطارا من الخرطال، إضافة إلى أكثر من 200 ألف قنطار من الشعير الذي استلمت منه التعاونية 7077 قنطارا والباقي احتفظ به الفلاحون علفا، أو تم تسويقه خارج الإطار الرسمي جراء فارق السعر، إلى جانب كميات هامة من الحبوب الجافة من العدس والحمص. وإلى جانب ذلك قدم مدير الفلاحة عرضا عن تحضيرات الموسم الفلاحي الجديد، حيث انطلقت عملية الانخراط في التمويل في الفاتح أوت المنصرم، وتم استلام 1477 ملفا إلى غاية الخميس الماضي، و وفرت تعاونية الحبوب والبقول الجافة، 115300 قنطار من مختلف البذور وكذا 88144 قنطارا من أسمدة العمق التي تم تسويق 46280 قنطارا منها، إضافة إلى 38930 قنطارا من أسمدة الغطاء التي سُوقت منها 32281 قنطارا، وكذلك 5000 قنطار من الحبوب الجافة منها 2000 عدس، و3000 قنطار من الحمص. وفي آخر اللقاء طالب الوالي من الفلاحين والقائمين على القطاع، بالمحافظة على ما تم تسجيله، وتطوير نشاطهم حفاظا على ريادة الولاية في إنتاج الحبوب الشتوية وعلى وجه الخصوص تكثيف البذور، كما دعاهم إلى اللجوء للري التكميلي باستغلال المياه المتوفرة في شهر مارس في حال قلة التساقط