تقرر فتح محاور دوران بالمقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، بعد أن أغلقت لأشهر بسبب أشغال إنجاز الشطر الثاني من خط الترامواي، ما مكن من تخفيف الازدحام وإخراج مجمعات سكنية من عزلتها، فيما سيتم غلق المخرج الرئيسي للمدينة مجددا بداية من غد، وقد عاش سكان المدينة أشهرا عصيبة بسبب الازدحام المروري جراء أشغال إنجاز الشطر الثاني من خط الترامواي، حيث تم غلق محاور الدوران إضافة إلى بعض المسالك الرئيسية ما صعب من مهمة خروج و ولوج علي منجلي. وتسبب مخطط النقل المتغيّر في كل مرة في عزل بعض الوحدات الجوارية والمجمعات السكنية، على غرار الوحدات 9 و1 و10، حيث اضطر سكانها للسير مسافات طويلة وصولا بين البنايات الواقعة يسار طريق حي الفيرمة ثم إلى حي 400 مسكن الواقع في وسط المدينة وبعدها العودة إلى الطريق المؤدي إلى حيهم والذي يعرف ازدحاما مروريا خانقا من أجل الوصول إلى سكناتهم. وأكد قاطنون في الوحدة الجوارية 9 أنهم يستغرقون أكثر من 45 دقيقة من أجل اجتياز مسافة لا تتجاوز 100 متر، ويمكن قطعها في بعض الثواني سيرا على الأقدام، حيث يكفي عبور الطريق من أجل الوصول إلى الجهة المقابلة وهو ما لا يتسنى لهم عند استعمال المركبة، كما هو الحال مع القاطنين بالوحدة الجوارية 1، والذين عانوا كثيرا بسبب غلق محور الدوران المؤدي إلى المكتب البريدي. وتفاقمت مشكلة الازدحام المروري أكثر خلال الأيام الماضية، بعد غلق المخرج الرئيسي للمدينة عبر حي الاستقلال باتجاه مفترق الطرق الأربعة، إضافة إلى غلق محور الدوران بذات المكان، وهو ما خلق فوضى مرورية عبر محور جامعة صالح بوبنيدر و بالوحدة الجوارية 20 توسعة، حيث تواجدت مئات المركبات في أوقات الذروة في المسلكين، ما أدى لقطع مسافات قصيرة في فترة زمنية طويلة تفوق 60 دقيقة. مواطنون يسيرون لمسافات طويلة بعد غلق المخرج الرئيسي كما اضطر سائقو حافلات النقل العمومي لسلك طرقات أخرى خلال هذه المدة، حيث تمر على حي الفيرمة وتتوجه مباشرة إلى مخرج المدينة عبر الوحدة الجوارية 20 عوض اتباع مخطط النقل القديم مرورا على حي الاستقلال ومنه إلى مفترق الطرقات الأربع. و اضطر آلاف السكان الراغبين في التوجه إلى محطة الترامواي إلى السير على الأقدام بعد غلق المخرج الرئيسي، وذلك من حي الفيرمة إلى مفترق الطرق الأربعة، حيث شاهدنا عددا كبيرا من المواطنين المتوجهين إلى مقرات عملهم باستعمال الترامواي، والسير حوالي نصف كيلومتر في الأجواء الباردة وتحت الأمطار المتهاطلة بغزارة خلال آخر 72 ساعة. وقرر المسؤولون بالمقاطعة الإدارية بالتنسيق مع ممثلين عن شركة «كوسيدار» المشرفة على أشغال انجاز الشطر الثاني من الترامواي، إعادة فتح المخرج الرئيسي صبيحة أمس، ما خفف نسبيا حركة المرور في تلك النقطة السوداء. كما تم أمس غلق بعض محاور الدوران، على غرار الرابط بين الوحدتين الجواريتين 13 و2، وهو مسلك حيوي خاصة وأنه يؤدي إلى المركز التجاري «رتاج مول»، كما أغلق المحور الثاني المقابل لجامعة عبد الحميد مهري. واضطر القاطنون في الوحدات الجوارية 6 و8 و16 و15 و13 إلى سلك الطريق المحاذي لمقر الولاية المنتدبة وأمن الدائرة بالوحدة الجوارية 14، ثم التوجه إلى المحور المؤدي إلى الوحدة 17 مرورا على الإقامات الجامعية «لالة فاطمة نسومر»، أو سلك الطريق المؤدي إلى الوحدة الجوارية 18 من أجل التوجه نحو طريق الوزن الثقيل ومنه إلى الوطني رقم 79 ومنه إلى محور المطار. وتنقلت النصر بين مختلف الوحدات الجوارية من أجل الاطلاع على مخطط النقل الجديد، حيث تم فتح محاور الدوران الرابطة بين الجهتين الشرقية والغربية للمدينة، من خلال إعادة فتح المحور المؤدي من الوحدة 7 إلى 1 مرورا بالمكتب البريدي، وكذا محور دوران الفيرمة الرابط بين حي 400 مسكن والوحدة 9، وكذا فتح المسلك الرابط بين حي كوسيدار والوحدة الجوارية 1. والتقينا ببعض المواطنين خلال تواجدنا بالميدان، حيث أكدوا لنا أنهم ملوا كثيرا من تغيير مخطط النقل في كل مرة، ما صعب من مهمتهم في خروج و ولوج المدينة، وقد واصلنا طريقنا باتجاه المسلك المعاد فتحه أمس بحي الاستقلال ولاحظنا أن الطريق مهترئ تماما ولا يصلح لمرور المركبات. و أكد لنا أصحاب حافلات نقل عمومي، أنهم تكبدوا خسائر مادية معتبرة جراء اهتراء الطريق، وإعادة اقتناء قطع غيار أسبوعيا، كما أصبح نشاطهم التجاري ضعيفا بسبب تغيير مخطط النقل بين الحين والآخر، مذكرين بالإجراءات الصحية المعمول بها داخل الحافلات والتي أدت إلى تقليص عدد الركاب ما جعلهم يعانون في كسب قوت يومهم حسب تأكيدهم. المندوب البلدي بسول نور الدين ستحدث تغييرات بمخطط النقل وأدعو السكان للتحلي بالصبر أكد مندوب الفرع البلدي بعلي منجلي، بسول نور الدين، أن مخطط النقل سيعرف تغييرات طفيفة مجددا، خلال فترة غير طويلة، من أجل تمكين الشركة المشرفة على الأشغال من إنجاز أعمالها وخاصة بمدخل المدينة، موضحا أن المخرج الرئيسي المؤدي إلى مفترق الطرق الأربعة سيغلق مجددا بداية من غدا الجمعة وسيعاد فتحه يوم السبت، خاصة وأن الأشغال على مستوى الجسر البالغ طوله 33 مترا تشارف على الانتهاء. كما أضاف المنتخب أن غلق محور الدوران المقابل لعيادة بن قادري والمؤدي إلى رتاج مول وكذا المسلك المحاذي لجامعة عبد الحميد مهري باتجاه الوحدة الجوارية 17، لن يطول كثيرا وقد يعاد فتح المسلكين بعد 4 أو 5 أيام، من جهة أخرى أكد المندوب أنه تم فتح بعض محاور الدوران وخاصة المؤدي باتجاه المكتب البريدي في الوحدة 1، والذي خفف حسبه، الازدحام المروري الممتد إلى وسط المدينة. وأضاف المتحدث أن الطريق الرئيسي المؤدي من مفترق الطرق الأربعة وصولا إلى المكتب البريدي سيدخل حيز الخدمة في الأيام القادمة، ما سينهي الازدحام المروري بمدخل المدينة، مؤكدا أن وتيرة الأشغال جيدة. وطالب المسؤول سكان علي منجلي بالتحلي بالصبر، خاصة وأن المشروع يعود بالفائدة على كل المدينة، موضحا أن الاختناق الحاصل في مختلف المخارج والمداخل سينتهي، إضافة إلى أن الطرقات ستستفيد من إعادة التهيئة، مضيفا أن بوادر انفراج الأزمة بدأت تتضح من خلال إعادة فتح بعض المسالك، ليختم حديثه أن الأشغال لن تدوم إلا لأشهر قليلة فقط.