استقالتي لا رجعة فيها لأنه ليس بمقدوري ضمان بقاء الفريق اعتبر رئيس شباب باتنة فريد نزار استقالته بمعية أعضاء طاقمه أمرا فرض نفسه أمام ما وصفه بالتهميش والتجاهل للمكاسب المحققة من قبل فريقه، موضحا في حوار خص به النصر، أن الكاب لم تعد له مكانة بباتنة في ظل كما قال سد جميع الأبواب في وجهه، إلى درجة أنه بات يبحث عن من يتبناه في عقر داره على حد تعبيره. وحسب نزار، فإن رحيله لا يعني الهروب من المسؤولية، بقدر ما يجسد نيته في تبرئة ذمته من السقوط، لأنه ليس بمقدوره في اعتقاده ضمان بقاء فريقه في ظل الظروف التي يمر بها. ما هو تقييمك لمرحة الذهاب بالنسبة لشباب باتنة؟ أعتقد بأن مشوار الكاب في مرحلة الذهاب كان إيجابيا، بالنظر للظروف الصعبة التي مر بها الفريق، والتهميش الكبير الذي كان عرضة له. لا أنكر بأننا كنا نطمح لبلوغ سقف 18 نقطة على الأقل، غير أننا اكتفينا برصيد 17 نقطة وهو رصيد يمكن اعتباره مشجعا، ولو أنه كان بإمكاننا تحقيق الأحسن والأفضل لو لا المشاكل والعراقيل بالجملة التي واجهتنا. هل لنا أن نعرف طبيعة هذه الصعوبات؟ يمكن اختصارها في الجانب المالي وغياب الدعم الضروري، مقارنة ببعض الفرق الأخرى التي تحظى بعناية «خاصة». قد يتساءل البعض عن مصادر التمويل، لكن ولقطع دابر كل الأقاويل، أؤكد بأنني تحملت رفقة بعض المسيرين كل المشاق والمتاعب في غياب أي مساعدة خارجية. وما بعث اليأس في نفوسنا، سد الأبواب من قبل مصالح البلدية أمامنا لتجسيد مشاريعنا الاستثمارية، وكأني بالمسؤولين المحليين يريدون قتل الفريق، وعدم الاعتراف به، في وقت شئنا أم أبينا، يعد الكاب مفخرة الأوراس وحامل لواء كرته. لقد بلغت درجة التهميش، إقدام السلطات على طردنا من باتنة، ورفض جميع مقترحاتنا من أجل إنشاء مركز التكوين، حتى أننا وجدنا «الحنان» والترحاب في بلدية المعذر التي وفرت لنا كل التسهيلات لتجسيد هذا المشروع الذي ينص عليه دفتر الشروط لنظام الاحتراف. نفهم من كلامك أن هذه المتاعب هي التي عجلت بإعلان استقالتك رفقة بقية المسيرين؟ أكيد أن الإرادة وحدها لا تكفي. فالمشاكل عديدة ولا يمكن التخلص منها إلا بتدخل السلطات المحلية التي فضلت التزام الصمت. فشخصيا أرفض أن أكون سببا في سقوط الفريق، لأنني أعلنها صراحة، بأنه ليس بمقدوري ضمان بقاء الكاب في الرابطة المحترفة الأولى في ظل التهميش، وحتى «الحقرة»، إن لم أقل السقوط المبرمج والمخطط. لذلك، فضلت الانسحاب نهائيا من سدة الرئاسة، حيث قمت بتسليم المهام لمكتب مؤقت يتشكل من 4 أعضاء للتكفل بالشؤون التسييرية للفريق في المرحلة القادمة إلى حين عقد جمعية عامة استثنائية لاختيار طاقم تسيير جديد. لكن قانون الاحتراف يفرض عليك الفصل في شركة المساهمة؟ هذا صحيح، وهو ما قمت به من خلال حل شركة المساهمة، ووضع جميع الأسهم للبيع لمستثمرين ومساهمين آخرين، بإمكانهم إنعاش الخزينة وتوفير المال الكافي. ما هو أكيد أنني جاد في هذه الخطوة، كوني ارفض الخروج من الباب الضيق بعد قضاء 4 سنوات على رأس الكاب، حققت أثناءها أحسن حصيلة للفريق على مدار 80 سنة من وجوده، وهو ما افتخر به، حتى وإن كان رحيلي أحدث استياء كبيرا لدى اللاعبين. ألا ترى بأن استقالتك لم تأت في الوقت المناسب؟ لقد أشعرت جميع الهيئات المعنية بقراري منذ 20 يوما، وها أنا أجسد رسميا انسحابي، حيث سلمت صبيحة أمس كتابيا الاستقالة للوصاية بعد أن تركت الفريق في المركز ال12. لذلك، أرى بأن القرار ليس مفاجئا، بل كان منتظرا. كيف كان رد فعل المحيط العام للكاب؟ دعني أقول لك، بأن هاتفي لم يتوقف عن الرنين طيلة يوم أمس من مختلف الأطراف الفاعلة في الفريق، حتى أن بعض اللاعبين هددوا بمغادرة الشباب في حالة رحيلي. فعلى سبيل المثال، اللاعبان دايرة وفزاني طلبا صبيحة أمس من الإدارة تسريحهما بعد أن ربطا بقائهما ببقاء المكتب المسير الحالي. في ظل هذه الأوضاع، ما هي تصوراتك لمستقبل الفريق؟ أنا متواجد بداية من اليوم في عطلة خارج الوطن لمدة 10 أيام، وعلى المكتب المسير المؤقت تحمل مسؤولياته، ولو أنني أعلمكم بأنه تم تجميد جميع الصفقات بما فيها التعاقد مع الدولي الطوغولي ماني صابول إلى إشعار آخر. هل من كلمة أخيرة؟ أتمنى النجاح للكاب، والتخلص من متاعبه التي أجبرتنا على رمي المنشفة. كما أعلم الرأي العام الرياضي بأن مرحلة الذهاب كلفتنا مصاريف معتبرة تفوق 6.5 مليار جلها ديون، مقابل مداخيل عامة تقدر ب4 ملايير منها مليار من الوالي في شكل منحة الصعود.