قبل الرد على جميع تساؤلاتك، أعود إلى مقابلة الحراش التي كانت السبب في استقالتي، طلاق بالتراضي بين بوعراطة و”الكاب”... قبل الرد على جميع تساؤلاتك، أعود إلى مقابلة الحراش التي كانت السبب في استقالتي، حيث أؤكد أن الخسارة فيها ليست بريئة وأنا لست هنا من أجل اتهام لاعبين، لكن كيف تريدني أن أفسر لك أنه في الظروف نفسها وبالتشكيلة نفسها تمكنا من العودة في مرحلة الذهاب أمام المنافس نفسه بالتعادل رغم أنه كان وقتها متصدرا للترتيب، واليوم أمام نفس المعطيات وعلى أرضنا ننهزم ب 3 أهداف ساذجة؟، هذا أمر لا يتقبله المنطق. تقصد أنها مؤامرة حيكت ضدك؟ لا أقول مؤامرة، أكتفي بالقول إنها خسارة غير بريئة لأن مردود الفريق أمام الحراش كان بشهادة الجميع هزيلا، في أسبوع التحضير قبل كل مباراة منذ مرحلة الإياب كانت هناك حلقة من حلقات مسلسل طويل أثرت بالسلب في الجانب النفسي للتشكيلة. مثلا؟ منذ تربص تونس والأحداث التي تخللته، صار وجودي في الفريق لا يعجب بعض الأطراف وأنا هنا أتهم مسيرا سابقا ومناجير بعض اللاعبين في الفريق والذي أعتبره محرك الفتنة. هل كان لك حديث مع اللاعبين بعد المقابلة؟ لم أتكلم مع أي لاعب، من شدة الصدمة ذهبت عني القدرة على الحديث بدليل أنك لما اتصلت بي بعد المقابلة وأنا في طريقي إلى مسقط رأسي طلبت منك أن تعاود الاتصال بي لاحقا. عندما ترى عمل 8 أشهر يتلاعب به بسبب المؤامرات فالأكيد أنك تفشل، لقد رفعنا التحدي بفريق مكون من عناصر شابة لم يسبق لبعضها أن نشط في هذا المستوى وهو ما لم يعجب بعض اللاعبين المخضرمين الذين يدعون أنهم أبناء الفريق وهذا بالتواطؤ مع المسير السابق الذي يدعي أنه “كابيست” وقد كان للعلم يتوسلني للحصول على امتيازات منها مساعدته على العودة إلى اللجنة المسيرة وقد أفهمته أن هذا الأمر ليس من صلاحياتي. وما الذي حدث بعدها؟ منذ ذلك اليوم شرع هذا المسير في نسج سلسلة من المؤامرات ضد الفريق بداية من أحداث تربص تونس التي سردتها جريدتكم والأحداث التي كانت تحصل داخل الفريق قبل كل مباراة، حيث كانت بمثابة مسلسل كانت تبث حلقة من حلقاته كل أسبوع. مادمت قد شككت بأنها مؤامرة، لماذا واصلت بصفة عادية؟ قدمت استقالتي خلال مرحلة الإياب مرتين، مرة شفهيا بعد تربص تونس وأخرى كتابيا قبل مباراة البليدة، لكن موقف الرئيس نزار ومساعديه جعلني أتراجع، خاصة أنني كنت أحظى بثقته التامة ودعمه المطلق. لكن تغليط الرأي العام وتحريض الأنصار على شتمي مرتين جعلني أتخذ قرارا حازما، كما أن جميع الأنصار لاحظوا تصرف المسير السابق الذي كان يحرض مجموعة الأنصار على شتمي، وأريد إضافة شيء... تفضل. استهدافي لم يكن بسبب النتائج مثلما يدعون وإلا كيف أفسر وقوف الرئيس إلى جانبي، لكن بسبب وقوفي في وجه قضاء مصالحهم الشخصية في الفريق بدليل أنني كنت مستهدفا منهم حتى والفريق يحتل المرتبة السادسة أو السابعة. في حصة الاستئناف لاحظنا وجود مجموعة من الأنصار أتت بغرض شتم اللاعبين والمطالبة برحيلك... (يقاطع مستغربا) متى حدث ذلك؟ كنت حاضرا قبل بداية حصة الاستئناف بصفة عادية وفي الوقت المعتاد وكانت الأمور تبدو طبيعية، كما أنني لم ألاحظ أي شخص أتى لشتم اللاعبين أم شيء من هذا القبيل... لا أظن أنه حدث ما تتكلم عنه. لكننا وقفنا على وجود مجموعة من الأنصار مشكلة من حوالي 30 فردا.. صدقني، لا أحد تحدث معي من الأنصار، ربما حدث ذلك بعد مغادرتي الملعب... ما الذي جرى بعدها بالضبط؟، أخبرني. الرئيس تحدث مع مجموعة الأنصار التي جاءت بنية منع إجراء حصة الاستئناف قبل بدايتها، فاستمع إلى مطالبها التي صبت في خانة ضرورة إبعادك بحجة عدم تحقيقك النتائج المرجوة في مرحلة الإياب. عن أي رحيل يتكلمون وعن أي نتائج يتحدثون؟، فريقهم يملك 27 نقطة وأمام فرق كبيرة مثل اتحاد العاصمة، ويوجد أيضا بفارق 7 نقاط عن صاحب المرتبة الثالثة أو الرابعة وفارق محترم عن الفرق المهددة بالسقوط، كما أن مجموعة الأنصار التي حلت هي التابعة للمسير السابق محدث الفتنة الذي حدثتك عنه، بدليل أنها مجموعة فقط طالبت برحلي كما قلت لي وليس ال 20 أو 25 ألف الذين يناصرون الفريق. استقالتك تزامنت مع استعدادك للإشراف على حصة الاستئناف، فهل نفهم أنك أُجبرت على الانسحاب؟ لم آت أول أمس (الحوار أجري سهرة أول أمس) من أجل الإشراف على حصة الاستئناف، لكن من أجل عقد اجتماع مع اللاعبين بحضور الهيئة المسيرة ومصارحة الجميع حول ما إذا كان وجودي في الفريق صار يسبب المشاكل، حيث قلت لهم سأطرح عليكم سؤالا بخصوص بقائي ومهما كانت الإجابة فسأتقبلها وأنا على استعداد للتضحية، خاصة إذا كانت تخدم مصلحة الفريق. وكيف كانت إجابتهم؟ لم أنتظر إجابتهم، كل ما قلته لهم هو أنني تمنيت لهم مشوارا طيبا في بقية البطولة لأغادر بعدها الاجتماع والفريق دون رجعة حيث كان طلاقا بالتراضي. البعض شكك في أن الإدارة أرادت تهدئة الوضع من خلال قبول استقالتك، هل من توضيح؟ استقالتي لا رجعة عنها و”خلاص المكتوب مع الكاب هذه المرة يعني خلاص”، فعندما يصل الأمر إلى حد شتمك من قبل البعض إضافة إلى أنهم “خردولي في اللاعبين” فأظن أنه “ما بقاتش خدمة”، خاصة أن المشاكل حدثت منذ تربص تونس وليس في المدة الأخيرة فقط. تربص تونس كان بإصرار مني كمكافأة للاعبين على الجهود التي بذلوها في مرحلة الذهاب وإذا به يصبح بفعل المشاكل التي تخللته نقطة تحول في مشوار الفريق، حيث كسرت الديناميكية التي كانت تنشطه. كيف تقيم تجربتك في “الكاب” طيلة فترة 8 أشهر من العمل؟ رفعنا تحديا كبيرا بمجموعة مغمورة، فباستثناء 4 أو 5 لاعبين أصحاب خبرة كانت البقية عناصر مغمورة لم يسبق لها أن خاضت تجربة في المستوى الأعلى، كما أن 7 أساسيين لم يسبق أن لعبوا في حظيرة الكبار وهو ما يجعلني أقول إنها كانت تجربة مفيدة جدا وسيكون لهذا الفريق شأن كبير. لكن وضعية الفريق وتراجعه في الترتيب جعلته أحد الفرق المهددة بالسقوط. الفريق ليس مهددا فهو مع اتحاد الجزائر والعلمة وبفارق قليل عن فرق المقدمة وحتى مع انتظار الفريق خرجتين فهو يحسن التفاوض خارج ملعبه وبالتالي لا خوف عليه في بقية المشوار لأنه سيضمن البقاء وبكل راحة. ألا ترى أن مغادرتك الفريق في توقيت مثل هذا ليس في صالحه على الإطلاق؟ الظروف حتمت علي المغادرة فعندما يأتي يحضر أحد إلى التدريبات و”معاه العرش نتاعو” وآخر “كل أسبوع يخرجلنا خرجة” والأنصار يريدون حرمان الفريق من التدرب والمسير السابق من جهته يزرع سمومه في الفريق. فهذا يعني أنه وصل الأمر إلى حد لا يطاق. ومع كل ذلك قاومت مدة 23 جولة كانت الأطول ربما في مشوارك مع الفرق التي دربتها. أمر غير حقيقي أن بوعراطة لا يمكث طويلا في الفرق التي يدربها، فقبلها دربت اتحاد عنابة ونفس الشيء بالنسبة ل “الموك”، أنا لا أحب إحراج الرجال الذين وقفوا معي فالرئيس واللجنة المسيرة قدما لي الدعم ما تسبب لهم في مشاكل وهي الوضعية التي لا أرضى بها لأنني لا أرضى أن أكون عبئا ثقيلا على غيري. هل ندمت على شيء في تجربتك مع “الكاب”؟ لا، فالقرارات التي اتخذتها جميعا كانت عن قناعة وأنا أدرك أنها أحرجت الكثير لكن رغم ذلك كانت لدي الشجاعة لفرض منطقي رغم الصعوبات والمؤامرات والقرار الذي اتخذته في الأخير بالاستقالة كان من أجل المصلحة العليا للفريق مثلما أكدت لك ذلك في تصريحي. كيف تتوقع مشوار الفريق خلال الفترة القادمة؟ الفريق أمامه 4 محطات فقط لضمان بقائه بجمعه 12 نقطة من 33، إضافة إلى أن هناك فرقا لديها 13 و16 نقطة ومع ذلك لاتزال تطمح في ضمان البقاء، كما أن الرزنامة تبدو في صالح “الكاب” باستقباله 4 مرات في الجولات الأخيرة من البطولة. كلمة أخيرة. عرفت رجالا في باتنة وعلى رأسهم رئيس الفريق ومساعدوه وأنصار أوفياء رائعون أشكرهم بالمناسبة على وقفتهم واعترافهم لنا بالعمل الجبار الذي قمنا به، لكن الأمر الذي يؤسف هو أن مجموعة قليلة تزرع الشر داخل الفريق الذي أتمنى له الأفضل خلال الفترة القادمة شرط أن يتركوه يعمل بلا مشاكل... المشكل الكبير الذي كان حسب اعتقادهم هو بوعراطة قد زال، فاليوم لم أعد مدربا للفريق... هذا هو أول وآخر حوار صحفي متعلق باستقالتي أجريه وقد اخترت “الهداف” دون غيرها من الجرائد الأخرى. -------------------------------------- بسكري مدربا جديدا للكاب توصل رئيس شباب باتنة فريد نزار مساء أمس بالعاصمة إلى اتفاق مع المدرب السابق لجمعية الخروب مصطفى بسكري يقضي بإشرافه على العارضة الفنية خلفا للمدرب المستقيل منتصف هذا الأسبوع رشيد بوعراطة. ولم يجد نزار صعوبة في إقناع بسكري بحثا عن ضمان بقاء الفريق في حظيرة الكبار. وسيكون بسكري ملاحظا لفريقه الجديد في المباراة القادمة التي تقوده إلى العاصمة لمواجهة نصر حسين داي وسيباشر مهامه بصفة رسمية الأسبوع القادم، في الوقت الذي ستكون مواجهة العميد أول امتحان حقيقي له على رأس “الكاب”. جدير بالذكر أن المدرب المساعد لعلاوي إلى جانب القائد عريبي سيقودان الفريق في مقابلة النصرية .