تراجع التسجيلات بزاوية سيدي عمر بطولقة ؟ أكد شيخ زاوية سيدي علي بن عمر الشيخ عبد القادر أن عدد الطلبة بالزاوية في تناقص متواصل مثلما هو حاصل حسبه في جميع زوايا تحفيظ القرآن الكريم. رغم أن الزاوية تتكفل كليا بجميع خدمات التمدرس في إطار النظام الداخلي. و بالمناسبة وجه الشيخ عبد القادر نداء لأولياء التلاميذ الراغبين في تحفيظ القرآن الكريم لأبنائهم و النهل من العلوم الشرعية أن يوجهوا أولادهم لهذه الزاوية الموجودة بمدينة طولقة ( ولاية بسكرة ). و أرجع شيخ الزاوية سبب تناقص عدد التلاميذ إلى عدم تشجيع السلطات العمومية لحفظة القرآن الكريم و لخريجي الزوايا. مما جعل المنتسبين إلى الزاوية يتقلص من 370 طالبا في زمن مضى عندما كان الطلبة يبيتون في الخيام ليصل الآن في عهد النظام الداخلي العصري ووفرة جميع المرافق الضرورية للتعليم إلى 22 طالبا فقط يدرسون في قسم واحد من بين ثمانية أقسام موجودة بالزاوية. ويلزم الإلتحاق بهذه الزاوية المنتسبة إلى الطريقة الرحمانية توفر جملة من الشروط في الطالب ( مدونة في لائحة بفناء مقر الزاوية ) أولها وجود رغبة أكيدة منه في تعلم القرآن الكريم و العلوم الشرعية و يصرح بذلك و أن لا يجبره وليه على القراءة. كما يشترط أن لا يزيد سن المترشح للدراسة عن 18 سنة مع معرفة جيدة للقراءة و الكتابة. و ترفض الزاوية من يدخن أو يشم الشمة و يتعهد وليه بذلك ويطرد إن استعمل ذلك و ضبطت الشمة أو السجائر بحوزته. وخلال العطلة الصيفية أو العيدين للطالب أن يختار بين الذهاب للعطلة أو البقاء في الزاوية. أسسها سنة 1780 م الشيخ الذي تحمل اسمه هي الأن بناية عصرية و أنت بداخلها لا تحس بأنك في بيئة صحراوية. وهي تتوفر على جميع المرافق المطلوبة في ثانويات النظام الداخلي و الميزة التي تنفرد بها أن أكل طلبتها هو من نفس أكل أهل العائلة التي ترعى الزاوية كابر عن كابر والتي لا تقبل تبرعات عمومية أو خاصة فهي مثلما أكد شيخها تنفق عليها من مالها بعدما لم يبق من الحبوسات الكثيرة التي كانت ملكا للزاوية إلا بستان صغير من النخيل. و قد جردت السلطات الإستعمارية هذه الزاوية من حبوساتها و باعتها للمعمرين غداة ثورة عين توتة سنة 1916 التي انتشرت في مناطق واسعة بالشرق الجزائري بتنسيق من الشيخ عمر حفيد مؤسس الزاوية. و قد كان من عواقب هذه الثورة كذلك أن توقفت الزاوية عن التعليم مدة من الزمن بعد أن وضع الشيخ عمر تحت الرقابة الجبرية واعتقال عدد من الطلبة و هروب البعض الآخر. تعاقب على مشيخة الزاوية منذ تأسيسها خمسة شيوخ إلى أن وصل المشعل إلى الشيخ الحالي للزاوية الذي قام بتجديدها لتصل إلى الشكل الذي هي عليه الآن و كأنها قصر مهرب من الأندلس وهو الشيخ عبد القادر أطال الله في عمره الذي تولى المشيخة سنة 1966 بعد وفاة والده الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ الحاج. الشهيد البطل الحواس درس بها واتخذها مركزا للثورة إبان ثورة التحرير يذكر الشيخ عمر أن الزاوية كانت مركزا لجيش التحرير وكان الشهيد البطل الحواس يعقد بها لقاءاته الفردية و الجماعية مع أعيان وأعراش المنطقة وهو يعرفها جيدا لأنه واحد من الطلبة الكثيرين الذين درسوا بها و التحقوا بثورة التحرير. كما كانت الزاوية مجلسا قضائيا يفصل فيها شيخ الزاوية نزاعات الجزائريين بعد أن منعتهم الثورة من التقاضي لدى المحاكم الفرنسية. وكان من نتيجة مساهمة الزاوية في الثورة والتحاق أفراد من عائلة الزاوية بالكفاح إعتقال شيخ الزاوية ( عبد الرحمن ) سنة 1957 و تعذيبه أشد العذاب و هروب شيخ الزاوية الحالي إلى المغرب والتحاق أخويه المنور وعبد الحميد بالثورة. ومع ذلك استمرت الزاوية في دورها كمركز للثورة. لتستعيد دورها التعليمي الكامل بعد الإستقلال مباشرة. م / بن دادة