دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أمس جمعيات المجتمع المدني للمساهمة الفعالة في توطيد التلاحم الاجتماعي حفاظا على الأمن والاستقرار الوطني، عبر استكمال جهود الدولة في التكفل بالفئات الهشة ومناطق الظل، بعيدا عن كل غطاء حزبي، أو أغراض سياسية. وناشدت بن حبيلس في تصريح «للنصر» المجتمع المدني لتكثيف جهوده دعما للفئات المعوزة ومناطق الظل، لرفع الغبن عنها وتمكينها من سبل العيش الكريم، لا سيما في ظل الجائحة التي زادت من معاناة هذه الشرائح، حفاظا على أمن واستقرار البلاد، عبر توطيد التلاحم الاجتماعي، قائلة إن دور المجتمع المدني لا يستهان به في هذه المرحلة، وأن النشاط الخيري والتضامني لا ينبغي أن يحمل طابعا حزبيا. وأعلنت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري عن اختتام جولة واسعة قطعت خلالها أزيد من 2000 كلم مربع، قادتها إلى المناطق النائية والحدودية، وإلى نقاط تمركز البدو الرحل، لا سيما بسمغون بولاية البيض وسعيدة، حيث أشرفت على توزيع خيام ومواد غذائية وألبسة، وأدوات التعقيم وكمامات، إلى جانب تكفل المتطوعين في صفوف الهلال بالمتضررين من الفيضانات الأخيرة التي مست بعض الولايات. وتندرج هذه الخرجات الميدانية في إطار استراتيجية وضعها الهلال الأحمر، لتعميق الروابط الاجتماعية، عبر إشراف مسؤوليه شخصيا على توزيع الإعانات والتقرب من الأسر المحتاجة والسماع إلى انشغالاتها، وتقاسم أجواء الفرحة معها وهي تستلم الإعانات في ظل احترام كرامة الإنسان، بعيدا عن الترويج الإعلامي والكاميرات. كما أطلقت هذه الهيئة الخيرية مؤخرا نداء عبر وسائل الإعلام الثقيلة بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر، وهي تستهدف الأطفال المعوزين عبر تمكينهم من مستلزمات إحياء هذه المناسبة، من ألبسة وأحذية، حتى تعم الفرحة الجميع، خاصة بمناطق الظل حيث يصعب وصول الجمعيات التي تنشط في المجال الخيري للتكفل باحتياجات الأسر المحتاجة.وشددت بن حبيلس على أهمية تظافر جهود الجمعيات الناشطة في المجال الخيري خلال هذه المرحلة، وعلى ضرورة تكثيف العمل التضامني وتوطيد التلاحم الاجتماعي بعيدا عن الأغراض السياسية، موضحة بأن الهلال الأحمر الجزائري يعمل دون أي غطاء حزبي من أجل بلد آمن ومستقر وموحد، وهو يركز في نشاطه الميداني خاصة على المناطق البعيدة والحدودية، ويعتمد في تنقلاته على قائمة لعناوين الأسر الأكثر تضررا من الناحية الاجتماعية. وبشأن التكفل بالفئات الهشة خلال شهر رمضان، ذكرت المتحدثة بأن هيئتها وكذا المتطوعين في صفوفها لا تنشط في المناسبات فقط، وقام منذ بداية هذا الشهر بتوزيع مواد غذائية ووسائل التعقيم، فضلا عن تزويد المرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا وتعرضوا إلى مضاعفات صحية، بأجهزة متنقلة للتنفس الاصطناعي، لاستعمالها بناء على توصيات الأطباء المختصين، ثم إعادتها إلى الهيئة بعد إتمام فترة العلاج، لإعارتها لمرضى آخرين. وفي أطار المساهمة في مكافحة وباء كورونا، ينتظر الهلال الأحمر استلام جرعات من اللقاء المضاد للفيروس، عبر الصليب الأحمر الدولي الذي ينسق مع عدة منظمات خيرية، لتوزيع الجرعات المنتظرة على مناطق الظل والنائية، وكذا لتوسيع التعقيم إلى المهاجرين، لا سيما في ظل مخاوف من انتشار نسخة متحورة للفيروس، بالموازاة مع توزيع كل ما يصل الهلال الأحمر من وسائل الوقاية من الوباء. وأوضحت المصادر المساعدات والإعانات التي توزع على مدار السنة على المعوزين، يتم جمعها من خلال تبرعات ومساهمات المحسنين دون مساعدات الدولة، وهذا بقرار إرادي من الهلال الأحمر الذي وضع استراتيجية تقوم على التحفيز على العمل التضامني باعتباره مؤسسة خيرية وإنسانية، تقوم بحشد المساعدات وتحريك الضمائر الحية، لمرافقة الدولة في مكافحة الفقر وضمان العيش الكريم للمواطن. لطيفة بلحاج