شكّلت الأمانة الولائية لفيدرالية جمعيات المجتمع المدني بقسنطينة، ثلاث لجان جديدة للعمل على محاور أساسية تعنى بالوقاية و الصحة و الإصلاح الأسري و كذا تأهيل و إعادة إدماج المساجين، وهي خطوة، قال الأمين الولائي حكيم لفوالة، بأنها تهدف لخدمة الصالح العام و تتماشى مع المتغيرات الاجتماعية والصحية الحاصلة، بما يسمح بتحديد المشاكل و اقتراح الحلول الممكنة. لفوالة أوضح بأن اللجان ستعمل على مدار السنة، و سيكون أعضاؤها على تواصل مستمر و يومي مع المواطنين الراغبين في الاستفادة من خدمات الاستماع و التوجيه، حيث عين الدكتور سليم زرمان على رأس اللجنة العلمية التي تعنى بمتابعة الوضع الصحي و التدخل للتوعية و التحسيس، و تعزيز سبل الوقاية، خصوصا خلال الظرف الحالي، المتزامن مع استمرار تفشي فيروس كورونا. من جهة ثانية، كلف الأستاذ توفيق راشدي بتولي مهام تسيير لجنة تأهيل و إعادة إدماج المساجين، لمساعدتهم على بناء حياتهم من جديد و استعادة الاستقرار الأسري والمهني، عن طريق توجيههم و مرافقتهم اجتماعيا و مهنيا، و التوسط بينهم وبين مختلف أجهزة دعم و تشغيل الشباب، من أجل إيجاد طريقة تسمح لهم بالحصول على دعم لمشاريعهم، ناهيك عن تشجيع المستثمرين الخواص على إدماجهم بشكل أكبر في عالم الشغل، و منحهم فرص للتوظيف، بما يساعدهم على إصلاح ذواتهم و تجاوز الأخطاء الماضية و تحسين ظروفهم ليصبحوا عناصر إيجابية و فعالة في المجتمع. عن الهدف من اللجنة الثالثة الخاصة بالإصلاح الأسري، أوضح المكلف بها النفساني العيادي كمال بن عميرة، بأنه يرتكز بالأساس على مساعدة العائلات على حل مشاكلها، بعيدا عن أروقة المحاكم، بما يسمح بإنقاص نسب الطلاق و بالتالي حماية الأطفال بطريقة غير مباشرة من تبعات ظروف الانفصال القاسية. و قال بن عميرة، بأن استحداث هذه اللجنة، جاء بناء على إدراك الفيدرالية أهمية إصلاح ذات البين في الشريعة الإسلامية، وما له من عظيم المنافع على الأفراد و المجتمع عموما، فثبات الهيكل الاجتماعي مرهون بصلا ح ومتانة الأسرة، كما عبر، وعليه فإن فكرة الإصلاح فرضت نفسها كحاجة ضرورية في الوقت الراهن، خصوصا مع تزايد حالات العنف والطلاق و التفكك الأسري و ما يترتب عن ذلك من ضياع الأبناء و إدمان للمخدرات و الصدمات النفسية والإحباط والقلق و الاكتئاب، وصولا إلى الانتحار والهروب من المنزل، وكلها مشاكل يمكن، كما أضاف، إن نتجنبها إذا وفرنا فضاء مناسب للإصغاء و المتابعة النفسية والأسرية.