تسارعت الأحداث في الساعات الأخيرة بشكل كبير على مستوى عدد من مستشفيات ولاية سطيف، بسبب أزمة نفاد مادة الأوكسجين، بالنظر للارتفاع الكبير في عدد المرضى المتواجدين حاليا في مصلحة الكوفيد، ما تسبب في حدوث تشبع على مستوى جميع المستشفيات و تضاعف استهلاك مادة الأوكسجين في مصلحة الإنعاش المركزي. ونفى مدير المستشفى الجامعي "سعادنة عبد النور"، نفاد الأكسجين مكذبا شائعات عن وفاة مرضى بسبب نفاد المادة، تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد رفع أعضاء في الطاقم الطبي بمصلحة الإنعاش المركزي نداءات مستعجلة على صفحات المواقع الاجتماعية، من أجل الإسراع في توفير الأوكسجين على مستوى خزان المستشفى، لاسيما و أن العدد الإجمالي لمرضى الكوفيد قد تجاوز 160 مريضا. و تمكنت إدارة المستشفى في تلك الليلة من توفير كمية جديدة من الأوكسجين قدرها 7 آلاف لتر سائل تم تسخيرها لصالح الحالات المستعجلة، في انتظار الاستفادة في غضون هذه الساعات من كميات جديدة. و أكد مدير المستشفى الجامعي، نور الدين عطوي، أن مادة الأوكسجين لم تنقطع تماما عن هذه المؤسسة الصحية، مضيفا بأن العدد المرتفع للوفيات المسجل في الساعات الأخيرة، يعود بالدرجة الأولى إلى الارتفاع المسجل في أعداد المصابين في الأيام الماضية، مشيرا إلى أن المستشفى استفاد الأربعاء الأخير من كمية قدرها 10 آلاف لتر من الأوكسجين، لكنها نفدت بعد أكثر من 10 ساعات، بالنظر إلى الحالات الكثيرة الموجودة في مصلحة الإنعاش المركزي. و أضاف المسؤول الأول، بأن المستشفى استفاد من كمية جديدة في اليوم الموالي، قدرها 3 آلاف لتر سائل فقط، بعد حدوث تذبذب في التوزيع بين المستشفيات الأخرى في الولاية، نظرا للأعداد الكبيرة للمرضى في المؤسسات الأخرى مثل: عين ولمان و العلمة و هو ما تسبب في حدوث التذبذب في طريقة التوزيع. و تحدث مدير المستشفى عن إخلال المتعامل الاقتصادي بالتزاماته مع المديرية الوصية و المتمثلة في توزيع 20 ألف لتر سائل من المادة الأساسية في ظرف 72 ساعة. و توقع مدير مستشفى سعادنة عبد النور حل المشكلة نهائيا، بعد الاتفاق الحاصل مع مؤسسة جديدة لإنتاج الأوكسجين تقع بمنطقة "بلارة" في ولاية جيجل و التي ستشرع بداية من هذا الأسبوع في تموين مستشفيات الولاية بهذه المادة الضرورية. و سارع نواب ولاية سطيف لمراسلة وزير الصحة، من أجل دعوته للقدوم على جناح السرعة إلى مستشفى "سعادنة عبد النور"، بهدف الوقوف شخصيا على حقيقة المشاكل التي تعاني منها هذه المؤسسة الصحية، خاصة في ظل الأحاديث عن وجود مشاكل داخلية. و في سياق متصل، انطلقت، صبيحة أمس، العملية الواسعة للتلقيح ضد فيروس كورونا على مستوى الفضاءات الجديدة المخصصة من قبل مديرية الصحة بمدينة سطيف و أشرف الأمين العام للولاية على انطلاق هذه الحملة، مع تسجيل إقبال كبير من قبل المواطنين في هذه الأماكن الجديدة المتواجدة بعدد من الأحياء الشعبية في عاصمة الهضاب العليا، مثل: طنجة و 1000 مسكن و الباز. و بعد نجاح اليوم الأول من عملية التلقيح الواسعة، أعلنت مديرية الصحة عن تخصيص فضاءات جديدة بعدد من الأحياء الجديدة بمدينة سطيف، مثل: حي بئر النساء، مع الإعلان أيضا عن فتح أماكن جديدة في المدن الكبرى، على أن تفتح رسميا بداية من اليوم أمام المواطنين لأخذ الجرعات الأولى، مثل: تخصيص مدرسة "هلالي عمر" بحي 19 جوان وسط مدينة العلمة. و يبقى الهدف المسطر هو تلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين على مستوى جميع بلديات الولاية، قصد تعزيز "المناعة الجماعية" وسط السكان، على أمل الحد من انتشار الفيروس، خاصة و أن جميع مستشفيات الولاية تعاني من تشبع كبير في أعداد المصابين.