أعلنت المديرية العامة للغابات حالة تأهب قصوى جراء موجة الحرائق التي مست 17 ولاية، وأدت إلى إتلاف مساحات شاسعة من الغطاء النباتي، وتسببت في وفاة 7 أشخاص، كما جندت مصالح الحماية المدنية 900 عون، لإخماد ألسنة النيران، والحد من الخسائر المترتبة عن الكارثة. كشف نائب مدير حماية الثروة الغابية بالمديرية العامة للغابات بومسعود عبد الغني في تصريح «للنصر»، عن تسجيل 78 حريقا إلى غاية الساعة الثالثة بعد الزوال من نهار أمس، غير مستبعد ارتفاع عدد الحرائق في الساعات الموالية بسبب هبوب الرياح التي تعد عاملا مساعدا على انتشار النيران إلى مناطق محاذية. وتعد ولاية تيزي وزو الأكثر تضررا من كارثة الحرائق، مسجلة منذ أول أمس 22 حريقا، تسببت في وفاة 6 أشخاص، ووفاة شخص واحد بولاية سطيف، كما كانت ولاية الطارف من بين الولايات الأكثر تضررا من الكارثة، إذ سجلت في اليومين الأخيرين 13 حريقا، ثم ولاية جيجل التي شهدت 9 حرائق، وكذا ولاية سكيكدة المعروفة بغطائها النباتي التي أحصت بدورها 8 حرائق، مع تسجيل 5 حرائق في كل من بجاية وعنابة. وتعد ولايات البليدة وبومرداس وقالمة والمدية أقل تضررا من الكارثة التي هزت كافة المجتمع الجزائري، إذ سجلت كل واحدة منها 3 حرائق بمناطق متفرقة، وأحصت من جهتها ولايات خنشلة وتبسة وسطيف حريقا واحدا فقط، وأقل حجما من الخسائر المادية. وأضاف بومسعود عبد الغني بأن اندلاع الحرائق عبر 14 ولاية دفعة واحدة، أجبر المديرية العامة للغابات على إعلان حالة التأهب القصوى، والتجنيد الميداني لأعوان الغابات، واستدعاء من أحيلوا على العطلة السنوية، لمواجهة الكارثة والمساهمة في إخماد ألسنة النيران إلى جانب أعوان الحماية المدنية. وأوضح المتدخل بأن المديرية العامة للغابات تقوم بتفعيل جهازها الوقائي بداية من تاريخ الفاتح جوان من كل سنة، للحد من حرائق الغابات، ويضم الجهاز ممثلين عن قطاعات مختلفة، إلى جانب المصالح البلدية، مدعمين بمختلف العتاد المستعمل في إخماد ألسنة النيران المتصاعدة، من بينها شاحنات الصهريج. ولم يخف نائب مدير حماية الثروة الغابية بالمديرية العامة للغابات صعوبة المهمة التي يقوم بها أعوان الغابات والحماية المدنية للتحكم في انتشار النيران، بسبب صعوبة التضاريس، لان أغلب الحرائق وقعت في مناطق جبلية وعرة لا يمكن الوصول إليها بسهولة، خاصة بولاية تيزي وزو، فضلا عن الرياح التي سهلت كثيرا انتشار رقعة الحرائق إلى مناطق محاذية. كما اضطرت المديرية العامة للغابات للاستعانة بالوسائل والإمكانيات التابعة لولايات مجاورة، نظرا لحجم الكارثة التي استدعت تسخير كل ما تتوفر عليه مصالح الغابات من موارد بشرية ومادية للتحكم في الوضع، وحماية حياة المواطنين والممتلكات. وكان أعوان محافظة الغابات عبر الولايات المتضررة، إلى جانب السكان المحليين أول من تدخلوا فور وقوع الكارثة، وتم نشر الأرتال المتنقلة عبر النقاط التي انتشرت بها النيران، على أن يظل عملها متواصلا إلى غاية الإخماد الكلي للحرائق التي أرعبت سكان المناطق المتضررة، ودفعت بهم إلى الفرار من بيوتهم حفاظا على حياتهم. ولم تتأخر بدورها مصالح الحماية المدنية عن إعلان حالة الطوارئ، مسخرة كافة الوسائل اللازمة لمحاصرة ألسنة النيران، من خلال تجنيد 900 عون في الحماية المدنية من مختلف الرتب على مستوى الولايات المتضررة من الحرائق، و200 شاحنة إخماد الحرائق. وبحسب الحصيلة الأخيرة لذات المصالح، فإن ولاية تيزي وزو تأتي في مقدمة الولايات المتضررة من الكارثة، بعد أن انتشرت النيران ببلديات أقبيل وإيجر وتودارت وإبي سيف، وقرى أخرى عديدة، مما أحدث حالة من الهلع والرعب لدى سكانها، الذين تفاجأوا بتصاعد ألسنة اللهيب والدخان الكثيف الذي غطى سماء المنطقة، ليقرروا المغادرة الفورية لمساكنهم حفاظا على أرواحهم.