الاستخدام العشوائي لأجهزة الأوكسجين في المنازل يضر بالجهاز العصبي أوضح الأخصائي في الفيروسات بمستشفى بوفاريك الدكتور عبد الحفيظ قايدي في حوار للنصر، بأن الاستعمال العشوائي للأجهزة المكثفة للأوكسجين في المنازل، من طرف المصابين بفيروس كورونا، يشكل خطورة كبيرة على صحتهم، خاصة بالنسبة لكمية الأوكسجين التي تضخ في الدقيقة الواحدة، داعيا لاستخدام هذه الأجهزة في المنازل تحت مراقبة الأطباء، مضيفا بأن الطبيب هو الوحيد القادر على تحديد كمية الأوكسجين التي تضخ للمريض، و استعمالها بطريقة عشوائية، قد تسبب مشاكل في الجهاز العصبي خاصة المخ، إلى جانب عدة تعقيدات صحية أخرى، و التي قد تصل إلى الغيبوبة. حاوره: نورالدين عراب علينا انتظار يومين أو ثلاثة لنؤكد أننا تجاوزنا الذروة النصر: تعيش الجزائر هذه الأيام نوعا من الاستقرار في الإصابات بفيروس كورونا، هل تجاوزنا مرحلة الذروة؟ – عبد الحفيظ قايدي: لا نقول وصلنا إلى مرحلة الذروة ، مع تواصل توافد المواطنين بأعداد كبيرة إلى مصالح الاستعجالات، و تسجيل حالات خطيرة. وفق الإحصائيات الرسمية، فإن بعض الولايات سجلت انخفاضا نسبيا، أو تعيش استقرارا، لكن ولايات أخرى لا تزال تستقبل حالات كثيرة و خطيرة، و المستشفيات ممتلئة بالمصابين، و أغلبهم حالتهم خطيرة و حاجتهم مستمرة للأوكسجين، وهذا ما يجعلنا غير متأكدين إذا كنا قد وصلنا إلى مرحلة الذروة. علينا الانتظار يومين أو ثلاثة، وإذا لم يسجل ارتفاع في الإصابات يمكن القول أننا تجاوزنا مرحلة الذروة. تعد من الأطباء الذين كانوا في الصفوف الأمامية منذ ظهور الحالات الأولى للفيروس بالجزائر، بمستشفى بوفاريك، و لديك إطلاع واسع عن تطور الفيروس و أعراضه، هل يمكن أن تطلعنا على الاختلاف المسجل بين الحالات التي عالجتموها في الموجتين السابقتين و خلال الموجة الأخيرة؟ الموجة الثالثة تختلف كثيرا عن الموجتين الأولى و الثانية، والسبب في ذلك هو المتحور» دلتا» حيث أن نسبة 95 بالمئة من المصابين بالفيروس في الموجة الثالثة، المتسبب فيها هو المتحور» دلتا»، المعروف بخصوصيته المتمثلة في سرعة الانتشار، إلى جانب زيادة الحالات الخطيرة ، مقارنة بالموجتين الأولى والثانية. 95 بالمئة من مرضى كوفيد أصيبوا بمتحور دلتا في الموجتين السابقتين، كان أغلب الذين أصيبوا بالفيروس ممن يعانون من أمراض مزمنة، لكن المتحور «دلتا» له قدرة كبيرة على هلاك الإنسان، كما أن هناك نقطة أخرى لم نسجلها في الموجتين الأولى والثانية، وهي إصابة الشباب والأطفال بالفيروس، بينما لم تكن هناك حالات كثيرة في الموجتين السابقتين خاصة بالنسبة للأطفال. كما أن الحالات المسجلة بين الشباب لم تكن خطيرة، و نادرا ما كنا نسجل حالات لشباب أدخلوا إلى المستشفيات، في حين في هذه الموجة، سجلنا حالات خطيرة لشباب دخلوا المستشفى، والعديد منهم غير مصابين بأمراض مزمنة. و كانت هذه الشريحة في الموجتين السابقتين ، مصدرا لنقل الفيروس لعائلاتها، في حين في هذه الموجة، أصبحت تعاني من الفيروس وتصاب بضيق التنفس. إن العديد من الشباب، تم تحويلهم إلى مصالح الإنعاش لأن حالتهم الخطيرة، كما سجلنا عدة حالات لأطفال مصابين بالفيروس، تم تحويلهم إلى مستشفى بن بوالعيد بالبليدة المخصص للأطفال. ما يميز الموجة الثالثة أيضا حاجة المرضى للأوكسجين بكميات كبيرة، و مع الضغط الذي تعيشه المستشفيات، لجأ العديد من المصابين بالفيروس لاقتناء أجهزة تكثيف الأوكسجين و استعمالها في المنازل، بماذا تنصح المصابين الذين يستعملون هذه الأجهزة خارج المستشفيات؟ نعم أجهزة تكثيف الأوكسجين مسموح باستعمالها خارج المستشفيات، خاصة في ظل الضغط الذي كانت تعيشه، وهذه الطريقة معمول بها حتى في دول أوروبية، لكن المشكل اليوم، أن استخدام هذه الأجهزة أصبح يتم بطريقة عشوائية، دون علم المصابين وعائلاتهم، بطريقة استعمالها. الاستعمال العشوائي للأوكسجين قد يؤدي إلى الغيبوبة أؤكد من هذا المنبر، بأن الاستعمال العشوائي لهذه الأجهزة، يمثل خطورة كبيرة على المصابين، خاصة كمية الأوكسجين التي تضخ في الدقيقة الواحدة، ولهذا يجب أن تستخدم هذه الأجهزة في المنازل بمراقبة الأطباء، و الطبيب هو الوحيد المؤهل لتحديد كمية الأوكسجين التي تضخ للمريض، كما يجب أن يتم استخدام هذه الأجهزة ، استنادا لنتائج التحاليل المخبرية و السكانير. لاحظنا حتى في المستشفيات بعض مرافقي المصابين، يحاولون الضغط لضخ أكبر كمية من الأوكسجين للمريض، اعتقادا منهم بأنهم بهذه الطريقة يمكن إنقاذ قريبهم، وهذا خطأ. إن الأوكسجين إذا استعمل بطريقة عشوائية، خاصة إذا كان المصاب يعاني من ارتفاع الضغط ، قد يسبب له مشاكل في الجهاز العصبي، خاصة المخ، إلى جانب عدة تعقيدات صحية أخرى، و التي قد تصل إلى الغيبوبة. لهذا أدعو المواطنين إلى عدم استعمال هذه الأجهزة في المنازل دون رخصة ورقابة طبية، وعلى سبيل المثال نحن نتابع، وفق برنامج خاص عدد من المرضى الذين يتلقون العلاج في منازلهم، و نتواصل معهم عبر الهاتف، ونحاول متابعة نتائج تحاليلهم المخبرية بصفة متواصلة، و مراقبة حالتهم عن بعد باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة. بعض المرضى المصابين بأمراض معينة و يتعاطون المضادات الحيوية يخشون التلقيح ضد فيروس كورونا قبل الشفاء، خوفا من مضاعفات صحية، هل تنصحهم بتأجيل التلقيح؟ حقيقة كثر الجدل حول التلقيح منذ البداية، و استمر حتى مع توفير كميات كبيرة من اللقاح، و المواطن أصبح يشك في فعاليته، ويتابع مواقع التواصل الاجتماعي التي يتكلم فيها أشخاص غير مؤهلين علميا، وهذا ما نجم عنه نوع من الخوف لدى المواطن، لهذا ينتظرنا عمل كبير نحن الأطباء في هذا المجال، وعلى المواطن أن يكون واعيا، و إذا أراد الحصول على معلومات، فعليه أن يحصل عليها من طرف مختصين، و ليس من أشخاص يتكلمون من فراغ ولا علاقة لهم بالطب، و مرجعيتنا في هذا المجال معروفة، وهي اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة وباء كورونا، ومنظمة الصحة العالمية. أشير في هذا الإطار إلى أن 96 بالمئة من المصابين بالمتحور «دلتا» الذين حالتهم خطيرة، لم يتم تلقيحهم، كما أن أقل من 4 بالمئة فقط من المصابين بالفيروس تلقوا اللقاح، وهذه نسبة ضئيلة جدا، كما أن عددا كبيرا من هذه النسبة الضئيلة، يعانون من أمراض مزمنة، لهذا على المواطن أن يضع ثقته في الطاقم الطبي الذي كان سباقا للتلقيح في شهر فيفري الماضي، مع وصول الجرعات الأولى من اللقاح إلى الجزائر. لا خوف من اللقاح المضاد لكورونا وبمرور كل هذا الوقت، لم تظهر علينا أي مشاكل صحية ونحن بصحة جيدة، ونعمل اليوم وسط المصابين بالفيروس في المستشفيات، ومناعتنا قوية، لهذا أدعو المواطنين إلى الإقبال على التلقيح، دون خوف. وبخصوص الذين يتعاطون بعض الأدوية، كالمضادات الحيوية، فإن كل مواطن يتنقل إلى مراكز التلقيح يستقبله طاقم طبي ويستفسر منه حول الأمراض المصاب بها ، أو الأدوية التي يتعاطاها، كما يتم قياس درجة حرارته، وإذا تطلب الأمراض تجرى له بعض التحاليل قبل تلقي اللقاح. و ماذا عن المصابين بالفيروس، ماهي الفترة الزمنية المناسبة لتلقي اللقاح بعد الإصابة؟ لا أنصح المصابين بفيروس كورونا بتلقي اللقاح، إلا بعد مرور 3 أشهر عن إصابتهم، و هذه الفترة كافية ليسترجع المصاب مناعته، كما لا يوجد ما يدفع المصاب بالفيروس إلى تلقي اللقاح قبل ثلاثة أشهر، بما أنه يكون قد اكتسب مناعة جزئية، تحميه من الفيروس خلال هذه الفترة.