غموض الوضعية في خنشلة عجل بمغادرتي أكد اللاعب أكرم عبروق، بأن إمضاءه لمولودية قسنطينة يضعه أمام تحد جديد في مشواره الكروي، لأن الموك تلعب دوما الأدوار الأولى، وتسعى لاستعادة مكانتها في الرابطة المحترفة، الأمر الذي جعله يعرب عن أمله في المساهمة في تجسيد هذا الحلم، رغم أن الهدف المبدئي الذي تم تسطيره يكمن في ضمان البقاء بكل أريحية. عبروق، وفي حوار خص به النصر، اعترف بأنه كان يعطي الأولوية لاتحاد خنشلة من أجل البقاء لموسم آخر، لكن عدم اتضاح الرؤية حول مستقبل هذا الفريق دفع به إلى حسم موقفه، وتغيير الوجهة، فكان اختيار الموك على حساب عرضين آخرين. *هل لنا أن نعرف كيف تم الاتفاق مع إدارة مولودية قسنطينة؟ الحقيقة أنني كنت على وشك اللعب للموك الموسم الفارط، حيث كانت المفاوضات قد بلغت مرحلة جد متقدمة، لكنني ولظروف عائلية، قررت في نهاية المطاف الإمضاء لاتحاد خنشلة، وذلك بنية التواجد المنتظم على مقربة من العائلة، فضلا عن المساهمة في الدفاع عن ألوان فريق مدينتي، مادامت إدارة النادي كانت قد بادرت إلى لم الشمل، بإقناع أغلب أبناء الولاية بالعودة، وعليه فإنني وجدت نفسي في تلك الفترة، مرغما على التراجع عن فكرة الإمضاء لمولودية قسنطينة، والموافقة بالمقابل على حمل ألوان اتحاد خنشلة، ومع ذلك فإن رئيس الموك دميغة جدد الاتصال بي بمجرد نهاية الموسم، وأكد لي بأنه يضعني في قائمته، ولو أنني تلقيت عرضا من هلال شلغوم العيد، وآخر من رائد القبة، الذي سيدربه الهادي خزار، ليتم ترسيم المفاوضات مع إدارة المولودية في نهاية الأسبوع، وقد سارت الأمور بسرعة البرق، حيث تم الاتفاق في فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز 5 دقائق، لأن الرؤية واضحة من الجانبين، إلى درجة أنني فضلت اللعب في الموك على الانضمام إلى هلال شلغوم العيد، الصاعد الجديد إلى الرابطة المحترفة. *أيعني هذا بأن الرئيس دميغة وافق على الشروط التي وضعتها؟ مما لا شك فيه، أن اللاعب يجب أن يحسن التعامل مع مختلف المراحل التي تتخلل مسيرته الكروية، ودراسة العروض لا تتوقف عند الشق المالي فقط، بل إن ظروف العمل تبقى أهم معيار، وهذا العامل كان سببا في عدم إقناعي بالاتصالات الأولية التي كانت لي مع هلال شلغوم العيد، لأن الرؤية لم تكن واضحة، بينما كانت الوضعية مختلفة في مولودية قسنطينة، لأن اللعب في هذا الفريق يضع أي لاعب أمام تحديات كبيرة، سيما وأن الموك تلعب الأدوار الأولى كل موسم، الأمر الذي من شأنه أن يفتح باب الطموحات على مصراعيه، من خلال تشكيل مجموعة منسجمة ومتناسقة، وهذا ما يساهم في توفير الأجواء التي تحفز على تأدية مشوار ناجح، دون الخوض في تفاصيل العقد، لأن لكل لاعب حقوق وواجبات، ويسعى لتشريف العقد المعنوي الذي يربطه بالفريق. *لكن هناك حديث عن نزوح من اتحاد خنشلة إلى الموك، فما مدى صحة ذلك؟ كما سبق وأن قلت، فإن التحاقي بمولودية قسنطينة تأجل بموسم فقط، لأنني كنت قد تفاوضت مع دميغة منذ نحو 8 أشهر، وشخصيا فإنني لم أتلق اتصالا من أي طرف آخر بشأن هذا العرض، على اعتبار أن إدارة الموك تعمل في سرية تامة، وتفضل التكتم سواء حول المفاوضات التي تجريها مع اللاعبين، أو حتى على الصفقات التي أبرمتها بصفة رسمية، وإلى حد الآن فإنني الوحيد من اتحاد خنشلة الذي أمضى رسميا لمولودية قسنطينة، وهناك بعض الأخبار تتحدث عن وجود اتصالات مع ثلاثة من زملائي في الفريق السابق، ويتعلق الأمر بالمدافع المحوري النوري لمايسي، لاعب الوسط حاتم سامر والمهاجم سفيان بايزيد، لكن الأمور مع هؤلاء اللاعبين مازالت لم تترسم بعد، كما أن اسم المدرب فاروق الجنحاوي يبقى مذكورا في محيط الموك، إلا أنني أبقى بعيدا عن هذه التفاصيل، لأن المهم بالنسبة لي أنني سويت وضعيتي الإدارية، وأنتظر فقط موعد انطلاق التحضيرات لألتحق بالفريق. *ولماذا لم تواصل مسيرتك مع اتحاد خنشلة؟ لا أخفي عليكم بأنني كنت قد أعطيت الأولوية لفريق المدينة من أجل التجديد، خاصة بعد المشوار المميز الذي أديناه الموسم الفارط في بطولة الرابطة الثانية، لأننا كنا نمني النفس بالاستثمار في المجموعة المشكلة الموسم الماضي بحثا عن مسيرة أفضل، إلا أن المعطيات تغيرت، بعد إعلان الرئيس بوكرومة عن استقالته، وانسحاب كل أعضاء المكتب المسير، الأمر الذي وضع مصير الاتحاد على كف عفريت، ولو أن الجميع يتحسر على الغموض الذي يكتنف مستقبل الفريق، ونحن كلاعبين لا نستطيع الانتظار أكثر، سيما وأن الرئيس مصر على التمسك بموقفه، والإدارة لم تبادر إلى قطع أي خطوة توحي بأنها تعتزم استئناف النشاط، لذا فإنني قررت تغيير الأجواء، والانتقال إلى الموك، لأنني متعود على ذلك، وقد لعبت لعدة أندية منها شباب باتنة واتحاد خنشلة في الوطني الثاني، واتحاد الشاوية في بطولة الهواة. *وماذا عن طموحاتك مع الموك الموسم القادم؟ الحديث عن الهدف المسطر يبقى من صلاحيات الإدارة، كما أنه سابق لأوانه، لكن كل المتتبعين يدركون بأن بطولة الرابطة الثانية صعبة للغاية، خاصة المجموعة التي تضم أندية الشرق، لأن المنافسة فيها تحتفظ بالكثير من الخصوصيات، وطابع "الديربي" الذي تكتسيه المباريات يبقي الإثارة حاضرة إلى غاية الجولات الأخيرة من الموسم، وعليه فإن الهدف ينطلق من السعي لضمان البقاء بكل أريحية كنقطة انطلاق، لتفادي فرض ضغط نفسي كبير على اللاعبين في بداية المشوار، على أن تتضح الرؤية مع تقدم البطولة، ولو أن مولودية قسنطينة يعد من الفرق التي لها مكانتها في هذا المستوى، وقد اعتاد على لعب الأدوار الأولى كل موسم، لذا فإننا سنعمل كل ما في وسعنا من أجل تأدية مشوار ناجح، نشرف به العقد الذي أبرمناه مع الإدارة، وأملنا أن تكون خاتمته صعود إلى الرابطة المحترفة، لأن الموك تستحق التواجد مع الكبار.