افتتحت شركة (كوندور) الرائدة في صناعة الأجهزة الكهرومنزلية و الالكترونية، يوم أمس الأول، وحدة جديدة لتصنيع شاشات التلفزيون، تعد الأولى من نوعها وطنيا، لتضاف إلى باقي وحدات الإنتاج المتخصصة في تركيب أجهزة التلفزيون التابعة للشركة، على مستوى المنطقة الصناعية بولاية برج بوعريريج، في مشروع استهلك مبلغا ماليا قدره 700 ألف دولار، بهدف خفض كلفة الإنتاج و فاتورة الاستيراد، والرفع من نسب الإدماج في عملية التصنيع . و قال مدير وحدة إنتاج التلفزيون بشركة كوندور، خلال افتتاحها تحت إشراف من والي برج بوعريريج، أن هذا المشروع يندرج ضمن الاستجابة للتوصيات والقرارات المتخذة لتطوير الاقتصاد الوطني، و من ذلك الرفع من نسب الإدماج، مشيرا إلى أنها كانت لا تزيد عن 22 بالمائة، خلال فترة التركيب الأوتوماتيكي و التركيب اليدوي، غير أن تجسيد هذا المشروع سيسمح بمضاعفتها عبر مراحل لتصل 62 بالمائة، و هي نسبة جد هامة في تصنيع أجهزة التلفاز، و بالأخص تصنيع وتركيب الشاشة التي تتطلب الاستفادة من تكنولوجيات عالية وتقنيات على درجة كبيرة من الإتقان و الحساسية خلال مراحل التصنيع. مضيفا أن التكلفة الإجمالية للمشروع تقدر بأكثر من 100 مليون دولار، وقد تم تخصيص 700 ألف دولار لخط الإنتاج الخاص بالشاشة، ودخوله مرحلة الإنتاج، ما رفع نسبة الإدماج من 22 بالمائة إلى46 بالمائة حاليا، مع توفير 50 منصب عمل بمجرد افتتاح الوحدة و 120 منصبا على المدى القريب. و أضاف ذات المدير، أن هذه الوحدة التي تعد الأولى وطنيا و قاريا، ستمكن الشركة من تخفيض تكاليف اقتناء المادة الأولية و الاستفادة من التحول التكنولوجي، والرفع من الطاقة الانتاجية، التي تختلف باختلاف حجم الشاشة، إذ سيتم تصنيع 1600 وحدة يوميا من الشاشة بحجم 32 بوصة و 140 إلى 160 وحدة شاشة 43 بوصة، مشيرا إلى أن الوحدة تتربع على ألف متر مربع و تنقسم إلى خمس ورشات في كل ورشة عدة عمليات، إذ تمر عملية تصنيع الشاشة في مرحلتها الأولى على محطة التأطير، و بعدها التثبيت وهي المرحلة الحساسة في تركيب مختلف مكونات الشاشة، لتليها مرحلة التجميع، الفحص و بعدها التوضيب و التغليف. من جانبه أكد الرئيس المدير العام لمجمع كوندور، عبد الرحمان بن حمادي، أن الغاية من هذا المشروع إستراتيجية و تجمع بين عدة أهداف، تندرج في سياق التطوير وترقية المنتوج الجزائري و حرص مجمعه كما أضاف على تجسيد إستراتيجية الدولة في هذا المجال و أن يكون فاعلا هاما في تطوير الاقتصاد الوطني وفقا للطموح والتوجه العام للدولة، التي أولت أهمية خاصة للاستثمار الحقيقي المنتج و الجالب للثروة و من ذلك استهداف عدد من المزايا، بما في ذلك خفض فاتورة الاستيراد و الرفع من نسب الإدماج، تغطية السوق الوطنية بالمنتجات المحلية وزيادة التوسع نحو الأسواق الخارجية لتنويع الصادرات و فوق كل ذلك، التفكير في مصلحة المستهلك من خلال توفير منتجات بأسعار في المتناول، بالإضافة إلى الأهداف المتعلقة بتطوير الصناعات الالكترونية في الجزائر، والتحول التكنولوجي بالاستفادة من تجارب وخبرات الشركة التي تمكنت لحد الأن حسب مديرها من تسويق حوالي 12 مليون جهاز تلفاز من بينها حوالي 2 مليون وحدة نحو الأسواق الخارجية، و هو ما تطمح للحفاظ عليه بالتوسع أكثر نحو الأسواق الخارجية و السوق الافريقية مستقبلا، فضلا عن توفير منتجات الشركة من شاشات التلفاز لباقي المؤسسات المتخصصة في تصنيع الأجهزة الالكترونية على المستوى الوطني، و اعفائها من تكاليف النقل والاستيراد. و في ندوة صحفية، أكد والي برج بوعريريج، محمد بن مالك، بعدما أشرف على افتتاح وحدة الإنتاج و طاف بمختلف أجنحتها للاطلاع على مراحل التصنيع، على دعمه التام للمستثمرين الجادين و المشاريع الصناعية التي تعود بالنفع العام على الاقتصاد الوطني و الولاية، منبها إلى أهمية هذه الوحدة في الرفع من نسب الإدماج و توفير مناصب الشغل، فضلا عن الاستفادة من التكنولوجيات المتطورة في مجال التصنيع. كما شدد على أنه يحرص على تطبيق قرارات الدولة في هذا الجانب، من خلال عمل اللجنة المنصبة لتذليل العقبات وتوفير المناخ المناسب لتطوير الصناعة و الاستثمار الحقيقي و بالمقابل التعامل بصرامة مع المتعاملين المتقاعسين في تجسيد مشاريعهم، مشيرا إلى استرجاع حوالي 28 هكتارا من العقار الصناعي، الذي سيوجه جزء منه لإنجاز مشاريع مؤسسات و مرافق خدماتية عمومية و إعادة توزيع المساحات المتبقية و القابلة للتعمير على المستثمرين الجادين .