اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن تنويع الشراكات الاستراتيجية، يعطي الجزائر دورا مركزيا و يجعلها في أريحية اقتصادية وسياسية في علاقاتها الخارجية، ونوهوا في هذا السياق، بالتوجه لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين الجزائروالصين، خدمة للطرفين، وأشاروا في هذا الصدد الى استفادة الجزائر من الخبرة الصينية في بناء الهياكل القاعدية ومن جهة أخرى، الأهمية الكبيرة لموقع الجزائر الاستراتيجي، بخصوص مشروع طريق الحرير الصيني. وأكد الخبير الاقتصادي، البروفيسور محمد حميدوش في تصريح للنصر، أمس، على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجزائروالصين، معتبرا أن هذه الشراكة بين البلدين لها العديد من الإيجابيات وتخدم الطرفين ، على غرار استفادة الجزائر من الخبرة الصينية في بناء الهياكل القاعدية، ومنها الموانئ والسكك الحديدية والحصول على تمويل بأقل تكلفة. كما أشار الخبير الاقتصادي ، إلى رغبة الصين في ضمان الحضور الاقتصادي، على المستوى العالمي، من منطق تجاري، من خلال الترويج للمنتوجات الصينية وتصديرها في أحسن الظروف، لافتا الى الأهمية الكبير للموقع الاستراتيجي للجزائر، بخصوص مشروع طريق الحرير الصيني، أضف إلى ذلك علاقات الجزائر التجارية المتميزة مع العديد من الدول وأيضا اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. و من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور عبد الرحمان عية في تصريح للنصر ، أمس، أن التوقيع على خطتين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجزائروالصين ، هو امتداد للعمق الاستراتيجي في العلاقات بين البلدين. كما أشار الخبير الاقتصادي، إلى أن هناك تغير في موازين القوى في العالم، لافتا في هذا السياق، إلى أهمية استفادة الجزائر من هذا التغير الجيوسياسي . وأضاف أن الاقتصاد الوطني، سيستفيد من هذه الشراكة الاستراتيجية، مع الصين والتي تعتبر قوة اقتصادية. ومن جانبه ، أوضح المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور بشير شايب في تصريح للنصر، أمس، أن تنويع الشراكات الاستراتيجية يمنح الجزائر أريحية اقتصادية وسياسية في علاقاتها الخارجية ويجعل الجزائر في وضع مريح و بعيدة عن التبعية، لأي دولة من الدول الكبرى، كما يعطيها دورا مركزيا يجعلها في أريحية ، مضيفا في السياق ذاته، أن تنويع الشراكات يخدم الاقتصاد الجزائري بالدرجة الأولى. وبخصوص الشراكة الاستراتيجية بين الجزائروالصين أوضح الباحث في العلاقات الدولية، أن هذه الشراكة تشمل مختلف المجالات، على غرار الميدان الاقتصادي والسياسي وغيرها ، لافتا إلى أن التوقيع على خطتين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجزائروالصين ، جاء لتعزيز الشراكة الموجودة والتعاون القائم بين البلدين ، حيت تتواجد العديد من الاستثمارات الصينية في الجزائر تخص البنية التحتية و العديد من القطاعات . وأضاف أن الصين عضو في مجموعة "بريكس" والتي تنوي الجزائر الانضمام إليها ، حيث تعتبر الجزائر من بين الدول الافريقية المرشحة للانضمام إلى هذه المجموعة . ومن جانب أخر ، أكد الباحث في العلاقات الدولية، أن الجزائر، تعتبر عضوا محركا ومحوريا في شمال إفريقيا وهي عضو فاعل في الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية مضيفا أن التوجه الاقتصادي للجزائر والامكانيات الاقتصادية والاستثمارية التي تتمتع بها الجزائر هي التي أعطتها مكانة مهمة، وقال إن الأطراف الدولية لا تهتم ببلد ما، إن لم يكن يملك من المؤهلات الاقتصادية والمواقف السياسية والاستقرار السياسي وهي نقطة مهمة لعقد الشراكات . وللإشارة، وقع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، ورئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين، خو ليفانغ، عن بعد، على "الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق" و "الخطة الثلاثية للتعاون في المجالات الهامة 2022-2024"، بين الجزائروالصين. وجاء هذا التوقيع "في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين الجزائر و جمهورية الصين الشعبية، وتعميقا للعلاقات التاريخية والنوعية القائمة بين البلدين الصديقين في شتى الميادين"، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الخارجية. و تعتبر "الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، لبنة أخرى من أجل تعميق وتثمين أكبر للتعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، التي انضمت إليها الجزائر سنة 2018، أما الخطة الثلاثية للتعاون في المجالات الهامة 2022-2024، فهي آلية عملية أخرى من الآليات الثنائية للدفع قدما بالتعاون في المجالات الاقتصادية الرئيسية التي تحظى بالأولوية في السياسة التنموية للطرفين"، حسب المصدر ذاته.