السعال الديكي، هو مرض تنفسي شديد العدوى من أصل بكتيري، لكنه مرض غير خطير، رغم أنه قوي و يحتد تدريجيا، على مدار بضعة أسابيع و يمكن أن يستمر لمدة شهرين تقريبا. ويمكن أن تنتشر فترة الحضانة، أي الفترة بين الإصابة بالبكتيريا والأعراض الأولى، على مدى 20 يوما وتهاجم البكتيريا بشكل رئيسي القصبة الهوائية والشعب الهوائية، حيث يتراكم المخاط، و يحاول الجسم إخراج هذه الإفرازات عن طريق السعال، كما تولد البكتيريا التهابا في الجهاز التنفسي مما يجعل التنفس صعبا. وحسب الأطباء، فإن السعال الديكي عند الرضع، قد تكون له عواقب وخيمة جدا، مثل المضاعفات الرئوية أو العصبية، ويمكن أن تكون قاتلة. ويحدث السعال الديكي بسبب نوع من البكتيريا، وعندما يصاب شخص ما، يمكن أن يصيب المحيطين به بالعدوى عن طريق السعال أو العطس، في حين يمكن أن يسبب السعال الديكي مضاعفات خاصة على الرضع ولاسيما الأطفال دون سن 6 أشهر، وقد يعانون من التهاب في الأذن و صعوبة في التنفس و فقدان للوزن بسبب القيء الشديد و الالتهاب الرئوي والجفاف والفشل الكلوي والنوبات أو حتى تلف الدماغ، مما يتطلب التكفل السريع بالمريض في المستشفى.أما عند الأطفال الأكبر سنا والبالغين، فإن المضاعفات تكون نادرة وأقل شدة مثل تورم الوجه ونزيف في الأنف و فتق في البطن وغيرها. و يصعب أحيانا تحديد التشخيص المبكر، لأن العلامات الأولى تشبه أي أعراض ناتجة عن عدوى الجهاز التنفسي التقليدية مثل البرد أو الأنفلونزا أو التهاب الشعب الهوائية، إلا أن الطبيب سيتمكن لاحقا من التعرف على السعال الديكي من خلال طبيعة السعال. ومن أجل تأكيد التشخيص، يمكن للطبيب إجراء فحوصات للكشف عن وجود بكتيريا «بورديتيلا» في أنف أو حلق المريض وذلك عن طريق إزالة الخلايا بمسحة قطنية لتحليلها.ويمكن لفحص الدم أيضا تحديد الإصابة بالسعال الديكي ففي حالة الإصابة، يكون عدد خلايا الدم البيضاء مرتفعا بشكل غير طبيعي، وهي علامة على أن الجسم يقاومها.ويوضح المختص في أمراض الصدر والحساسية الدكتور محمد فاتح سلطاني، أن السعال الديكي مرض بكتيري شديد العدوى يصيب المسالك التنفسية، ومن بين أعراضه سيلان و انسداد في الأنف وحمى عالية واحمرار في العينين ونوبات متكررة من السعال الشديد المتبوع بشهيق يشبه صياح الديك. وأشار الطبيب، إلى أن هذا المرض ينتقل من طفل إلى آخر عن طريق الرذاذ (عند السعال )، وقد تستمر نوبات السعال المصاحبة له لعدة أسابيع، إلى درجة أنه يسمى أحيانا بسعال 100 يوم. أما الوقاية من السعال الديكي، فتعتمد بشكل أساسي على التطعيم أو التلقيح، و كذلك عدم الاحتكاك بأي شخص لديه سيلان في الأنف أو سعال.