يؤثر فصل الصيف بحرارته المرتفعة في النمط الغذائي للأشخاص فيقعون في أخطاء استهلاكية قد تكون عواقبها وخيمة على الصحة وعليه يحذر الأخصائيون من العادات السيئة و يدعون إلى الالتزام بنظام غذائي متوازن يكون كفيلا بحماية الإنسان من الوعكات الصحية. لا يعي البعض أن أسلوب التغذية قد يكون سببا في العديد من المشكلات الصحية خلال فصل الصيف، ولذلك توضح أخصائية التغذية الدكتورة آسيا آغا، بأن نظام التغذية مهم جدا خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري و ضغط الدم وأمراض القلب و الشرايين و الكلى، و ذلك بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وما له من انعكاسات على أداء الوظائف، التي ترتبط مباشرة بما نتناوله و حجم الطاقة التي يوفرها الإنسان، ناهيك عن أن نظامنا الغذائي مسؤول بشكل مباشر عن استقرار مستوى السكر في الدم بالنسبة لمرضى السكري و ارتفاع ضغط الدم، فمن الضروري حسبها ضبطه و الحرص على عدم تفاقم وضعية المريض بسبب طبيعة ما يتناوله. الماء.. الحلقة الأهم شددت الأخصائية أيضا، على أهمية الرعاية الخاصة بالنسبة لكبار السن و الأطفال و النساء الحوامل، و ذلك بالنظر إلى كميات الماء الكبيرة التي يفقدها الجسم في الصيف بفعل التعرق الزائد ما يعرض الأجسام للجفاف و هو إشكال قالت إن مواجهته تتوقف على تزويد الجسم بالكمية الكافية من الماء، و ترى بأنها يجب أن تكون ضعف ما يشربه الفرد خلال باقي أيام السنة، بحيث توصي بشرب حوالي عشرة كؤوس من الماء خلال اليوم، شريطة أن تكون المياه نظيفة من المنابع و محفوظة في أوعية زجاجية أو من الطين أو أن يستهلك الإنسان مباشرة ماء الحنفية المفلتر دون تعبئته في القارورات البلاستيكية «المسرطنة» التي تخلف موادا سامة تتحلل في الماء و تؤثر على صلاحيته للاستهلاك، بل و تضاعف أضراره على الصحة. و أكدت الأخصائية من جانب آخر، بأن الفواكه الموسمية و على رأسها البطيخ الأحمر من أهم مصادر السوائل، حيث يشكل الماء نسبة 90 بالمائة منها، كما أشارت إلى فوائد العنب و الخوخ، و أوصت بضرورة تناول الخضر المتنوعة بشكل يومي، لأنها تحتوي كما أوضحت، على السوائل وبخاصة الخيار و الطماطم، فضلا عن غناها بالألياف و مختلف المغذيات التي يحتاجها الجسم في هذه الفترة من السنة، وهي مركبات ضرورية تتوفر عادة في كل المنتجات الموسمية سواء كانت خضرا أو فواكه. احذروا الأكل الجاهز و الإكثار من المثلجات و للتقليل من خطر التسممات الغذائية التي تكثر خلال فصل الصيف، حذرت المختصة من تناول الأطعمة الجاهزة، داعية إلى التقليل منها قدر الإمكان و تناولها فقط عند الضرورة القصوى، خاصة و نحن في موسم الاصطياف الذي يزيد خلاله الاعتماد على أكل المطاعم، كما دعت إلى الإكثار من الأطعمة المحضرة في البيت و الاعتماد على المأكولات الطازجة القائمة أساسا على الخضر و الغنية بالمياه و الفيتامينات والأملاح و قليلة الدهون، معتبرة إياها البديل الأمثل للأكلات الساخنة حتى في البيوت، على اعتبار أن الوجبات الدسمة و الساخنة تزيد من حرارة الجسم ولذلك فهي ليست مستحبة جدا خلال هذه الفترة، لأنها تضاعف الشعور بالتعب و عدم الراحة كون عملية الهضم تتطلب الكثير من الطاقة في هذه الحالة. و أكدت المتحدثة، على أهمية استهلاك ما يكفي من الخضر و الفواكه شريطة تناولها دون طهي أو تحويلها إلى عصائر إن كان ذلك ممكنا لأن أكلها طازجة، يساعد في تحلل السكر الموجود في الخضر ، كما أن طبخها يفقدها قيمتها الغذائية لأنه يخلصها من الألياف، وقد شدت على ضرورة الوعي بفوائد الطبيعة و التوجه أكثر نحو استهلاك كل ما هو طبيعي دون أية إضافات. و دعت، إلى التقليل من تناول البروتينات، خاصة في ظل الإقبال عليها من طرف الكثيرين خلال موسم الاصطياف، أين يزيد استهلاك المشاوي و الدجاج في الخارج، قائلة إن الوجبات الجاهزة الأخرى مثل الشاورما و غيرها من الأكلات تصنف في خانة الأطعمة غير الصحية. و شددت على ضرورة التقليل من الملح و السكر بقدر الإمكان، خاصة بالنسبة لمن يدمنون تناول المثلجات بشكل مفرط في فصل الصيف، كما حذرت من خطر السكريات وما تحتوي عليه المثلجات أيضا من مواد مضرة بالصحة أكثرها سكريات و إضافات غذائية مصنعة و ملونات يكون خطرها كبير على الصحة بشكل عام. زيادة على الميكروبات الناتجة عن عدم احترام طرق التحضير أحيانا و سلسلة الحفظ في غالب الأحيان الأخرى، مشيرة إلى أن الصيف يعرف تزايدا في معدلات التلوث في ظل شح المياه الذي تعرفه الكثير من المدن.