تنظم وزارة التربية الوطنية أهم عملية تكوين لفائدة أساتذة التعليم الابتدائي انطلاقا من يوم غد 25 سبتمبر الجاري، وتدوم أربعة أيام، وتتمحور خاصة حول مراجعة امتحان تقييم المكتسبات الذي يخص تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، بهدف إدراج تعديلات وتحسينات لتحقيق الأهداف المرجوة من العملية. يدخل أزيد من 200 ألف أستاذ في الطور الابتدائي في دورة تكوينية مغلقة ابتداء من يوم غد، يشرف عليها مفتشو التربية الوطنية، وتتناول موضوع امتحان تقييم المكتسبات الذي شرع في اعتماده خلال الموسم الدراسي المنصرم، بعد أن تم إلغاء شهادة التعليم الابتدائي. وتهدف العملية التكوينية إلى مراجعة طريقة تنظيم امتحان المكتسبات، بعد أن اشتكى الأولياء وكذا الأساتذة من طول مدته التي استغرقت حوالي شهرا كاملا، كما اقترحت التنظيمات النقابية في إطار الندوة الوطنية المنعقدة شهر جويلية الماضي، تقليص مدة امتحان تقييم المكتسبات، وكذا عدد المواد التي يمتحن فيها التلميذ، لتشمل المواد الأساسية وكذا مواد الهوية. وينتظر أن يتم تناول كافة جوانب امتحان تقييم المكتسبات من أجل تمكين أساتذة التعليم الابتدائي من إدراك المغزى من العملية، التي ترمي إلى تقييم مستوى التلميذ في مختلف المواد، والوقوف على الصعوبات والنقائص وكيفية معالجتها بيداغوجيا من قبل أساتذة الطور المتوسط. ويعد الحجم الساعي المخصص لامتحان تقييم المكتسبات من بين الإشكالات التي طرحت بحدة، وتسعى وزارة التربية الوطنية إلى إيجاد حل ناجع لها، بكيفية لا تؤثر على السير الجيد للعملية، وتساهم في تخفيف الضغط على التلاميذ، وإتاحة الوقت الكافي للأساتذة لإتمام المقرر الدراسي مع نهاية الثلاثي الأخير. واقترحت عديد نقابات التربية الوطنية في هذا الصدد تقليص مدة امتحان تقييم المكتسبات إلى 10 أو15 يوما، مع مراجعة مضامينه من خلال حصره على عدد من المواد فقط، وهو ما سيتم تناوله خلال الدورة التكوينية التي ستلزم قطاع التربية الوطنية بتوقيف الدراسة مؤقتا على مستوى الطور الابتدائي، لتكون العودة إلى مقاعد الدراسة مجددا بداية الأسبوع المقبل.ونظمت وزارة التربية الوطنية مؤخرا دورة تكوينية لفائدة مدراء المتوسطات، لضبط معالم مرحلة ما بعد تقييم المكتسبات، وكيفية التكفل بالتلاميذ الذين ظهرت عليها بعض النقائص، في إطار المتابعة المستمرة التي تدوم طيلة مرحلة التعليم المتوسط، من خلال المرافقة الدائمة التي يضمنها الأساتذة لتذليل الصعاب أمام التلاميذ في مختلف المواد. وتم طرح كيفية التعامل مع مرحلة ما بعد تقييم المكتسبات من قبل الأساتذة، وما هي آليات المعالجة البيداغوجية والخطوات الواجب اتباعها لتحقيق الأهداف المرجوة، لاسيما وأن قطاع التربية الوطنية بصدد دخول مرحلة جديدة في مجال تحقيق التعليم النوعي، باعتماد التقويم المستمر. وكان وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أعلن بدوره عن استعداد القطاع لمراجعة امتحان تقييم المكتسبات خلال هذه السنة، بعد ان حققت العملية نجاحا وقبولا من طرف الأولياء، الذين عبروا عن ارتياحهم للنتائج الإيجابية التي حققها التلاميذ، كما احتفلت المدارس الابتدائية بإنهاء الامتحان في ظروف جيدة، وتجاوب التلاميذ مع العملية من خلال المثابرة والمراجعة لتحقيق أفضل النتائج. وتعد الدورة التكوينية فرصة سانحة لمعالجة الإشكالات التي واجهت الأساتذة خلال تنظيم امتحان تقييم المكتسبات السنة الماضية، وكذا أثناء مرحلة تحليل النتائج، وذلك بضبط الإجراءات العملية الواجب اتباعها من قبل الأساتذة لإنجاح العملية. علما أن الوزارة حرصت على إعداد خارطة طريق حول كيفية المعالجة البيداغوجية لفائدة التلاميذ المنتقلين إلى الطور المتوسط، وفق توصيفات دفتر تقييم المكتسبات الخاص بكل تلميذ، الذي يرافقه طيلة فترة التعليم المتوسط.