جائزة نوبل للآداب تعود للكاتب النرويجي جون فوس عادت جائزة نوبل للآداب 2023، للروئي والشاعر والكاتب المسرحي النرويجي جون فوس. (وهو النرويجي الرابع الّذي يفوز بالجائزة المرموقة والأشهر في قائمة الجوائز)، وقالت الأكاديمية السويديّة التي أعلنت عن اِسم المتوّج بنوبل لهذا العام، أوّل أمس الخميس، في العاصمة ستوكهولم، أنّها اِختارته «لمسرحياته المُبتكرة ونثره الّذي يعطي صوتاً لما لا يمكن قوله». وأضافت الأكاديمية في بيان الجائزة، أنّ أعمال فوس «تمزج بين طبيعة خلفيته النرويجيّة مع التقنيّة الفنيّة-الأدبيّة»، وأثنتْ عليه «لكشفه عن القلق الإنساني والتناقض في الجوهر البشري» في أعماله التي ناهزت 40 عملاً. كما ذكرت من جهة أخرى، أنّ فوس يعتبر من مؤلفي المسرحيات الأكثر عرضًا في العالم، وأنّه يزداد شهرةً يومًا بعد يوم بأعماله النثريّة. وبحسب ما نشرته الأكاديمية أيضاً في بيانها، فإنّ «فوس، يكتب بطريقة سهلة وأسلوب أصبح يُعرف بين النُقاد بوصف (بساطة فوس)، ويتوقف في أعماله عند لحظات حرجة من الحياة اليوميّة، ويتشارك في أعماله، المُشَابِهة لأعمال الأديب الأيرلندي الشهير صامويل بيكيت، في الرؤية المُتشائمة للأسلاف. ويكتب فوس بلغة نينوشك (أحد الأشكال الجديدة لكتابة اللّغة النرويجية)، وتعيش شخصياته في عوالم شعريّة مجردّة تُعاني واقعًا بارداً وقاسيًا يُشبه الملاحم الشهيرة شمالي أوروبا، وتتحدّث شخصياته قليلاً في نصوصه، لكنّها تكشف عن مشاعرها الدفينة». وقال جون فوس، في بيان له: «أشعر بالسعادة الغامرة والاِمتنان. أعتبر أنّها جائزة للأدب الّذي يهدف قبل كلّ شيء إلى أن يكون أدبًا، من دون أي اِعتبار آخر». للإشارة، جون فوس، من مواليد 29 سبتمبر 1959 في مدينة هوغيسوند بالنرويج، وهو كاتب متنوع الاِهتمامات ذو توجه نخبوي، ومع ذلك فهو من أكثر الكُتّاب الأحياء الذين تُؤدى مسرحياتهم في أوروبا. كان فوس يُكافح من أجل تغطية نفقاته حينما كان مُؤلفاً أوائل تسعينيات القرن الماضي، وطُلب منه حينها أن يكتب بداية مسرحية. وقال ذات مرّة في مقابلة مع موقع مسرحي فرنسي: «كانت هذه هي المرّة الأولى التي أُجرب فيها هذا النوع من العمل، وكانت أكبر مفاجأة في حياتي أن أكون كاتبًا. كما شعرتُ أنّ هذا النوع من الكتابة وُجد من أجلي». وبرز اِسمه ككاتب مسرحي على الخشبة الأوروبيّة، بفضل مسرحيته «شخصٌ ما سيأتي إلى المنزل» التي تولى إخراجها المسرحي كلود ريجي عام 1999 في باريس. اِلتحق فوس بجامعة بيرغن ودرس الأدب المُقارن، ونُشِرت روايته الأولى «أحمر/أسود» العام 1983، مكتوبة بلغة نينوشك، وعرضت مسرحيته الأولى «ولن نفترق أبدًا»، ونُشِرت عام 1994. كما كتبَ عدداً من الروايات والقصص القصيرة والشِّعر وكُتُب الأطفال والمقالات والمسرحيات. وتُرجمت بعض أعماله إلى أكثر من 40 لغة بينها العربية، التي نُقلت إليها روايتان، هما: «صباح ومساء»، و»ثلاثية». ويجيد فوس عزف الموسيقى (الكمان). ويستخدم فوس مقر إقامة فخريًا مملوكاً للدولة النرويجية، ويقع في مبنى القصر الملكي وسط مدينة أوسلو، منحه إيّاه ملك النرويج تقديراً لمساهماته في الفنون والثقافة النرويجيّة. كما كان من بين المُستشارين الأدبيين لترجمة نرويجية للكِتاب المُقدس نُشرت عام 2011. وفي أفريل 2022، وصلت روايته «اِسم جديد»، التي ترجمها إلى الإنجليزية داميون سيرلز، إلى القائمة المختصرة لجائزة البوكر الدولية. وآخر ما أصدره هو ثلاثية على شكل مونولوج مطول يتحدث فيه فوس إلى نفسه كشخص آخر. في رصيده عدد من الجوائز الأدبية، من بينها: «جائزة أبسن الدولية» عام 2010، و»الجائزة الأوروبية للآداب» عام 2014، كما حاز «وسام القديس أولاف الملكي» عام 2011، وهو أعلى اِمتياز في النرويج. وحصلَ على وسام الاِستحقاق الوطني من فرنسا في عام 2003. ومن المُنتظر أن يتسلّم جون فوس، إلى جانب خمسة فائزين آخرين بجوائز نوبل المُختلفة لهذا العام، ميدالية وشهادة وجائزةً نقدية تبلغ قيمتها تسعة ملايين كرونة، في حفلٍ يُقام في ستوكهولم في العاشر ديسمبر المقبل، في ذكرى رحيل ألفرد نوبل عام 1986.