مطالبة الجمهور بالكأس حق مشروع اعتبر الناخب الوطني جمال بلماضي، مطالبة الجماهير الجزائرية بالفوز بالنسخة المقبلة من نهائيات كأس أمم إفريقيا مشروعة، وتتماشى مع الطموحات التي يصبو إليها، مؤكدا أن التشكيلة الوطنية ستتنقل إلى العاصمة الإيفوارية أبيدجان مطلع السنة المقبلة، من أجل المنافسة على اللقب، رغم اعترافه بصعوبة المأمورية. بلماضي وفي رده على سؤال النصر، في الندوة الصحفية التي نشطها عقب لقاء جزر الرأس الأخضر، بخصوص ترديد جماهير ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة لعبارة « الشعب يريد كأس افريقيا»، والتي تفاعل معها مهندس النجمة الثانية برفع يديه إلى السماء، في إشارة إلى أن كل شيء مرتبط بالمكتوب: «من حق الشعب الجزائري أن يطالب بالتتويج بكأس أمم إفريقيا، ولكن هل كان يطالب بذلك سابقا ؟ (في إشارة إلى أن سقف الطموحات ارتفع لدى الأنصار بقدومه)، من الجميل رؤية هذه الرغبة والطموح لدى الشعب، أنا أيضا مدرب طموح، ولكن نيل اللقب القاري ليس بهذه البساطة كما تعلمون»، وأضاف:» الجميع يريد التتويج بكأس إفريقيا المقبلة، وحتى والدتي وابني يطالبان بذلك مرارا، صدقوني سنذهب لكوت ديفوار للمنافسة على اللقب القاري، رغم صعوبة المهمة، أول مشكلة ستواجهنا في العرس القاري المقبل، الصعوبة في التعامل مع المنافسين في الملاعب الصعبة، والأجواء المناخية الصعبة المنتظرة». وواصل مدرب الخضر تصريحاته بخصوص هذه الجزئية المهمة:» علينا الاعتراف بأن خزينتنا كانت خاوية من قبل، ولقد توجنا بكأس أمم إفريقيا في مناسبتين فقط، الأولى في الجزائر عام 1990، ثم بعدها بسنوات طويلة (29 سنة) خارج أرضنا في مصر، صدقوني نيل لقب «الكان» صعب للغاية، ولكن بصراحة سنعمل ما في وسعنا من أجل التتويج الذي سيكون أحلى هدية لجماهيرنا». ثراء التعداد بات معضلة ! يبدو أن تألق بعض الأسماء الجديدة على غرار حسام عوار وأمين عمورة وأمين غويري قد أخلط حسابات الناخب الوطني، وضاعف من حجم الضغوطات، وهو ما دفع بلماضي للتأكيد أن ثراء التعداد بات مشكلة عويصة، وإن تحدث عن ضرورة الاختيار الجيد للعناصر التي من شأنها أن تكون ضمن التشكيلة الأساسية، وفي هذا الصدد قال مدرب الخضر:» كما رأيتم لقد حققنا فوزا جميلا على حساب منتخب جزر الرأس الأخضر، رغم اعتمادنا على بعض الأسماء الجديدة، في صورة حسام عوار الذي كان على موعد لخوض لقاءه الأول كأساسي ونجح في تسجيل هدفين، وكذا أمين عمورة الذي يشارك لأول مرة كأساسي داخل الديار، باصما على مردود متميز للغاية، لقد قدم الجميع أداء رائعا، وهو ما يؤكد أن التعداد أصبح ثريا، إلى درجة أن هذه الجزئية باتت تشكل مشكلة لنا ( يضحك)، الاختيار أصبح صعبا بعض الشيء، ولكنه يبقى أمرا جميلا جدا بالنسبة لنا، فنحن نملك ثلاثة خيارات تنشط في المنصب نفسه، وهنا دور المدرب في اختيار الأفضل، و في الوقت المناسب قبل الموعد الهام». ودية الرأس الأخضر مفيدة وعرج بلماضي على ودية الرأس الأخضر والنتيجة العريضة المحققة، مؤكدا أن هذا الفوز سيكون مفيدا للمجموعة استعدادا لنهائيات الكان والتصفيات المونديالية التي لم يعد يفصلنا عنها سوى شهر واحد:» شاهدت أن كل اللاعبين يتنافسون بشرف على تقديم الأفضل، والمباراة أمام جزر الرأس الأخضر كانت مفيدة جدا بالنسبة لنا، استعدادا لكان كوت ديفوار والتصفيات المونديالية المقرر انطلاقتها الشهر المقبل،هذه الاختبارات من شأنها أن تمنحنا ثقة أكبر، لا سيما بعد النتيجة العريضة المحققة، والتي تلت الفوز على السنغال، وإن كانت انطلاقتنا الجديدة غير مقترنة بموقعة داكار بل كانت قبل ذلك بكثير، على اعتبار أننا لو لعبنا أمام تنزانيا بالأساسيين، لكنا قد أنهينا التصفيات بالعلامة الكاملة وهي 18 نقطة». أنا من طلبت ملاقاة مصر والسنغال وتطرق مهندس النجمة الثانية إلى المباريات الكبيرة التي تمت برمجتها في الأشهر الأخيرة، في إشارة إلى ودية السنغال بداكار، وكذا ديربي مصر بمدينة أبو ظبي الإماراتية، وهنا قال:» نتواجد في نسق تصاعدي في الفترة الأخيرة، ويكفي أننا حققنا عدة نتائج ايجابية، ولقد أردت اللعب أمام منتخب السنغال، كما أنني أردت اللعب أيضا أمام مصر منذ مدة، رغم أن البرمجة لا تخصني، أنا أحبذ اللقاءات القوية من أجل اختبار مدى استعداد المجموعة للتحديات المقبلة»، وتابع عن مواجهة مصر:»الجالية المصرية بكثرة في الإمارات، وسيلعبون أمامنا هذا الإثنين بحضور أعداد معتبرة من أنصارهم، وبالتالي سيكون اختبارا جد مهم بالنسبة لنا، لا سيما وأن الفراعنة أقوياء في عدة جوانب سواء الفردية أو الجماعية، كما أن طبيعة اللقاء وحساسيته، ستزيد من قيمة هذا الموعد». العلامة الكاملة للجمهور القسنطيني وقد نعود لحملاوي منح ذات المتحدث العلامة الكاملة للجمهور القسنطيني الذي توافد بقوة على مدرجات حملاوي، حيث قدم دعما كبيرا لرفقاء رياض محرز، كما تحدث بلماضي عن جودة أرضية حملاوي، واعدا الأنصار بإمكانية العودة إليها مستقبلا، وفي هذا الصدد قال:» الجمهور اليوم كان رائعا، والجماهير الجزائرية متميزة في كل الملاعب، وحتى تلك التي تتنقل معنا فريدة من نوعها، كما أن أرضية الميدان كانت جميلة للغاية، وسهلت مأمورية اللاعبين، وهو ما قد يجعلنا نفكر في العودة إليها من جديد، فكل الظروف كانت مواتية بمدينة قسنطينة». الحظ خان غويري وعمورة أذهلني يرى بلماضي أن قدوم غويري كان إضافة نوعية للخط الأمامي للمنتخب لما يمتلكه هداف نادي رين الفرنسي من «بروفايل» خاص سمح للناخب الوطني من انتهاج فكر تكتيكي جديد ( 4/2/4)، وهي الخطة التي لم يسبق للخضر اللعب بها:» سعيد لما قدمه الوافد الجديد أمين غويري الذي كان قريبا من التسجيل في أكثر من مناسبة، غير أن الحظ خانه، أنا أتمنى له أن يسجل أول أهدافه في لقاء مصر، كما أن تواجده معنا منحني خيارات أكثر، وسمح لي بالتفكير في أساليب جديدة، نظير المواصفات التي يمتلكها هذا اللاعب الذي يجيد شغل منصب قلب الهجوم الصريح، كما يتقن أيضا اللعب كجناح أيسر، على العموم دخلنا بأسلوب مغاير وجديد، ونوعية المنافس من جعلنا نفكر في هذا النهج التكتيكي». كما أبدى بلماضي إعجابه الشديد بما قدمه أمين عمورة:» أداء عمورة أذهلني، وإن كنت غير متفاجئ من إمكانيات هذا اللاعب الذي يمتلك شيئا مميزا، لقد قدم أفضل مقابلة له معنا، ويبدو أنه استوعب النصائح التي منحتها إياه». لم أستنجد بلعروسي ! وعن التحاق ياسر لعروسي المفاجئ بالمعسكر التحضيري للخضر، قال بلماضي إنه لم يستنجد بلعروسي بعد استحالة لحاق آيت نوري، بل كان يتواجد ضمن مخططاته السابقة، غير أن تأخر تأهيله من طرف الفيفا حال دون إدراج اسمه ضمن القائمة النهائية المعنية بوديتي الرأس الأخضر ومصر، وقال:»أرحب بقدوم ياسر لعروسي الذي كنت قد أدرجت اسمه ضمن القائمة الموسعة، غير أن تأخر تأهيله من طرف الفيفا حال دون استدعائه ضمن القائمة النهائية، أنا لم أعوض ريان بياسر بل كنت أتمنى تواجدهما جنبا إلى جنب، وبعد تلقي لاعب شيفيلد للضوء الأخضر من طرف الفيفا، سارعت للاستنجاد بخدماته». سليماني اختار البرازيل لأجل الخضر واصل بلماضي دفاعه على الهداف التاريخي للمنتخب إسلام سليماني، واصفا إياه باللاعب المثالي الذي ضحى كثيرا من أجل البقاء ضمن المنتخب الوطني، وقال الناخب الوطني عن مهاجم كوريتيبا البرازيلي:» سليماني لاعب مثالي وجدي ويحب المنتخب الوطني كثيرا، ولقد اختار الانتقال إلى الدوري البرازيلي من أجل البقاء في جو تنافسي، كونه يدرك أنه سبيله الوحيد للحفاظ على مكانته مع المنتخب، أنا أهنئه على رفع رصيده من الأهداف، وآمل أن يظل بنفس الطموح». لا يوجد منتخب ضعيف في مجموعتنا رفض الناخب الوطني أن تتم الاستهانة بمنافسي الخضر ضمن المجموعة الرابعة من نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، مؤكدا أنه لا يوجد منتخب ضعيف في إفريقيا في الفترة الأخيرة، مستدلا بالنتائج المفاجئة التي حققتها بعض المنتخبات التي توصف بالمغمورة، وقال:» لا يوجد أي منتخب ضعيف في مجموعتنا، ونشاهد هذا الأمر في فترات التوقف الدولي، فالمنتخبات كلها صعبة، وسندرس المنافسين جيدا»، وتابع مدرب الخضر»: «بوركينافاسو مثلا منتخب صلب وقوي، وكل المنتخبات تتطور باستمرار، ومنتخب الموزمبيق مثلا خسر بهدف نظيف في ميدانه أمام منتخب السنغال مؤخرا، وهذا مثال على تطور المنتخبات، وسنحضر جيدا لمسابقة كأس أمم إفريقيا، يجب علينا التحضير جيدا، وسنعاني كثيرا من الرطوبة، وسنحضر أمام مصر منتخب قوي مجددا وسنعتبر المباراة الودية بمثابة الرسمية، بحكم أن المنافس قوي و جيد ومن بين الأفضل».