وسائل الإعلام اهتمت بنشاطات الحكومة أكثر من نشاطات الأحزاب خلال الحملة بيّنت دراسة ميدانية أنجزتها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان حول توجهات وسائل الإعلام خلال الحملة الانتخابية الأخيرة أن نشاطات الحكومة حظيت بتغطية معتبرة خلال فترة الحملة في مختلف وسائل الإعلام المكتوبة منها والمسموعة والسمعية البصرية، العمومية والخاصة، وجاءت نشاطات الأحزاب المحسوبة على التحالف الرئاسي في المرتبة الثانية أما دعاة المقاطعة فتمت مقاطعتهم. وشملت الدراسة التي أعدتها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان والتي استعرض تقريرها الأولي أمس في ندوة صحفية بمقر الرابطة بالعاصمة الفترة الممتدة بين 15 أفريل تاريخ انطلاق الحملة الانتخابية و25 من نفس الشهر، ومن حيث العينات شملت الدراسة 9 جرائد خمسة ناطقة باللغة الفرنسية وأربعة باللغة العربية، اثنتان منها عمومية والبقية خاصة، فضلا عن القنوات الثلاث للإذاعة الوطنية ومؤسسة التلفزة الوطنية وقناتين خاصتين، وقد أنجزت الدراسة بالتعاون مع المجموعة العربية لرصد الإعلام وهي منظمة غير حكومية مختصة في رصد توجهات وسائل الإعلام خلال الانتخابات، وعملت حتى الآن في 11 بلدا عربيا. وخلص التقرير الأولي عن الدراسة سالفة الذكر إلى أن نشاطات الحكومة احتلت المرتبة الأولى من حيث التغطية في الصحافة العمومية المكتوبة بنسبة 20,52 بالمائة، وحظيت نشاطات التجمع الوطني الديمقراطي بالمرتبة الثانية بنسبة تغطية بلغت 08,30 بالمائة، فحزب جبهة التحرير الوطني ب06,93 بالمائة، ثم اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات ب 05,32 بالمائة لتأتي بعد ذلك نشاطات رئيس الجمهورية ب05,27 بالمائة، فتكتل الجزائر الخضراء ثم بقية الأحزاب الأخرى، مع تسجيل غياب المستقلين ودعاة المقاطعة. وبالنسبة للصحافة المكتوبة الخاصة خلال نفس الفترة احتلت نشاطات الحكومة أيضا المرتبة الأولى بنسبة 21,11 % ، ثم جاءت نشاطات حزب جبهة التحرير الوطني في المرتبة الثانية من حيث التغطية في الصحافة المكتوبة الخاصة بنسبة 12,87 بالمائة، فالتجمع الوطني الديمقراطي ب 08,23 بالمائة، ثم تكتل الجزائر الخضراء ب07,84 بالمائة، وبعده يأتي كل من الأففاس، لجنة مراقبة الانتخابات، حزب العمال ثم نشطات رئيس الجمهورية، ولم يحظ دعاة المقاطعة في الجرائد الخاصة سوة بمساحة لا تتعدى03,35 بالمائة، والمستقلين ب 01,35 بالمائة. وسجلت الدراسة تخصيص 79,50 بالمائة من المساحة المذكورة في الصحافة المكتوبة لنشاطات الرجال، بينما لم تحظ النساء سوى بنسبة تغطية تساوي05,38 بالمائة، كما تم تسجيل غياب شبه كلي لصحافة التحقيقات والصحافة الجوارية، 0,73 بالمائة فقط خصصت للريبورتاجات. ولا يختلف الوضع بالنسبة للإذاعات حيث احتلت الحكومة مساحة تغطية قدرت ب 10,70 بالمائة، ثم الأرندي ب 04,35 بالمائة، فللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات ب 04,34 بالمائة، الجبهة الوطنية الجزائرية ب 03,90، تليه جبهة المستقبل و الآفلان، وغياب المستقلين ودعاة المقاطعة، وتدني المساحة المخصصة للنساء إلى حدود 06,36 بالمائة بزيادة طفيفة جدا عما هي عليه في الصحافة المكتوبة. أما في التلفزة العمومية فقد سيطرت نشاطات الحكومة ورئيس الجمهورية على مساحة معتبرة قدرت ب 15,41 بالمائة، ثم حزب العدل والبيان ب 03,93 بالمائة، اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية، عهد 54، فالأرندي، وفي قناتي “الشروق تي في” و”النهار تيفي” جاءت نشاطات الحكومة في المرتبة الأولى أيضا، ثم الآفلان فحزب محمد السعيد وهؤلاء احتلوا أكثر من 38 بالمائة من زمن البث، وانتقدت الدراسة القناتين فيما يتعلق بالمهنية والاحترافية والالتزام بأخلاقيات المهنة مع تسجيل بروز نزعة تجارية والتركيز على الإثارة لديهما. وإجمالا فإن الدراسة التي أعدتها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان حول رصد وسائل الإعلام خلال الحملة الانتخابية المنقضية أكدت أن موضوع الانتخابات ونشطات الأحزاب والحملة الانتخابية احتلت مساحة في الصحف قدرت ب 77,90 % ، ثم تأتي بعدها نشاطات الحكومة والمؤسسات، فأخبار الاقتصاد والشؤون الخارجية والسياسة الخارجية، وشدد رئيس الرابطة نورالدين ين يسعد على أن هذه النتائج تخص العشرة أيام الأولى فقط من الحملة لأن الكثير من المؤشرات تغيرت في النهاية، على أن يقدم التقرير النهائي للدراسة في شهر جوان المقبل، لكن تبقى مصداقية الدراسة منقوصة عندما يطرح المعايير التي اعتمدتها لاختيار وسيلة إعلامية دون أخرى.