الإعلام الجزائري أيقظ ضمير الأمة ودفعها إلى استرجاع ماضيها التاريخي أشاد الباحث والمؤرخ محمد القورصو أمس الثلاثاء، بما وصفه بالتحوّل الإعلامي الكبير في الجزائر ووقوف الصحافة الوطنية على الخطوط الأمامية لجبهة المدافعين - كما قال- عن الماضي التاريخي للأمة الجزائرية، مؤكدا أن الإعلام المكثف دفعها إلى استرجاع ماضيها "المليء بالأحزان والمآسي التي صنعها الاستعمار الفرنسي". وأضاف القورصو في كلمته أمام المشاركين في الملتقى الدولي العاشر حول مجازر ماي 1945 المنعقد بجامعة قالمة، أن الجزائريين لم يكونوا يحيون ذكرياتهم التاريخية "بهذا الزخم الكبير" الذي أصبح يجمع حسبه كل الجزائريين حول تاريخهم، مرجعا ذلك إلى "الإعلام المكثّف الذي أيقظ ضمير الأمة"، وأشار ذات المتحدث إلى أن سنوات السبعينات والثمانينات لم تكن تعرف مثل هذا الحراك التاريخي الكبير، وكانت مظاهر إحياء الذاكرة التاريخية تمر حسبه في صمت بين مجموعة محدودة من الباحثين والمؤرخين في ملتقيات محتشمة. أما اليوم - يضيف القورصو- فبفضل الزخم الإعلامي صارت الملتقيات بهذا الحجم، كما انخرط حسبه قادة البلاد في النهج الجديد الذي فرضه الإعلام الوطني وأصبحوا يتسابقون لرعاية الملتقيات التاريخية الكبرى وفي مقدمتها الملتقى الدولي حول مجازر ماي الأسود بجامعة 8 ماي 45 بقالمة. وأرجع القورصو التحوّل الجديد، إلى ظهور جمعيات ومنظمات مدنية دفعت باتجاه الحراك الجديد، ووجدت الصحافة الوطنية إلى جانبها تدافع عن تاريخ الأمة وحقوق الإنسان الجزائري خلال مرحلة الاستعمار، وحسب ذات المتحدث فإنه وبفضل الإعلام الوطني أصبح الجزائريون يعرفون معنى جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية ومحكمة الجنايات الدولية، ومعاني أخرى كالتقادم والقانون الدولي والاعتذار والتعويض عن التجارب النووية في صحراء رقان، والاعتراف بالجرائم التي ترتكبها الدول في حق الشعوب المستعمرة كما حدث للشعب الجزائري في مجازر 8 ماي 45 . وخلص القورصو إلى القول بأن ما حققته الصحافة الجزائرية يعدّ "مكسبا كبيرا للأمة"، وأن هذا الإنجاز قد وصل الى المنظومة التعليمية الوطنية التي دخلت هي الأخرى - كما أضاف- على خط ما أسماه بالجبهة الصامدة من أجل تعرية حقيقة الاستعمار الفرنسي.