أفاد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار أمس بأن تدابير عدة ينتظر أن تدخل حيز التنفيذ تحسبا لشهر رمضان المقبل بهدف ضبط السوق، وضمان التموين المستمر بالمواد الغذائية واسعة الاستهلاك، تجسيدا لقرارات الحكومة. وكشف المصدر في تصريح «للنصر» بأن العمل الاستباقي الذي أطلقته وزارة التجارة وترقية الصادرات بالتنسيق مع وزارة الفلاحة منذ بضعة أشهر لتنظيم السوق والتحكم في مسار التموين بالمواد الغذائية، سيما المنتجات الأساسية التي تخصص لها الدولة ميزانية معتبرة في إطار دعم أسعارها، سيساهم في القضاء التام على الندرة والاحتكار. وأفاد المتدخل بأن الأثر الإيجابي لهذه الإجراءات سيظهر بوضوح أمام المواطنين قبيل رمضان، وسيتم التماسه على أرض الواقع من خلال الكميات الهامة من المنتجات الغذائية التي ستدخل إلى السوق ومختلف الفضاءات التجارية، بأسعار معقولة وفي متناول عامة المستهلكين، دون أن يضطر المواطنون إلى إعداد مخزون من المواد الغذائية لاستقبال رمضان. وينتظر أيضا أن تضاعف مركبات إنتاج حليب الأكياس المدعم نشاطها من أجل دعم الحصة اليومية التي توزع على المحلات التجارية، لتلبية الطلب على هذه المادة الغذائية الأساسية التي يزداد الإقبال عليها في رمضان، وبحسب ما كشف عنه رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين فإن الديوان الوطني للحليب ومشتقاته قام باقتناء كميات إضافية من المادة الأولية، أي غبرة الحليب لتغطية السوق وتفادي الندرة التي قد تنجم عن ارتفاع في مستوى الطلب. وتتجاوز كميات الحليب التي يستهلكها الجزائريون في رمضان 6 ملايين لتر يوميا، جراء تغير النمط الغذائي خلال هذه الفترة من السنة، بسبب الاعتماد بشكل مكثف على هذه المادة في إعداد مائدة الإفطار، وتساهم الملبنات العمومية في توفير أكبر الكميات من حليب الأكياس، كما تسهر الوحدات الإنتاجية الخاصة بدورها على إمداد عديد المناطق بالحليب المدعم. وتتضمن التدابير الخاصة بالإعداد لشهر لرمضان وفقا لتوجيهات مصالح الوزارة الأولى للقطاعات المعنية، تعزيز القدرات التحويلية والإنتاجية للمطاحن لضمان وفرة السميد المدعم والعجائن، من خلال رفع طاقتها الإنتاجية إلى نسبة 100 بالمائة، من أجل توزيع هذه المواد الغذائية بشكل منتظم على نقاط البيع المختلفة، من بينها النقاط المعتمدة. ويشرف قطاعا التجارة والفلاحة على تنفيذ المخطط الاستباقي لشهر رمضان، المتضمن أيضا جلب كميات معتبرة من اللحوم الحمراء من الخارج لكسر الأسعار، و ينتظر أن تدخل إلى السوق قبل بداية شهر رمضان من أجل السماح للمواطنين باقتناء الكميات التي يحتاجونها من اللحوم في أريحية وأسعار مدروسة، دون تهافت أو الوقوف في طوابير أمام مداخل المحلات التجارية. كما بادرت أسواق الجملة إلى القيام بترتيبات عدة لضبط السوق انسجاما مع العمل القائم على مستوى مصالح الحكومة للحد من المضاربة والاحتكار والزيادة غير المبررة في الأسعار، وبحسب رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين فإن تجار الجملة شرعوا مؤخرا في إعداد مخزون يكفي لتلبية الطلب على المواد الغذائية في رمضان، من بينها البقوليات لتجنب الندرة. وتعمل من جهتها مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية على مرافقة المنتجين في مختلف المناطق المعروفة بطابعها الفلاحي، من أجل تموين 50 سوقا للجملة للخضر والفواكه عبر الوطن بصفة يومية ومنتظمة بالمنتجات الفلاحية الموسمية بأسعار معقولة، من بينها مادة البطاطا باللجوء إلى الكميات المخزنة لضبط الأسعار خلال الفترات التي يتراجع فيها الإنتاج، إلى حين الشروع في جني المحصول على مستوى مناطق الإنتاج المعروفة. وتوقع المصدر أن يقضي الجزائريون شهر رمضان في ظل استقرار واضح للأسعار، دون أن يصدموا بزيادات مفتعلة بفضل التدابير الاستباقية للسلطات العمومية لضبط السوق، مؤكدا بأن مستوى الأسعار سيكون أفضل من السنة الماضية، سيما وأن مصالح الرقابة ستقف بالمرصاد ضد التجار المتلاعبين بالأسعار، ومن يتحينون المناسبات لتحقيق الأرباح على حساب جيب المواطن البسيط.