شرعت أسر جزائرية منذ أيام، في تحضيراتها استعدادا لاستقبال الشهر الفضيل، إذ تشكل الأواني و الأطعمة المصبرة و الصالحة للتجميد أهم المشتريات التي خصصت لها ميزانية هذا الشهر، في وقت انطلقت حملات التضامن لمساعدة الأسر المعوزة والأيتام عبر مختلف الولايات. تشهد أسواق ومساحات تجارية حركية نشطة لزبائن قرروا الانطلاق مبكرا لتوفير مستلزمات شهر الصيام، خاصة فيما يتعلق بالمواد الأساسية واسعة الاستهلاك، إضافة إلى منتجات أخرى مثل البرقوق والزبيب، أين فضلت بعض العائلات الشروع في تحضيراتها المبكرة، وذلك تفاديا للوقوع في فخ ارتفاع الأسعار الذي تشهده السوق وبالأخص بعض المواد قبيل الشهر بسبب جشع التجار. لاحظنا خلال جولة قادتنا إلى بعض هذه الأسواق والمراكز التجارية بمحيط الجزائر العاصمة وولاية بومرداس، إقبالا ملفتا للزبائن، مستغلين في ذلك عرض العديد من المنتجات بصيغة التخفيض أو استغلال العروض الترويجية للسلع كالحصول على منتج مجاني عند شراء آخر، أين أكد السيد سليمان، وهو رب أسرة متقاعد التقيناه بأحد الفضاءات أنه يحرص على شراء بعض الأغراض في كل مرة يخرج فيها للتسوق، وذلك لتخفيف مصاريف الشهر الفضيل، ولتفادي الإخلال بالميزانية بحسب تعبيره. ولأنها فترة البيع بالتخفيض للموسم الشتوي، فقد استغلت أسر الفرصة لاقتناء بعض القطع أو الملابس التي انخفضت أسعارها، وذلك في إطار كسوة العيد كذلك، وقالت سيدة إن الكسوة في حد ذاتها تعد هاجسا خلال رمضان بالنسبة لها، على اعتبار أنها أم لأربعة أطفال صغار يحتاجون جميعهم لملابس وأحذية جديدة، وهو ما دفعها للتفكير في شرائها مبكرا تفاديا للوقوع في فخ نقص العرض وعدم توفر المال الكافي لكسوة جميع أبنائها، وفي رأي سيدة أخرى، فإن التحضير المسبق للشهر، مهم للتخفيف من أعبائه أولا، و لتجهيز كل شيء ثم التفرغ للعبادة بدل التنقل بين الأسواق والمحلات لشراء الكسوة على حد قولها. سباق ضد الزمن و شرعت ربات بيوت في تحضير مؤونة من مختلف المواد الغذائية المصبرة، كالزيتون و العصائر المركزة التي يتم تخزينها في المجمد لفترة طويلة، وحسب إحداهن، فقد استغلت فرصة انخفاض أسعار الليمون و البرتقال، و قامت بتحضير كميات لابأس بها من العصائر المركزة التي تقدم على مائدة الإفطار، بينما حدثتنا السيدة نعيمة عن تحضير مخللات لبعض الخضر كالجزر و البروكولي و الفلفل الحار، وتجهيز صلصلة الطماطم، من أجل التفرغ خلال شهر رمضان لأعمال التنظيف و الأشغال الخفيفة كما قالت. و لأن اقتناء أوان جديدة بات من التقاليد الرمضانية بالنسبة لسيدات، فإن سوق الأواني المنزلية تعرف كذلك حركية حثيثة، إذ زاد الطلب حسب التجار على كل ما يتعلق بالطبخ و موائد الإفطار، خصوصا وأن هذه الفترة تتزامن مع موسم التخفيضات، وأكد تاجر أن انخفاض الأسعار مقارنة بالعام الماضي، شجع الكثيرات على تجديد الأواني أو اقتناء قطع صغيرة كعادة، تحضيرا لشهر الصيام، في إطار عادة بتن يكرسنها سنويا. من جانبها، أطلقت جمعيات خيرية حملات تضامنية تحضيرا لشهر رمضان، وتحسبا لمساعدة العائلات المعوزة، من خلال ضبط برامج تضامنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت عربات التبرع والسلال عبر مختلف المراكز التجارية و المساحات الكبرى، سعيا لإشراك المواطنين في مسعى مساعدة المحتاجين والأيتام لتوفير مستلزمات ضرورية لشهر الصيام.