تسجل دورات تعليم مختلف أنواع المأكولات الخاصة بشهر رمضان كالمملحات والمعسلات وكذا «الخطفة» أو «الديول»، إقبالا كبيرا من طرف شابات وسيدات يحرصن على تعلم طريقة تحضيرها من مختصين، لتزيين موائد الإفطار أو لإطلاق مشاريع مصغرة أو توسيع أخرى موجودة مسبقا. شرعت نساء من مختلف أعمارهن ومستوياتهن التعليمية، في المشاركة في مختلف الدورات التكوينية التي أطلقتها عديد الجمعيات والمؤسسات المتخصصة في الصناعات التقليدية أو صناعة الحلويات و المأكولات، من أجل تعلم وصفات جديدة يحرصن على أن تكون حاضرة خلال شهر رمضان، سواء كانت على مائدة الإفطار أو في السهرات، حيث أكدت لنا السيدة آمال ربة بيت أنها التحقت بدورة المملحات قصد تعلم الوصفات الجديدة التي تشاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي و التي تروج لها بشكل واسع، وذلك من أجل إتقانها وأخذ كل الأسرار من طرف مكونين مختصين في ذلك. موظفات و جامعيات في دورات تعليم أكلات رمضان أما السيدة سهيلة التي تعمل كعون بلدي بإحدى الفروع البلدية، فقالت أنها هي الأخرى التحقت بدورة لصناعة المعسلات التي يحبها جميع أفراد عائلاتها، وتفضل تحضيرها في البيت على شرائها من مصادر غير موثوقة بحسب تعبيرها، مؤكدة أن زميلات لها بنفس الفرع سجلن معها في ذات الدورة وفي دورات أخرى تتعلق بالمملحات وكذا العصائر والتحليات الرمضانية، التي تقول أنه وعلى الرغم من توفر الوصفات على الإنترنيت، إلا أن أخذها من مكونين والتجربة الحقيقية تعطي خبرة أكثر في العمل. من جانبها قالت الطالبة الجامعية لينة، أنها شاركت في دورة صناعة المملحات «بريستيج» مع زميلاتها أيضا في الجامعة، لتعلمها وإتقانها وأخذت جميع الوصفات التي عادة ما تقدم كهدية للدورة، خاصة وأنها أضحت موضة وتزين الموائد كما تعطي منظرا جميلا بفعل الألوان الكثيرة للخضر وباقي المواد التي تزين بها وحتى طريقة التقديم، مضيفة أنها حرفة يستفدن منها خلال شهر رمضان وحتى خلال المناسبات العائلية التي أصبح حضور مثل هذه المأكولات فيها أمرا ضروريا تماشيا مع تطورات العصر كما تقول. وصفات تفتح الباب أمام المشاريع المصغرة ولأن شهر رمضان يشكل فرصة مناسبة للكثير من ربات البيوت للمساهمة في تحقيق مداخيل عبر تحضير عديد الأكلات كالمخبوزات التقليدية مثل «المطلوع» و»الديول»، وبيعها للزبائن، فإن الإقبال على دورات تعليم صناعة «الديول» بشكل خاص يعرف إقبالا كبيرا من طرف هذه الفئة بحسب ما أكدته لنا مكونة بجمعية «القمر» التي فتحت الباب أمام مثل هذه الدورات كحال معظم الجمعيات المهتمة بتكوين النساء الماكثات في البيت بشكل خاص، موضحة أن فتح باب التسجيل إنطلق قبل شهر تقريبا ونظمت عدة دورات استجابة لكثرة الطلب عليها. السيدة إكرام ربة بيت وأم لأربعة أطفال، قالت لنا أنها تخصص جزءا من وقتها خلال الشهر الفضيل لتحضير المطلوع وبيعه للمحلات، غير أنها قررت هذا العام تعلم حرفة إضافية والمتمثلة في صناعة «الديول» لبيعها أيضا وتحقيق مدخول أكبر، خاصة وأنها منتوجات لها شعبيتها ومكانتها على الرغم من وجود منتوج المصانع، إلا أن الكثيرين يفضلونها لأنها مصنوعة من مادة السميد التي تعطي مذاقا أفضل من المصنعة، على حد قولها. جمعيات ومدارس وأكاديميات تتنافس لتقديم الأفضل وأكدت رئيسة الجمعية الوطنية للسياحة والأسفار والصناعة التقليدية عين جاسر بولاية باتنة، السيدة فايزة بهلول، أن عديد الدورات تم تنظيمها على مستوى الجمعية خاصة ببعض المأكولات الخاصة بشهر رمضان، وسط إقبال وصفته بالكبير خاصة على المملحات، المعسلات، شباح الصفراء وحتى العجينة المورقة، إلى جانب تحضير سينية العيد وكل ذلك قبل حلول شهر رمضان، وأوضحت محدثتنا أن الاهتمام ينصب على كل ما هو عصري ويطلق عليه تسمية «بريستيج»، علما أن جميع المتربصات يستفدن من شهادة معترف بها وبترخيص من مديرة التكوين المهني التي ترعى هذه التكوينات. المتحدثة أكدت من جانب آخر أن معظم المتربصات صاحبات مشاريع مصغرة متخصصة اخترن تعلم وصفات وأفكار جديدة لتدعيم مشاريع موجودة مسبقا، أو للانطلاق في نشاط مصغر جديد مع بداية شهر رمضان، مضيفة فيما يتعلق بسعر الدورة لمدة يومين كاملين مع تحمل المؤسسة لكافة المصاريف يقدر ب6000 دينار، بينما تشكل المملحات والمعسلات التخصصات الأكثر طلبا إلى جانب شباح الصفراء، التي أكدت أن الإقبال عليها كبير من مختلف الفئات العمرية. و أكدت السيدة سعاد صاحبة مدرسة خاصة في الحلويات التقليدية، أن باب التسجيل في مثل هذه الدورات تم فتحه مبكرا، وذلك لكثرة الطلب عليها، وتتمحور حول الحلويات والمملحات العصرية التي تستهوي جميع المتربصات، على غرار «المملحات السحرية»، «العرايش صالي»، «الميني بورغر» وغيرها من أنواع المملحات التي زادت شعبيتها بفضل مواقع التواصل الإجتماعي التي تروج لها بصورة تسيل اللعاب، وأوضحت بشأن الأسعار أنها تختلف بحسب عدد المملحات التي يتم التربص فيها ومكوناتها، فمثلا تم تخصيص دورة ل7 أنواع من المملحات مقابل سعر 5000 دينار للمتربصة الواحدة. إيمان زياري