الدور ثمن النهائي: «الكبار» مرّوا في غياب المفاجآت خضعت مباريات الدور ثمن النهائي للنسخة 59 من منافسة كأس الجزائر للمنطق، بتأهل الفرق التي كانت مرشحة على الورق لكسب الرهان، ولو بصعوبة، مع صنع شباب بلوزداد الاستثناء، باعتباره الوحيد الذي حافظ على تواجده في ربع النهائي من قائمة منشطي دور الثمانية لطبعة 2023، بينما واصل شباب قسنطينة «التميز» بالعودة بالتأشيرة من خارج القواعد للمرة الثالثة تواليا، في الوقت الذي سيحمل فيه ترجي مستغانم راية تمثيل أندية الرابطة الثانية في باقي المشوار، بحكم أنه الفريق الوحيد من وطني الهواة الذي مازال معنيا بمواصلة المغامرة، بعد توقف مغامرة 3 نوادي أخرى من نفس القسم عند هذه المحطة. وحسم شباب قسنطينة «كلاسيكو» الشرق أمام الجار اتحاد عنابة، في قمة وفت بكامل وعودها من حيث الإقبال الجماهيري القياسي، وما صنعته «أوركيسترا» المدرجات من فرجة، رغم الأحداث المؤسفة التي وقعت بعد نهاية اللقاء بين الأنصار، فكان عامل الخبرة كافيا لحسم الأمور، بتوقيع «السنافر» لثنائية في أوقات جد حساسة، من طريق ذيب من علامة الجزاء، ثم خالدي، مما مكن «الخضورة» من ضمان التواجد في ربع النهائي للمرة 14 في تاريخهم، 6 منها خلال الألفية الجارية، وحلم معانقة «السيدة المدللة» يكبر مع تقدم المنافسة، لأن المشوار الذي قطعته تشكيلة عمراني إلى حد الآن كان بمثابة مؤشر ميداني على النوايا الجادة في تحقيق حلم ألاف السنافر، وذلك بالسعي لكسر عقدة المربع الذهبي، التي اصطدم بها الشباب في 4 مناسبات سابقة، أمام كل من شباب برج منايل (1987)، جمعية الشلف (1992)، وداد تلمسان (2012) وأخيرا شباب بلوزداد في 2019. وفي نفس السياق فإن عامل الخبرة كان كافيا لترجيح كفة شباب بلوزداد أمام أولمبي أقبو، الذي صمد لأزيد من 70 دقيقة، قبل أن يتلقى هدفين وقعهما كل من مزيان وبن غيث، ليفشل رائد المجموعة الشرقية لبطولة الوطني الثاني في تكرار «سيناريو» الموسم الفارط لما بلغ ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، بينما حقق شباب بلوزداد الأهم، بمواصلة المغامرة، في طبعة يبحث من خلالها عن اللقب التاسع له فيها، كونه من المنشطين التقليديين، بدليل أنه يصل ربع النهائي للمرة 27 في تاريخه، وقد تخطاه في 14 مناسبة سابقة، كللت ثمانية منها بالألقاب. إلى ذلك فإن توقف مغامرة اتحاد عنابة وأولمبي عنابة من فوج الشرق للرابطة الثانية في هذا الدور أبقى ترجي مستغانم وحيدا من وطني الهواة في ربع النهائي، خاصة وأنه تأهل بعد عناء كبير على حساب الضيف نصر حسين داي، في مباراة سارت على وقع «سوسبانس» كبير، امتد إلى سلسلة «مراطونية» من ركلات الترجيح بلغت 14 ضربة لكل فريق، ليعود أبناء «موسطا» إلى ربع النهائي بعد غياب دام قرابة 6 عقود من الزمن، لأن آخر مرة تأهل فيها الترجي إلى هذا الدور كانت في سنة 1965، لما نشط النهائي الثاني في تاريخه، وبعد ذلك توقف مشواره في ثمن النهائي 5 مرات، آخرها الموسم الماضي أمام نادي بارادو. على صعيد آخر ودع اتحاد خنشلة المنافسة، بانهزامه أمس في القمة التي جمعته بالضيف مولودية الجزائر، حيث نجح «الشناوة» في كسب الرهان بهدفي بلايلي وبايزيد، رغم تقليص سامر الفارق من علامة الجزاء، الأمر الذي مكن المولودية من مواصلة اللعب على جبهتين، بعد مد خطوة عملاقة للتتويج بلقب البطولة، في رحلة البحث عن اللقب التاسع، بعد تنشيطها 9 نهائيات سابقة. وسيلاقي شباب قسنطينة في ربع النهائي نجم بن عكنون، الذي سجل تأهلا تاريخيا على حساب شبيبة جيجل بهدف علي هارون، لتتوقف بالمقابل مغامرة «النمرة» في هذه المنافسة.