أكد رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة يزيد حمبلي، أمس، التزام المنتجين الفلاحيين بمواصلة النشاط أيام عيد الفطر، لضمان وفرة الخضر والفواكه عبر مختلف الفضاءات التجارية، إلى جانب الحرص على تموين أسواق الجملة لإعداد مخزون يكفي لتلبية الطلب المتزايد على هذه المواد خلال إحياء هذه المناسبة. أفاد رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة في تصريح «للنصر» بأن نشاط المنتجين الفلاحيين لن يتأثر بالاحتفال بمناسبة عيد الفطر، إذ سيظل متواصلا بصفة عادية على غرار باقي أيام السنة، لأن طبيعة المنتوج الفلاحي يفرض على الفلاح جني المحصول فور نضوجه، دون إمكانية تأجيل العملية إلى غاية أن تتهيأ الظروف لذلك أو التفرغ لها. وقال المتدخل إن الإنتاج الفلاحي لن يتوقف أيام العيد عبر كافة مناطق النشاط، معتقدا بأن الخلل الذي قد يتم تسجيله ليس له صلة بالفلاحين، بل بمدى التزام التجار بفتح محلاتهم أيام العيد لتموين المواطنين بما يحتاجونه من خضر وفواكه، مضيفا بأن كثيرا من المحلات غير المعنية بنظام المداومة تظل مغلقة إلى ما بعد العيد. ويشار في هذا الصدد إلى أن تمديد عطلة عيد الفطر إلى ثلاثة أيام، قصد السماح لفئة الموظفين والعمال من إحياء المناسبة في أجواء عائلية وأسرية وتبادل الزيارات والتهاني في أريحية قبل استئناف الحياة العادية، تم في ظل الحرص التام على استمرار الخدمة العمومية لفائدة المواطنين، كالنقل والتموين بالمواد الغذائية، عبر إقرار نظام محكم للمداومة من طرف المصالح المعنية لتأطير الأنشطة التجارة المعنية بهذا الإجراء أيام العيد، وكذا النقل العمومي والخاص. وأضاف السيد حمبلي بأن الفلاح يسعى دوما لبيع منتوجه مباشرة بعد جنيه، سيما بالنسبة للمواد التي لا يمكن تخزينها لفترة طويلة، وإبقائها في غرف التبريد لإخراجها عند الحاجة، قائلا إن وفرة الخضر والفواكه خلال هذا الموسم على مستوى مناطق الإنتاج أضحت تفرض على الفلاحين تصريف منتجاتهم وتوزيعها على أسواق الجملة قبل أن تتعرض للتلف. وتعد أسواق الجملة الركيزة الأساسية لتموين الأسواق الأسبوعية والجوارية والمتاجر بالمواد الغذائية، سيما خلال المناسبات التي يزداد فيها الطلب على الخضر والفواكه، كشهر رمضان ومناسبة العيد، لذلك تم إدراج تجار الجملة في نظام المداومة لتحقيق الوفرة. كما يشمل القرار وحدات الإنتاج الخاصة بالحليب المدعم والمياه المعدنية والمواد الغذائية العامة، من أجل تفادي الندرة أو تراجع مستوى العرض، الأمر الذي قد يفسد على المواطنين فرحة العيد، ويضطرهم إلى التنقل من محل إلى آخر بحثا عما يحتاجونه من مواد غذائية. وأكد في هذا الصدد ممثل المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين فادي تميم في حديث معه بأن فرض المداومة على أسواق الجملة من شأنه أن يحد من ظاهرة التهافت على اقتناء الخضر والفواكه قبل العيد قصد تخزينها، موضحا بأن ارتفاع الطلب يؤدي إلى الندرة وارتفاع في الأسعار، وإلى التبذير أيضا بسبب لجوء معظم الأسر إلى اقتناء ما يزيد عن الحاجة خشية عدم توفر هذه المنتجات أيام العيد. وأضاف المصدر بأن وزارة التجارة أصدرت تعليمات بضرورة التحاق تجار الجملة للخضر والفواكه بالمداومة، باعتبارهم حلقة أساسية في مسار التموين وضمان استقرار الأسعار، من أجل تفادي النقائص التي تسجل كل موسم بسبب عزوف هذه الفئة من التجار على مواصلة النشاط أيام العيد، من أجل التفرغ التام لإحياء المناسبة. كما تعد المخابز من بين المحلات الملزمة بالعمل أيام العيد لتوفير مادة الخبز، في إطار نظام المداومة الذي يسمح لعمال المخابز بقضاء العطلة مع ذويهم دون الغلق التام للمحل التجاري، عن طريق التناوب فيما بينهم على العمل أيام عيد الفطر، علما أن وزارة التجارة تكثف عمليات الرقابة في هذه المناسبات للوقوف على مدى احترام نظام المداومة الذي يخص هذا الموسم أكثر من 51 ألف تاجر عبر جميع الولايات، وتسلط على المخالفين العقوبات المنصوص عليها في القانون.