* تلاحم المجموعة كلمة السر اعتبر مدرب اتحاد سدراتة، السعيد مرزوق، الصعود إلى قسم ما بين الرابطات بمثابة أغلى هدية يمكن تقديمها لأنصار الاتحاد، لأنه أشاد كثيرا بالدور الكبير الذي لعبه المناصرون في توفير الأجواء الكافية، لتجسيد حلم انتظرته المدينة لمدة 88 سنة. مرزوق، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن الظفر بتأشيرة الصعود كان عن جدارة واستحقاق، وأن اتحاد سدراتة باستطاعته النظر إلى المستقبل من زاوية التفاؤل، بالاستثمار في القاعدة الجماهيرية المميزة. في البداية، ما تعليقكم على الانجاز التاريخي الذي حققتموه، بالصعود إلى قسم ما بين الجهات؟ أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن، أن أجواء الفرحة التي تعيشها مدينة سدراتة في نهاية الموسم الجاري، تكفي للكشف عن قيمة الانجاز المحقق، لأن الفريق يبقى من أقدم الأندية في الجهة الشرقية من الوطن، لكنه لم يتمكن من خوض أي مغامرة في قسم ما بين الجهات، والأجواء الخرافية التي صنعها الأنصار على مدار 3 أسابيع جعلتنا نقف على المكانة الحقيقية للاتحاد لدى أنصاره، وبالتالي فإننا لن نتردد في تصنيف الانجاز المحقق في خانة أغلى هدية نقدمها للأنصار، الذين كانوا طيلة الموسم سندا دائما للتشكيلة، بدليل أننا كنا نسجل تواجد مجموعة من المشجعين في الحصص التدريبية، في ظل التمسك بحلم الصعود التاريخي، فكان التجسيد الميداني كافيا لتفجير فرحة هيستيرية في المنطقة. لكن المهمة لم تكن سهلة، والتنافس كان شديدا، خاصة مع الجار وفاق سوق أهراس؟ بطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة تحتفظ بالكثير من الخصوصيات، واتحاد سدراتة خسر الرهان في آخر منعرج الموسم الفارط، لكن تلك التجربة لم تثن من عزيمة الطاقم المسير، الذي أصر على رفع التحدي، وهذا أمر ليس من السهل تسجيله، لتكون ثمرة الثقة في المجموعة صعود تاريخي، في إنجاز يُحسب للمكتب المسير، الذي لم يستسلم، وتمسك مرة أخرى بأمل الصعود، دون التقليل من العمل الميداني الذي قام به اللاعبون، إضافة إلى الدور البارز الذي لعبه الأنصار، لأن اتحاد سدراتة يمتلك قاعدة جماهيرية تستحق التواجد في مستوى أعلى، وقد أثبتنا جدارتنا في التتويج باللقب، من خلال المشوار المميز الذي أديناه، لأن هزيمة الجولة الأولى كانت مجرد كبوة جواد، وشخصيا فقد توليت المهام منذ الجولة الثالثة، وكانت سلسلة النتائج الإيجابية بمثابة مؤشر ميداني على أحقية الفريق في الصعود، والمضايقة من باقي المنافسين فرضت علينا ضغطا، لكننا خرجنا في نهاية المطاف أبطالا. وما سر نجاحكم في قيادة الفريق لتأدية مشوار دون هزيمة إلى غاية ترسيم الصعود؟ ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أننا بنينا المشروع على تلاحم المجموعة، وهو جانب كان أبرز سلاح استعملته شخصيا عند موافقتي على قيادة الفريق، لأن الروح الجماعية كانت مفتاح النجاح في تحقيق العديد من الانتصارات خارج الديار، في لقاءات حاسمة، ومع تقدم المنافسة كسب اللاعبون ثقة أكبر في النفس والامكانيات، وكبر حلم الصعود في قلوب الأنصار، الأمر الذي ساهم في خلق جو ساعدنا على العمل بجدية، سيما وأن الإدارة لم تدخر أي جهد لتوفير كل الشروط التي تحصر الانشغال في العمل الميداني، والبحث عن النتائج التي تعبد طريق الصعود، لتعطي «ديناميكية» الانتصارات المتتالية ريتما أسرع لسباق الصعود، مما أدى إلى «غربلة» في قائمة المطاردين من جولة لأخرى، لأن فرق سريع البوني وفرفوس بئر العاتر كانت من أقوى المنافسين، قبل أن ينحصر الصراع مع الجار وفاق سوق أهراس في الثلث الأخير من الموسم، وكسبنا الرهان كان عن جدارة واستحقاق. وكيف تنظرون إلى مستقبل الفريق تحسبا لأول مغامرة له في بطولة ما بين الجهات؟ حقيقة، أن اتحاد سدراتة سيكتشف أجواء القسم الوطني الثالث لأول مرة منذ تأسيسه قبل 88 سنة، لكن توّفر مقوّمات النجاح من شأنها أن تساعد على التأقلم بسرعة في بطولة ما بين الجهات، لأن الأنصار متعطشون لمستوى أعلى، والقاعدة الجماهيرية الكبيرة للاتحاد تبقى علامة مميزة، ستسمح للفريق بحجز مكانته في هذا القسم، فضلا عن العمل الذي تقوم به اللجنة المسيرة منذ عدة مواسم، والذي أعطى توازنا نتيجة الاستقرار المسجل، وهي عوامل ستساهم في توفير الأجواء التي قد تجعل اتحاد سدراتة طرفا بارزا في بطولة ما بين الجهات الموسم المقبل، لأن المدينة لها تقاليد كروية، والفريق كان قد نشط لسنوات طويلة في جهوي قسنطينة، وواجه الكثير من الأندية التي تنتمي حاليا إلى الوطني الثالث، وبالتالي فلا خوف على الاتحاد في أول مغامرة له في بطولة ما بين الرابطات، وشخصيا فإنني متفائل بقدرة الفريق على لعب الأدوار الأولى، شريطة الاستثمار العقلاني في الوضعية الحالية.