نجح الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش منذ أن تم تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر خلفا للمقال عبد الحق بن شيخة في تحقيق العديد من المكاسب، لعل أهمها إعادة الروح الإنتصارية لرفقاء مهدي لحسن، وهي التي كانت قد غابت عنهم منذ أن عادوا من مونديال جنوب إفريقيا، ما كلف الخضر التغيب عن نهائيات كأس أمم إفريقيا بغيننا الاستوائية والغابون. حليلوزيش برهن في ظرف وجيز بأن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السيد محمد روراوة لم يخطئ بالمرة لما أوكل له مهمة قيادة الخضر في الاستحقاقات القادمة بدليل أن التقني البوسني لم يخفق لحد الآن في أي مواجهة خاضها وتمكن من قيادة المنتخب الوطني إلى أربعة انتصارات متتالية، وهو ما لم يحدث منذ فترة طويلة، فقد تمكن مدرب الخضر الجديد من هزم كل من النيجر وغامبيا وتونس وإفريقيا الوسطى، فيما تعادل أمام تانزانيا في أول اختبار له وكان ذلك خارج الديار. وهي نتائج تعكس حنكة وخبرة المدرب السابق لكوت ديفوار، حيث أكد بأنه يحسن التعامل مع الموجود وكذلك مع الظروف، نظرا لأن حليلويزتش لم يتأثر يوما بكثرة الغيابات في صفوف الخضر، وهو ما كان يحصل في كل مرة مع المدربين السابقين الذين تعاقبوا على الخضر. نقطة إيجابية أخرى تحسب «للكوتش» وحيد وهي إعادة الاعتبار للاعبين المحليين مقارنة بنظرائهم المحترفين الذين سيطروا بالطول والعرض على قوائم الخضر في المدة الأخيرة سواء مع كفالي، سعدان وحتى بن شيخة، حيث قام البوسني بإعادة الثقة للعنصر المحلي من خلال توجيه الدعوة لأكثر من 12 لاعبا من البطولة الوطنية لخوض المعكسر الإعدادي الأخير تحسبا لمباريات جوان المقبل في إطار التصفيات المؤهلة لكان جنوب إفريقيا 2013 ومونديال البرازيل 2014، ولم يكتف الناخب الوطني بهذا فحسب، بل منح الفرصة لهاته العناصر لإثبات الذات بدليل إقحامه لجميع العناصر المحلية أول أمس أمام النيجر وتمكن البعض من لفت الانتباه في شاكلة مدافع الوفاق عبد الرحمن حشود الذي خطف الأنظار واختير ثاني أحسن لاعب في المباراة بعد مهدي لحسن. هذا ويبقى أهم حدث منذ أن تولى البوسني زمام العارضة الفنية للخضر، هو تمكنه من فك عقدة التهديف التي لازمت رفقاء جبور لفترة طويلة، فقد تمكنت عناصر المنتخب مع المدرب حليلويزتش من زيارة مرمى الخصوم في الخمس مباريات الأخيرة أي أمام كل من النيجر (ثلاثة أهداف) وغامبيا (هدفين) وتونس (هدف) وإفريقيا الوسطى (هدف) وتانزانيا (هدف)، ولم تتوقف مكاسب «حليلو» عند هذا الحد، بل حتى أن الفوز بثلاثية كما حصل أمام النيجر أول أمس لم يتحقق منذ قرابة أربع سنوات كاملة، حيث كان آخر انتصار للخضر بهذه النتيجة بتاريخ 6 جوان 2008 وبنفس الملعب مصطفى تشاكر أمام منتخب ليبيريا في إطار الدور الأول من تصفيات كأسي العالم وإفريقيا عام 2010 الذي يعتبر عام الفرح للجمهور الجزائري، وكان قد سجل المهاجم رفيق جبور هدفا في تلك المباراة كما حدث سهرة أول أمس أمام النيجر، إضافة إلى ثنائية كريم زياني عن طريق ضربة جزاء ومخالفة مباشرة. ومن أبرز مكاسب حليلوزيتش إعادته الثقة لعناصر القاطرة الأمامية، حيث عاد مهاجم أولمبياكوس رفيق جبور لمعانقة الشباك من جديد وهو الذي لم يسجل منذ قرابة عامين، فقد استغل مواجهة أول أمس ليحدث قطيعة مع العقم الهجومي الذي لازمه منذ مباراة الغابون خلال شهر أوت 2010، كما أن توقيع مهاجم نادي غيماريش البرتغالي العربي هلال سوداني لأحد الأهداف الثلاث هو مكسب آخر، حيث سيمنح الخيارات لحليلوزيتش في الهجوم.