نجم الباتري باكو سيري للنصر "الحياة الحقيقية"تلّخص تجربة الإنسان رافق نجوم الموسيقى في العالم بإسره، معروف بطيبته و تواضعه و حبه للآخرين، إنه قارع الباتري النجم الفرنسي ذو الأصول الإيفوارية "باكو سيري" الذي وقع في حب قسنطينة كما قال فعاد لإمتاع جمهورها للمرة الثالثة على التوالي و اختار خشبة مسرحها الجهوي لإطلاق ألبومه الثاني المختزل لمسيرته الفنية الثرية"الحياة الحقيقية". النصر انتهزت انتهاء النجم من فترته التدريبية في مهرجان ديما جاز بقسنطينة و سجلت معه هذا الحوار. حاورته مريم بحشاشي تصوير: الشريف قليب -لنبدأ من ألبومك الجديد"الحياة الحقيقية" و لمن يعود الفضل في استمتاعك بنشوة الحياة لدرجة اختيارها عنوانا لثاني أهم ألبوم في مشوارك الفني الثري؟ -الحياة الحقيقية يعكس نشوة الأبوة التي منحتني إياها ابنتي "ماي" منذ مجيئها إلى الدنيا قبل أربع سنوات، فملاكي غيّرت حياتي كلها. -ظننت كغيري ممن كان لهم حظ سماع ألبومك الجديد بأن المعني الأول بالعنوان هي حبك الأول الموسيقى؟ -كنتم على خطأ(يضحك)...صحيح أن الموسيقى مهمة في حياتي و يمكن اعتبارها حبي الأول لكن قبل وصول حبيبتي ماي التي ضاعفت حبي للموسيقى و أخرجت مكنوناتي الموسيقية...و باختصار الألبوم يلخص أهم محطات حياتي و يقدمها كما هي في بساطتها تواضعها. - "الحياة الحقيقية"ثاني ألبوم خاص بباكو الذي رافق مئات النجوم في تسجيل البومات هزت العالم، لماذا انتظرت كل هذه المدة لتوقيع عمل يتصدر اسمك غلافه؟ - صحيح تأخرت في إصدار ثاني ألبوم لي، لكنني غير نادم لأن طول المدة منحني فرصة التأمل و كلما أخذت الوقت الكافي لإعداد خلطتي قدمت خبزا جيّدا، حتى لا أترك المجال للمتذوقين لانتقاد ما وضعت بين أيديهم ليس لرفضي للانتقاد و إنما لاحترامي الكبير للجمهور الذي اعتبره عائلتي و لا يمكنني خذله بإهدائه عملا لا يليق. -يجهل الكثيرون بأن بحوزة باكو العديد من الجوائز العالمية بما فيها الغرامي الذي تحصلت على اثنين منها، لماذا لا تتحدث عن ذلك مثلما يفعل غيرك من النجوم ؟ هل هذا من باب التواضع أم أن الجوائز لا تعني لك الكثير؟ - أكيد أننا نشعر بفخر و فرح لنفسي و لعائلتي و من رافقوني في العمل لكن الأمر بالنسبة لي لن يتجاوز حدود حفل توزيع الجوائز، لأنني لا أحب التباهي. -و ما هي الجوائز التي يطمح باكو لنيلها مستقبلا؟ -لا توجد جائزة بعينها، لكنني أفرح عند تقدير إبداعي و جهودي فرقتي. -قام باكو بجولة حول العالم كله تقريبا، فأي المحطات أثرت فيك أكثر؟ - سؤال جيّد، فعلا تأثرت كثيرا عند زيارتي لمدغشقر، لما وقفت عليه من بؤس و معاناة و فقر مدقع.كما شعرت بالأسى و أنا أزور الكمبودج و اللاووس و الفيتنام و كذا الهند، غير أن مدغشقر أكثر المحطات التي أحزنتني و قهرتني و أبكتني غيظا على حالة اللاعدالة في توزيع ثروات بلدان العالم. - و إلى أي مدى ألهمك ذلك في أعمالك الفنية؟ -بل علمني الكثير عن القيمة الحقيقية للإنسان و ضرورة الحرص على احترام ذلك، من أجل النجاح في إيجاد حلول لمشاكل الفقراء في العالم. -أنت أعسر، فهل ساعدك ذلك على التميّز؟ - لست أدري، لكن ذلك منحني حرية أكبر للعزف باليدين بنفس المستوى، و قد يكون سر براعتي في ذلك. -وحدهم أصدقاءك يعرفون براعتك في عزف الكثير من الآلات الموسيقية بنفس براعة لعبك على الباتري. فلماذا اخترت الباتري عن باقي الآلات؟ -صحيح أعزف على باقي الآلات أكثر مما أعزف على الباتري في سائر الأيام، لكن كثرة ظهوري في الحفلات كقارع باتري ألصق بي هذه الآلة التي أحبها جدا، فأنا أجيد العزف على الباص، القيتار، الكلافيي، الترامبيت. -كيف تفضل أن يصنفك الآخرون كجازمان أو كفنان متميّز؟ - لست جازمان، و إنما فنان متعدد المواهب لأنني أعزف كل ألوان الموسيقية و ليس الجاز فقط. -رافقت ألمع نجوم الجاز هلا ذكرت لنا بعضهم؟ - آلكسندر، نينا سيمون،باستوريوس،سالفادور، زاوينول،...القائمة طويلة و قد تضطرين للبقاء ساعات طويلة معي لإنهائها(يضحك). - ألا يزعجك مرافقة النجوم و البقاء في الجهة الخلفية(سايد مان)؟ -بالعكس يمتعني جدا لأن النجومية ليست من يخطف الأضواء أكثر بل النجومية الحقيقية هي النجاح في تقديم أعمال متكاملة و متناغمة مهما يكن رئيس الجوق. و أنا شخصيا كونت علاقات جد مهمة و تعلمت الكثير عن كل فنان رافقته في عرضه، و وسع تجربتي(يسكت و يضحك و يعلّق ساخرا) هذا لا يزعجني طالما يدفعون لي جيّدا. -متى سيقرّر باكو العودة النهائية إلى موطن الأجداد كوت ديفوار؟ - سأعود الأسبوع المقبل لكن ليس للاستقرار و إنما لأشرف على الطبعة الرابعة لمهرجان الجاز الذي بادرت شخصيا لتنظيمه، و سيكون الكثير من الأصدقاء حاضرين. لكن المشكلة الوحيدة التي نواجهها هذه السنة عدم توفرنا على دعم مادي كاف لإنجاح هذه الطبعة بسبب الأزمة المالية، فهل يمكنكم مساعدتنا على إيجاد ممولين. م/ب العازف الساحرديديي لوكوود للنصر كماني جواز سفر و تأشيرة دخول تقهر الحدود المحظورة يرقص عشاق الجاز على أنغام كمانه الساحر الذي ينسج على أوتاره أجمل الأساطير التي سرعان ما تتحوّل إلى بساط طائر يحلّق بالجمهور في سماء الإبداع الذي يفوق إبداع البشر العاديين. هذا أقل ما يمكن قوله عن العازف العبقري الفرنسي ديديي لوكوود" الذي عاد إلى قسنطينة بعد زيارته الأولى منذ 28سنة لإحياء سهرة من سهرات ديماجاز الأسطورية في طبعتها العاشرة فكان لنا معه هذا الحوار. -كيف وجدت جمهور قسنطينة بعد مرور 28سنة عن حفلك الأول؟ - ليس من السهل تذكر حفل يزيد عمره عنه 28سنة مع الكم الهائل للحفلات التي أحييتها بكل أنحاء العالم و التي تزيد عن 3500حفل، غير أن الشيء الوحيد الذي أتذكره جيّدا، انعدام العنصر اللطيف بين جمهوري حينها، عكس اليوم. -يصفك البعض بالعازف الساحر، فما سر خلطتك السحرية التي تعتمدها لإبهار جمهورك في كل مكان باستمرار؟ - خلطتي عبارة عن مزيج يصهر فيه الشعر و الرقص و الموسيقى و الرسم مع المعدن النغمي الذي تتقاطع فيه كل الفنون الجميلة، و أنا نفسي مفتون و مسحور أجاريها في كل مسلك تأخذني إليه. -ليس من السهل فرض الكمان في تأثيرات الجاز الحديثة لكنك تفعل ذلك بلا عناء، فهلا حدثتنا عن سر ذلك؟ - أترك الحرية و الاستقلالية التامة لزملائي على الخشبة، حتى يتمكنوا من إخراج كل مكنوناتهم الفنية لإمتاع الجمهور الذي لا يقل سخاء عن الفنان نفسه و هو الذي يزيده طاقة و رغبة في تقديم المزيد من الإبداع. -هل تعتبر نفسك موسيقيا أو مواطنا عالميا؟ -الموسيقي مجبر على أن يكون مواطن عالمي لأنه يستعمل لغة كونية تسهل التواصل، و أنا شخصيا وجدت نفسي مرارا مقحما في تشكيلات لم يسبق لي تحدث لغة عناصرها لكن الميلوديا تنجح دائما في جمعنا و تجعلنا نتحدث لغة واحدة هي لغة الجمال. -ماذا يعني لك الكمان؟ -هو جواز سفري و تأشيرة دخول تقهر الحدود المحظورة. حاورته مريم بحشاشي