ملتقى دولي يدعو إلى تحرير التاريخ من الايديولوجيا كشفت أمس اللجنة العلمية التي ستشرف على فعاليات الملتقى الدولي "الجزائر 50 سنة من بعد:تحرير التاريخ''، أن هذه التظاهرة التي ينظمها مناصفة كل من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، و يومية لا تريبون، من الفاتح إلى الثالث، جويلية الداخل بالمكتبة الوطنية بالحامة في العاصمة، ستنكّب على دراسة تاريخ الجزائر منذ الغزو الفرنسي في 1830 إلى غاية الاستقلال من جميع جوانبه واستغلال الفرصة للدعوة لتحرير التاريخ من الايديولوجيا وكتابته على أسس علمية. وفي ندوة صحفية نشّطها أعضاء اللجنة العلمية في المكتبة الوطنية، أوضح مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، سليمان حاشي أنه سيتم خلال الأيام الثلاثة من الملتقى تقديم 60 مداخلة حول "إشكالية الاستعمار وتصفية الاستعمار، بمشاركة مؤرخين وعلماء اجتماع وفلاسفة وباحثين جزائريين وأجانب من المغرب وتونس ومالي وفرنسا وايطاليا وسويسرا وفنلندا والمجر والولايات المتحدة وهايتي وألمانيا''، مشيرا إلى أن الأمر يتعلّق بالحديث عن الوضع العام للبلاد في ظل الاستعمار الاستيطاني والممارسات الاستعمارية العنيفة عبر مختلف مراحل المقاومة وصولا إلى مرحلة الثورة المتمثلة في حرب التحرير الوطني، 1954-1962. وأضاف السيد حاشي بأن المتدخلين، سيتطرقون إلى القواسم المشتركة بين مختلف مراحل مقاومة الشعب الجزائري والمتمثلة في رفض الاستعمار، إلى جانب إبراز كفاح الجزائر ضد الاستعمار ومشروعيته وكيف كانت له آثار أكيدة على حركات التحرر ودورها في التلاحم الإفريقي ومساهمته الكبيرة في تصفية الاستعمار عبر العالم. كما أبرز المتدخل بأن اختيار موضوع ''تحرير التاريخ'' هو دعوة صريحة لتحرير التاريخ من الايديولوجيا والأهواء والذاكرة الفردية من أجل التقدم نحو تواجد علاقات هادئة بين أعداء الأمس"، داعيا في هذا السياق إلى كتابة التاريخ حسب القواعد العلمية، كما أكد في ذات السياق على أهمية تسجيل شهادات المجاهدين والاستفادة من مذكراتهم ووضعها في متناول المؤرخين ليكتبونها وفق المناهج العلمية قال ''إن مذكرات الفاعلين التاريخيين قدمت الكثير، وتعتبر اليوم السند الداعم في كتابة تاريخ حرب التحرير وتخليص التاريخ من الطرح الاستعماري، باعتبار أن أغلبها يحتوي على الكثير من المعلومات التاريخية التي يستفيد منها المؤرخ'' وأضاف ''لكن على هذا الأخير أن يأخذها بحذر، ويتناولها بالتحليل والتمحيص''. وفي هذا الصدد أشار الأستاذ الجامعي، مصطفى حداد، عضو اللجنة العلمية للملتقى، إلى أن ثمة جهود كبيرة تبدل هنا وهناك من أجل تحويل '' التاريخ '' إلى علم، أو جعله أقرب على الأقل إلى الخطاب العلمي وإلى الواقع، محذرا في المقابل من الأطراف الأخرى التي تستخدم التاريخ في التداول السياسي وتحاول أدلجته، وتفسيره على هواها أي حسب نظرتها الذاتية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمسائل الذاكرة. وألح أعضاء اللجنة العلمية وأغلبهم أساتذة جامعيون ومن بينهم الأستاذ الجامعي فؤاد سوفي، على ضرورة إصدار نشريات أو دوريات علمية متخصصة بهدف تخليص تاريخ الثورة من الفكر والطروحات الكولونيالية، من جهة ومن جهة أخرى ربط الأجيال القادمة بتاريخها''. ويتضمن برنامج ذات الملتقى مواضيع أخرى على غرار "حرروا التاريخ: مسألة منهجية" و"ضرورة وشروط تفكير مشترك حول تاريخ العلاقات الجزائرية الفرنسية" و"مجموعة ال 22 : فكر الجماعة و منطق العمل" و "حرب الجزائر و تحسيس البلدان الشمالية بتصفية الاستعمار''، إلى جانب "حالات سجناء جيش التحرير الوطني" و"ضرورة اعتراف فرنسا بجرائم الاستعمار والتشكيك في الروايات الرسمية" و"من الأمة إلى التلاحم الإفريقي" وواقع حال الحركة الرياضية سنة 1962: موروث وإعادة بناء".