النائب بوشاشي يحتج على طريقة إدارة شؤون الأفافاس طفت إلى السطح بوادر أزمة جديدة في جبهة القوى الاشتراكية بعد احتجاجات شديدة أبداها أمس عدد من إطارات الحزب أبرزهم متصدر قائمة العاصمة مصطفى بوشاشي تحت أنظار الصحافة . وتدخل بوشاشي الرئيس السابق لرابطة حقوق الإنسان في مستهل أشغال دورة استثنائية للمجلس الوطني للحزب للتعبير عن امتعاضه لطريقة تسيير أعمال الدورة وشؤون الحزب، و طلب الكلمة بعد تدخل الأمين الوطني الأول للحزب علي لعسكري ، وقال " أنا أتحفظ على جدول الأعمال والطريقة التي نناقش بها المواضيع المدرجة في البرنامج " ، وأردف "نرفض أن نأتي لكي نصادق كأعضاء مجلس على قرارات أعدت مسبقا، كان يجب أن تمنحنا قيادة الحزب جدول الأعمال والمقررات التي سنناقشها اليوم من أجل دراستها وتحضير انفسنا لذلك وتحضير مقترحاتنا ايضا "، وتابع بوشاشي مرافعته القصيرة من أجل ديمقراطية أوسع في اتخاذ القرار بالحزب ، رغم محاولة عضو المكتب الوطني شافع بوعيش إسكاته بحجة وجود الصحافة في القاعة ، وقال بوشاشي أن " الأفافاس كحزب مثالي ونموذج في الديمقراطية و لا يجب أن يسير مجلسه الوطني بهذه الطريقة ولا يجب أن يدير قراراته هكذا " . و دفعت هذه التحفظات السكرتير الأول لحزب علي العسكري إلى الرد على بوشاشي وقال أنه لا يقبل أن يوجه له أحد الاتهام بعدم الشفافية ، وأضاف " قوانين الحزب هي التي تسير هيئاته والأمانة الوطنية للحزب هي الهيئة التنفيذية وهي التي تقترح على المجلس اللوائح ، وليس لدينا ما نخفيه أو نفرضه على أعضاء المجلس "، مستبعدا وجود قرارات جاهزة للمصادقة.و جاء احتجاج بوشاشي نائب العاصمة على وجه الخصوص على لائحة تتيح للحزب اقتطاع جزء مهم من التعويضات التي يحصل عليها النواب يوظف جزء منها لتمويل الحملة الانتخابية و المؤتمر المقبل للحزب.ووفق مصادر من الرئيس السابق للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان فان تدخل بوشاشي ليس وليد اللحظة بل يعكس صدمة الناشط الحقوقي (الذي تربى في الأفلان) من واقع النضال في الاففاس ، الذي يتحدث كحزب وطني و يتصرف كتنظيم مغلق. وأبرز الأمين الوطني الأول للأفافاس علي العسكري في خطابه الافتتاحي أن الجزائر لا تزال تعيش في دوامة خطيرة في ظل الغموض السياسي التي تشهده البلاد وكذا تردي الأوضاع الاجتماعية التي تترجمها تصاعد وتيرة الحركات الاحتجاجية بمختلف القطاعات . وفشل الانتخابات التشريعية الأخيرة في تحقيق أهدافها مشيرا الى أن الأفافاس سيظل الحزب الذي يحمل طموحات الشعب الجزائريين في التغيير السلمي والنضال من اجل الحريات والديمقراطية وأضاف أن الافافاس يولي اهتماما كبيرا للمشاركة في الانتخابات المحلية المقرر إجرائها يوم 29 نوفمبر القادم، داعيا مناضلي الحزب إلى التجند تحسبا لهذا الرهان ، مشيرا إلى أن نشاطات الحزب في المرحلة الراهنة ستنصب في خانة التحضير للمحليات المقبلة . وتطرق الرجل الثاني في حزب الدا الحسين خلال مداخلته إلى مسار الأفافاس بعد التشريعيات الماضية إلى يومنا هذا قائلا " فيما يخص وضعية حزبنا فرغم كل الآمال التي علقناها والأهداف التي سطرناها من خلال مشاركتنا في تلك الانتخابات مازال لم نحقق كل أهدافنا لكن هذا لا يمنعنا أن نكون قوة سياسية لا يستهان بها وعاملا في استقرار البلاد".وبخصوص نشاطات هذه الدورة ذكر المتحدث انه سيتم التحضير لعقد ندوة حول الشؤون الاجتماعية والاقتصادية خلال شهر سبتمبر المقبل وكذا تحضير الجامعة الصيفية للحزب المزمع عقدها بداية شهر سبتمبر ، ناهيك عن تنظيم لقاء وطني للمناضلين القدماء وكذا لقاء وطني للمرأة خلال الشهر القادم. وتجاهل العسكري الإشارة إلى الوضع الحالي وخصوصا استقالة أعضاء في المجلس الوطني ومنتخبين يعتزمون إنشاء حزب جديد لكن ينتظر أن يكون الموضع في لقب النقاش .وينظر المجلس الوطني الذي يعقد أشغاله في جلسات مغلقة في وثيقة أعدتها اللجنة الوطنية لجبهة القوى الاشتراكية المكلفة بالتحضير للانتخابات المحلية وتحدد هذه الوثيقة معايير الترشح و كل ما يتعلق بإعداد القوائم الانتخابية لجبهة القوى الاشتراكية و المشاركة في هذا الموعد الانتخاب كما يجري تقييم عملية إعادة هيكلة الحزب التي انطلقت في جويلية الفارط و تتواصل إلى غاية سبتمبر المقبل.