ليبيا (0) = الجزائر (1) الخضر يضعون القدم الأولى في جنوب إفريقيا أحسن الخضر سهرة أمس التعامل مع سيناريو هيتشكوكي نسج حبكته أربيش الذي عرف كيف يشحن بطاريات لاعبيه و يدفعهم إلى اللعب بحرارة و خشونة تعدت في كثير من الأوقات أخلاقيات اللعبة حيث تحولت تدخلات رفقاء بريش إلى خشونة متعمدة في ظل تسامح الحكم السينغالي دياتا الذي اعتمد طريقة تحكيم ديبلوماسية ساعدت الليبيين و سمحت لهم باللعب على راحتهم. سيما و رفقاء لحسن اكتفوا بلعب نصف ساعة قبل ترك المبادرة لرفقاء أحمد سعد الذين تحكموا في زمام الأمور و أسالوا العرق البارد لتشكيلة حليلوزيتش التي عادت من بعيد جدا و انتزعت فوزا من ذهب حمل توقيع «الجوكير» سوداني الذي أثبت مرة أخرى أنه ورقة رابحة و هداف من طراز خاص. الليبيون لم يهضموا الخسارة و حاولوا الإعتداء على لاعبي الخضر فوز أسعد المنتخب و عشاقه سيما و أنه الفوز الوحيد خارج الديار في هذه الجولة و أثار حفيظة الليبيين الذين لم يهضموا الخسارة و حولوا أرضية ملعب محمد الخامس إلى حلبة نزال، حيث اعتدوا على جبور و رفاقه و غادروا الميدان بصورة سيئة لا تليق بسمعة منتخب يسعى للتواجد في الكان. الخضر دخلوا المباراة بقوة حيث مروا مباشرة إلى صلب الموضوع من خلال نقلهم الكرة و الخطر إلى منطقة المنتخب الليبي الذي اعتمد منذ البداية على تحصين المواقع الخلفية و اعتماد الخشونة في محاولة للحد من خطورة رفقاء فولي و ربح الصراعات الثنائية، سيناريو جسدته كرة سليماني (د8) الذي منح قديورة كرة على طبق غير أن هذا الأخير أساء التعامل معها مفوتا على المنتخب فرصة إحراز التقدم مبكرا و على ذات المنوال نسج قلب الدفاع بلكلام إثر ركنية (د17) نفدها قادير و ختمها فغولي بتمريرة ميليمترية لمدافع القبائل الذي افتقد إلى التركيز و حسن التعامل مع كرة ليس أهل من إيداعها للشباك، و من جهته حاول لحسن تجريب حظه من بعيد (د33) لكن قذفته جانبت الإطار، و في غياب النضج في التعامل مع امتلاك الكرة و تجسيد الفرص في غياب النجاعة الهجومية استعاد المنتخب الليبي الثقة بالنفس و خرج من قوقعته لينقل الكرة إلى معسكر الخضر بالاعتماد على المثلث الخطير محمد الصناني و أحمد سعد و أحمد الزوي الذي أرغم مبولحي على استعمال كامل براعته لإبعاد كرة هدف(د39) إثر مخالفة من الجهة اليسرى جسدت قوة الليبيين في الكرات الثابتة، قبل أن يؤكد صانع الألعاب أحمد سعد أن فريقه قادر على قلب الموازين من خلال قيادته (د41) هجوما مرتدا سريعا شارك فيه سلامة و ختمه بكرة طويلة في اتجاه أحمد الزوي الذي راقب الكرة بطريقة سيئة مكنت مبولحي من استرجاعها و انقاد الخضر من هدف محقق لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي لا يعكس فيزيونومية اللعب و يخدم مصالح المنتخب الليبي أكثر. عقب الاستراحة حاول حليلوزيتش ربح معركة وسط الميدان و دفع الخضر نحو العمل الهجومي من خلال إقحامه سعد تجار مكان كادامورو و وضع مهدي مصطفى في الرواق الأيمن، لكن واقع الميدان أثبت تضييع الخضر لمفاتيح اللعب أمام منتخب ليبي ارتفعت معنوياته و روحه القتالية مع تعاقب الدقائق، و رغم أن سليماني استفاد من كرة سانحة (د57) كادت تغير مجرى المباراة إلا أن مهاجم الشباب افتقد مرة أخرى للنضج و الفعالية، تماما كما هو حال قادير الذي تعامل برعونة مع كرة فغولي (د63) في وقت جد حساسة، على اعتبار المنافس تحكم بشكل أفضل في الكرة وأرغم عناصرنا على التراجع والاعتماد على الكرات العالية والطويلة التي سهلت من مهمة المدافعين الليبيين وخولت لهم المشاركة في العمل الهجومي لمنتخبهم وخلق التفوق العددي في منطقة الخضر، أين برز بلكلام بشكل لافت، من خلال حسن تموقعه وتفوقه في الكرات الهوائية، وفي الوقت الذي زادت خطورة التشكيلة الليبية بقيادة المتألق أحمد سعد، أضاعت كتيبة حليلوزيتش البوصلة وتاهت فوق المستطيل الأخضر، وما زاد من تعقيد أمور رفقاء مبولحي غياب التنشيط الهجومي وافتقاد التشكيلة الوطنية لصانع ألعاب يوجه اللعب ويمول القاطرة الأمامية بكرات سانحة، سيما في ظل فشل تجار في تقديم الإضافة المرجوة، على النقيض تماما من سوداني الذي كان دخوله موفقا ، حيث عرف كيف ينعش الجبهة الهجومية بكثرة تحركاته و تألقه بوضع بصمته على هدف غال و ثمين (د87)، منح الخضر انتصار يعبد الطريق كان جنوب إفريقيا و يخول لمنتخبنا التحضير و لعب إياب الدور التصفوي الأخير بأريحية نفسية. نور الدين.ت