مقاول و مهندس في الإعلام الآلي ضمن شبكة لتزوير الوثائق الرسمية تمكنت مساء أول أمس فرقة الأبحاث والتحريات التابعة لأمن ولاية عنابة في وضع حد لنشاط شبكة خطيرة كانت متخصصة في تزوير الوثائق الرسمية والمتاجرة بها، و هي الشبكة التي تتكون من أربعة أشخاص، من بينهم مقاول من بلدية عين الباردة، و كذا مهندس دولة في الإعلام الآلي، يقيم ببلدية الشط بولاية الطارف، و الذي أتخذ من مسكن مهجور بهذه البلدية كورشة سرية لتنفيذ عمليات التزوير، و استخراج الوثائق المزورة من أجل طرحها للبيع. ، و قد أسفرت عملية توقيف أفراد العصابة عن تمكن الفرق الأمنية من حجز العديد من السجلات التجارية، بطاقات إثبات الهوية، شهادات الميلاد، البطاقات الرمادية لسيارات و مركبات على إختلاف أنواعها و أحجامها، إضافة إلى جوازات سفر مزورة.وحسب المعلومات الأولية فإن عملية التوقيف تمت إثر سلسلة من التحريات والتحقيقات الميدانية المعمقة التي قامت بها مصالح الأمن بعنابة، بعد تلقيها معلومات أولية مفادها وجود مقاول من بلدية عين الباردة، يزاول نشاطا مشبوها، بالتلاعب بوثائق إدارية، و ذلك بعد الإشتباه في بعض الوثائق التي كانت تتضمنها ملفاته المودعة لدى مختلف المصالح، سيما منها ما يتعلق بالبطاقات الرمادية لمركبات، و كذا شهادات جامعية مزورة، مما أدى إلى إحالته على التحقيق في نهاية الأسبوع الماضي، و قد بينت التحقيقات الأولية مع المقاول المعني عند الإستماع إلى أقواله بخصوص الوثائق الإدارية التي يقدمها بأنه يتعامل مع شاب من بلدية الشط بولاية الطارف، و الذي يتكفل بإعداد كافة الملفات الخاصة بالمشاركة في المناقصات من أجل الظفر بالمشاريع، و هي المعلومات التي جعلت الجهات الأمنية توسع من دائرة تحرياتها في القضية، حيث تم تحديد هوية الشاب الذي يقطن ببلدية الشط، و قد إتضح بأنه حامل لشهادة مهندس دولة في الإعلام الآلي، يبغ من العمر 30 سنة، و يتخذ من مسكن مهجور بهذه البلدية كمقر لورشة سرية متخصصة في تزوير الوثائق الإدارية.هذا و قد نصبت الجهات الأمنية كمينا محكما للشاب بالقرب من مقر ورشته التي كان يقصدها في ساعة متأخرة من النهار لمزاولة نشاطه، حيث أوقفته، و قامت بمداهمة السكن المهجور، أين تم العثور على جهاز « سكانير « ملون، 3 أجهزة إعلام آلي، آلات طباعة، بالإضافة إلى كمية من الوثائق المزورة من بطاقات التعريف ، رخص السياقة، جوازات السفر، شهادات الميلاد، دفاتر عائلية و شهادات جامعية ، فضلا عن بعض الأختام المقلدة الخاصة بإدارات و هيئات عمومية، و هي الأختام التي تستعمل في إصدار وثائق مزورة تباع لأشخاص غالبيتهم محل بحث من طرف الجهات الأمنية و القضائية، مقابل مبالغ مالية.إلى ذلك فقد أفضت التحقيقات مع الشخصين الموقوفين إلى تحديد هوية عنصرين آخرين من الشبكة، أحدهما يبلغ من العمر 34 سنة، يقطن بحي لاكولون بمدينة عنابة، إعترف أثناء التحقيق معه بأنه ينشط بالتنسيق مع شاب آخر يقيم ببلدية البوني، كان يمنحه الوثائق المزورة من أجل طرحها للبيع، بعد البحث عن زبائن.هذا و تواصل وحدات الأمن بولايتي عنابة و الطارف تحقيقاتها الميدانية المعمقة بخصوص نشاط هذه الشبكة، لأن الوثائق المزورة التي تم حجزها تضمنت أسماء زبائن عناوينهم من ولايات مجاورة كقالمة، سوق أهراس و سكيكدة، في إنتظار إستكمال التحريات و إحالة الموقوفين على العدالة للنظر في القضية.