الأولمبي يعمق جراح البوبية تجرعت مولودية باتنة هزيمة مرة في حديقتها على يد أولمبي المدية في سيناريو غير منتظر، وذلك خلال مقابلة تميزت بالإثارة والتنافس إلى جانب الاندفاع البدني والحذر، ولو أن مستواها الفني لم يتعد حاجز المتوسط بفعل قلة التركيز والفعالية، مع كثرة فرص التهديف للمحليين، حيث فضل كل طرف مراقبة اللعب وتحين أخطاء منافسه، ما جعل الصراع يشتد أكثر في وسط الميدان من أجل الهيمنة على هذه المنطقة الإستراتيجية التي سرعان ما بسط أصحاب الأرض سيطرتهم عليها، وسمح لهم بمراقبة اللعب وفرض ضغط مكثف على دفاع الأولمبي الذي بدا متماسكا ومنظما. ورغم ضيق هامش المناورة، إلا أن الباتنيين أبانوا عن نواياهم مبكرا في صنع الفارق، من خلال حمل مشعل المبادرات، حتى وإن كانت كل محاولاتهم تفتقد للدقة والتركيز ولم تشكل خطرا على الحارس برقيقة، حيث أهدروا فرصا بالجملة في صورة قذفة بلهادي (د6)، وأخرى لزواوي (د14)، فضلا عن رأسية بن منصور التي كادت أن تخادع الحارس الزائر(د18)، في وقت فضل الضيوف تنظيم صفوفهم واللعب بعقلانية، مع تحصين مواقعهم الخلفية. المحليون حتى وإن حاولوا فك شفرة دفاع المنافس إلا أنهم عجزوا عن إبراز قدراتهم، بفعل التسرع، ونقص الفعالية وغياب النجاعة المطلوبة، رغم فرصة بن شعيرة (د23)، وأخرى لزواوي(د33). الانتشار الجيد لأشبال بومعشوق وانضباطهم التكتيكي، فضلا عن حيويتهم في وسط الميدان، جعل البوبية تسلك منهج الحيطة والحذر، والاعتماد على الجناحين قبل أن يتمكن مختاري من خطف هدف السبق لفائدة الأولمبي في غفلة من دفاع المولودية(د43). هدف وخز شعور المحليين الذين رموا بكامل ثقلهم في المعسكر المقابل في محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها، غير أن نقص الخبرة فوت على بن شعيرة فرصة تعديل النتيجة(د44). المرحلة الثانية كانت أحسن من سابقتها، بعد أن تحركت أكثر الآلة الهجومية للباتنيين الذين رفعوا من نسق هجوماتهم بقيادة بن شعيرة، وفرضوا ضغطا مكثفا على منطقة الضيوف في غياب النجاعة الهجومية، والرزانة المطلوبة، خاصة بالنسبة للبديل عقيني الذي خانته الفعالية في مناسبتين (د60 و66)، وكذا لوصيف رغم وجوده وجها لوجه مع برقيقة(د79). ومع مرور الوقت صعد أشبال زموري من حملاتهم بالاعتماد على المرتدات الخطيرة التي كادت أن تثمر لولا سذاجة باشا وبن عيفة في عديد المرات، إلى جانب سوء الطالع الذي لاحق لوصيف و زواوي، لتنتهي المواجهة بفوز مفاجئ للزوار وسط حيرة وغضب الأنصار.