عروض العمل من البيت تغري الماكثات و الطلبة و حتى الموظفين تجد عروض العمل من البيت استجابة و اهتماما متزايدين في أوساط مختلف الفئات، هذا ما يؤكده عدد الاستفسارات وطلبات الانضمام لفرق العمل المكلّفة بالترويج لسلع أجنبية و تسويقها بالجزائر، و التي لجأ إليها البطالون، الطلبة و حتى الموظفين الراغبين في تحسين دخلهم. «إلى كل من يحلم أن يكون لديه دخل يضمن له أسلوب معيشي محترم، و الطموحين الذين لم يسعفهم الحظ في الحصول على وظيفة بعد التخرج، أو ملّوا نمط العمل الروتيني هذه فرصتكم...»هذه عيّنة من الإعلانات المغرية التي يتضاعف عددها يوما بعد يوم عبر مواقع الانترنت أو يتداولها الأفراد من الراغبين في الحصول على مصدر رزق أو الطامحين في تحسين مستواهم المعيشي، دون التقيّد بساعات عمل محددة. هذا النوع من النشاطات التي تعتمد على العلاقات و فن التواصل، و التمتع بالقدرة على الإقناع، وجد له مهتمين من كل الفئات العمرية، لكن كثيرا ما يتحكم نوع السلع في نسبة إقبال العنصر الرجالي أو النسوي، حيث تفضّل النساء الترويج لمستحضرات التجميل و المواد الصيدلانية و الأغراض المنزلية فيما يقوم الرجال بالترويج للأجهزة الالكترونية. و يلاحظ نشاط هؤلاء بشكل ملفت بصالونات الحلاقة و المؤسسات لا سيّما فيما يتعلّق بالترويج لمستحضرات التجميل، و غالبا ما يعتمد هؤلاء على كتالوجات لتحديد نوعية طلبيات الزبائن. بإحدى المؤسسات الأجنبية الأكثر استقطابا للمسوّقين الجزائريين و التي يزداد عدد المروجين لسلعها التجميلية من سنة لأخرى، أكد عدد من العاملين معها ممن تحدثنا معهم بولاية قسنطينة بأن زيادة الدخل وراء لجوئهم إلى خوض التجربة. و قالت موظفة بدار المالية بأنها قرأت صدفة عرض العمل عبر موقع الكتروني فقررت خوض التجربة متشجعة بشهادات من سبقوها في هذا النشاط التجاري، متذكرة كيف أن إعلان ممثل الشركة السويدية بالجزائر غيّر حياتها مؤكدة تمكنها من رفع دخلها بنسبة 40بالمائة منذ امتهانها هذا النشاط الإضافي دون تعب أو ملل على حد قولها. و أضافت موضحة بأن أكثر تعاملاتها كانت بصالونات الحلاقة و الحمام و الأعراس. و قالت العشرينية مونية/ب و هي طالبة بكلية الطب بأنها سمعت عن فرصة العمل من زملاء لها فقررت تجريب حظها، فتمكنت من ضمان مصروف جيبها لشهور طويلة قبل تضاعف عدد المنافسين و بالأخص بصالونات الحلاقة التي وجدت فيها في بداية عملها الوسط المناسب لتحقيق نسبة مبيعات عالية. و استطردت زميلتها زهراء بأنها بدأت العمل مع الشركة ببلدية زيغود يوسف في عطلة الصيف و تمكنت من تحقيق ربح معقول شجعها على خوض تجربة العمل معهم كمستشارة بعد اطلاعها على شروط العمل التي وجدت فيها راحتها كما قالت. و قال صاحب سيبر كافي بوسط مدينة قسنطينة بأنه ساعد الكثير من المتخرجات الجامعيات في إيجاد مصدر رزق في انتظار حصولهن على فرصة عمل قار، و ذلك من خلال إطلاعهن على مواقع إعلانات البحث عن مسوّقين قادرين على مضاعفة دخلهم حسب براعتهم في الإقناع و علاقاتهم الكثيرة.و حسب بعض المستشارين و ممثلي الشركات الأجنبية فإنه رغم صعوبة إقناع الزبون الجزائري الذي لم يعد يثق كثيرا في السلع الأجنبية المرّوج لها بالسوق المحلية لما تشهده من تقليد و خطر انتهاء تاريخ صلاحية استعمالها، تمكنوا من الترويج لنشاطهم و إيجاد ممارسين جدد له باستمرار ، حيث ذكر ممثل شركة أجنبية مختصة في بيع أجهزة إعداد القهوة بأن أكثر العاملين معه موظفين بسطاء رغبوا في تحسين دخلهم الشهري و تحسين مستواهم المعيشي دون التخلي عن منصب عملهم الأول.