لطفي بوشناق يسدل الستار عن المهرجان الدولي للسماع الصوفي بسطيف أسدل الستار أول أمس الخميس على فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الدولي للسماع الصوفي بسطيف بصوت عملاق الأغنية الملتزمة التونسي لطفي بوشناق الذي أطرب الجمهور طيلة ساعة و ربع في جو من الهدوء و السكون. و كان ركح دار الثقافة هواري بومدين بسطيف قد احتضن على مدار ثمانية أيام كاملة فعاليات مهرجان السماع بمشاركة دولية متنوعة، تعرّف بفضلها الجمهور على منشدين و فرق من مختلف أقطاب العالم، اندونيسيا، لبنان، البوسنة، موريتانيا، المغرب ، مصر ، تركيا و تونس، إضافة إلى العديد من الفرق الجزائرية المحلية من مختلف مناطق الجزائر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، امتزجت خلالها الحضارات والأعراق و أنشد الجميع بلغة واحدة هي لغة التوحيد والصلاة على النبي المصطفى. و لم تختلف سهرة الاختتام عن باقي السهرات، حيث كان الإمتاع عنوانا والطرب الأصيل مضمونا. و قد اعتلى المنشد المحلي الرائع توفيق بوراس الركح و أمتع الحضور طيلة ربع ساعة من الزمن بأحسن ما جادت به قريحته، استهلها بموال على المهرجان قال في مطلعها «مهرجان السماع الصوفي أتانا و بالفرق والمنشدين نور سمانا» ثم أنشد موشح «بالحمد تدوم لنا النعم» تفاعل معه الجمهور، تلاه مديح روحي «رباه بذكرك اعرف ذاتي» تلاها بمناجاة «اغفري ذنبي يا ربي» ليختمها بوصلة أخيرة سطايفية أصيلة من التراث على طريقة السراوي الممزوج بالطابع الديني «الله الله يا رسول الله». ليترك الركح للفنان التونسي و عملاق الأغنية الملتزمة لطفي بوشناق الذي أسر الجميع بصوته القوي والحضور المتميز والتواضع الكبير، و استهل وصلته ب»نغمة الأصبعين» في مدح الرسول الكريم تلتها بأنشودة «أكبروا في الرسول» ثم «بيض الملائكة» ختمها بارتجال في مدح النبي عليه الصلاة و السلام بعنوان «الحمد لله أنار الوجود بطلعة خير البرية». و ميّز فقرة لطفي بوشناق التي امتدت طيلة ساعة وربع، السكوت الذي و الهدوء الذي عم القاعة وقت أدائه، حيث كان الجميع ينصت بتمعن في حين كان يؤدي بين وصلة و وصلة مواويل صفق لها الجمهور مطولا إلى جانب الآهات و التكبيرات التي كان يطلقها من حين إلى آخر الحضور المتعطش لهذا الطابع الغنائي والذي غصت به قاعة دار الثقافة . و بانتهاء وصلة بوشناق الذي أنار سماء سطيف في ليلة ميزتها برودة عاصمة الهضاب لكن دفء ركح دار الثقافة لطف الأجواء وجعلها أكثر حميمية، أنزل الستار للمرة الأخيرة وأطياف السهرات السابقة وما مميزتها لا تزال تراوح المكان وتسترجع رقصة الدراويش التركية وزغرودة ابنة عامر لحرار والألحان الاندونيسية والكلمات البوسنية والتكبيرات والآهات السطايفية التي تؤكد مجددا على نجاح هذه الطبعة وتأمل في تقصير الأزمان لاحتضان الطبعة الثالثة. رمزي/ت