أسدل الستار، سهرة أول أمس، على فعاليات الطبعة الأولى من المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي، بتألق فرقتي ''الشام'' و''الراشدية'' في سماء قصر الثقافة بتلمسان. تميز مرور فرقة ''الشام'' اللندنية، باحترافية أعضائها العازفين والمنشدين المنحدرين من تركيا وباكستان، والذين استهلوا عروضهم الفنية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، متبوعة بمقاطع إنشادية باللغات العربية والإنجليزية والباكستانية، على غرار أنشودة ''الرسول صلى الله عليه وسلم'' بالباكستانية، و''سبحان الله الحمد لله'' بالإنجليزية، ثم قصيدة ''البردة'' بالعربية، التي تجاوب معها الجمهور الذي قدم خصيصا لاكتشاف هذه الفرقة العريقة، في زيارتها الأولى للجزائر. الفرقة تأسست سنة 1979 وأضحت رائدة فرق الإنشاد الإسلامي في بريطانيا، التي ألهمت الشام مؤسسيها تعلم الإنشاد الديني التقليدي. وقد تمكنت فرقة ''الشام''، طيلة عمر الفقرة المخصصة لها، من لفت أنظار الجمهور، ولاسيما بعد أن تألقت في حياكة لوحة تكاملية على إيقاعات الدف، وهو ما جعل الحضور يتفاعل معها ويردد وإياها بعض الأناشيد الشهيرة. وعلى هامش السهرة الختامية، قال رئيس الفرقة، بشير هارون، إن الإنشاد الإسلامي في أوروبا بخير، جراء تفتح المستمع الغربي وتذوقه مختلف الطبوع الموسيقية. من جهتها، نجحت فرقة ''الراشدية'' القادمة من قسنطينة، في تقديم مدائح نبوية منوعة المقامات والطبوع، قبل أن تلتحم مع نظيرتها اللندنية على ركح قصر الثقافة، حيث أبدعتا في إتحاف ضيوف المهرجان بلوحة إنشادية صوفية، تفاعلوا معها بقوة، رغم تردي الأحوال المناخية. وبدوره، اعتبر محافظ المهرجان، إدريس بوديبة، أن انطلاقة المهرجان في طبعته الأولى، كانت مميزة بمشاركة فرق ومنشدين عالميين، مثل المنشد غسان أبو خضرة وفرقة ''دراويش قونيا''، إلى جانب الفرق القادمة من تونس، المغرب، سلطنة عمان، العراق، مصر، أندونيسيا.. وغيرها، ناهيك عن الفرق الجزائرية.