قرية "قارون" دون غاز و أزمة النقل تحرم الفتيات من الدراسة تشتكي أزيد من 50 عائلة تقطن بقرية قارون المعروفة باسم شاوي رابح ببلدية عين اسمارة بقسنطينة، من عدم ربطها إلى اليوم بالغاز الطبيعي و تطالب بالتسريع في برنامج الإعانات الريفية، بعد أن تحولت مساكنها المنجزة في إطارالثورة الزراعية إلى ما يشبه الأكواخ بفعل تسربات و تشققات طالت أجزاء كبيرة منها. "النصر" زارت نهاية الأسبوع هذه القرية الواقعة في أعالي عين اسمارة و وقفت على وضع كارثي تعيشه عائلات تقطن في 23 سكنا، تحولت بفعل قدمها و هشاشتها إلى أكواخ، حيث تعرف الجدران و الأسقف تشققات عريضة دفعت بالسكان إلى اللجوء لترقيعيات، لم تمنع تسرب مياه الأمطار التي شاهدنا النسوة و هن لا زلن يخرجنها من المنازل، مؤكدات أن ذلك أصبح عملهن اليومي. بينما ذكر بعض من تحدثنا إليهم أنهم أصبحوا يقضون ليالي بيضاء خوفا من انهيار الأسقف فوق رؤسوهم و يضطرون في الكثير من المرات للمبيت خارجا أو في غرفة واحدة تجمع عددا كبيرا من الأفراد، حيث يطالبون بضرورة التسريع في برنامج البناء الريفي بعدما لم تسلم الإعانات سوى لخمس عائلات. و لا تتوقف معاناة سكان قرية قارون البعيدة عن مركز عين اسمارة بخمسة كيلومترات فقط، عند هذا الحد، حيث يكابدون بشكل شبه يومي مشقة التنقل للحصول على قارورات غاز البوتان، التي يجلبوها بعد استئجار سيارة من عين اسمارة أو الخروب بكلفة تفوق 300 دينار. و يؤكد محدثونا أن الحظ لا يحالفهم أحيانا كثيرة بعد نفاذ القارورات، ما يضطرهم لتحمل قساوة البرد و يحرمهم من الطبخ و تسخين المياه، و هو وضع يقولون أنه بات لا يحتمل خصوصا و أن فصل الشتاء لا يزال على الأبواب، حيث يستعجلون ربطهم في أقرب وقت بالغاز الطبيعي، و هو نفس ما تطرحه 3 عائلات تقطن قرب حي المتنزه بوسط المدينة.و قد لفت انتباهنا بمجرد دخول القرية التي تعرف طرقاتها حالة متدهورة، مدرسة الشهيد بن سديرة الطيب التي كانت مهجورة و مغلقة بالأقفال، قبل أن نعلم لدى استفسارنا من السكان أنها على هذه الحال منذ 5 سنوات، بعد تسجيل نقص في عدد التلاميذ المتمدرسين، غير أن محدثينا قالوا أنهم اقترحوا تحويلها لدار للشباب لفائدة شباب القرية الذين يتخبط أغلبهم في البطالة، بينما توقفت الكثير من الفتيات عن الدراسة بسبب عدم توفر النقل المدرسي في الأوقات المسائية، حيث أكد لنا بعد الأولياء أنهم أجبروا على قطع بناتهن عن الدراسة خوفا من تعرضهن للاعتداءات، كون التلاميذ يضطرون لسلك عدة أمتار مشيا على الأقدام قبل الوصول إلى الطريق و البحث عن أي سيارة تقلهم إلى غاية المؤسسات التربوية الواقعة في عين اسمارة، و ذلك أمام نقص وسائل النقل.رئيس بلدية عين اسمارة المنتخب مؤخرا و في رده على انشغالات سكان قرية شاوي رابح، قال أن الحي مبرمج للتزود بالغاز الطبيعي و لم يستبعد أن يكون ذلك خلال السنة الحالية بحسب تقدم الأشغال، قبل أن يؤكد فيما يخص مسألة البناء الريفي أنه يتابع الأمر عن كثب، مرجعا عدم إتمام العملية إلى الضغط المسجل على اللجنة الولائية المكلفة ببرنامج السكن الريفي عبر جميع البلديات، كما أوضح أن النقل المدرسي متوفر و أضاف سوف يتكفل بجميع انشغالات السكان.