لا عذر لحليلوزيتش إن أخفق في مهمته وبلوغ ربع النهائي أضعف الإيمان اعتبر المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان تأهل الخضر للدور ربع النهائي من «كان 2013» اضعف الإيمان، بالنظر كما قال في حوار خص به النصر للإمكانيات المسخرة، والترسانة من النجوم، فضلا عن غياب الزبائن التقليديين عن دورة جنوب إفريقيا، في صورة الكاميرون ومصر ونيجيريا. من جهة أخرى وصف الشيخ سعدان المباراة الافتتاحية المقررة غدا ضد المنتخب التونسي بمثابة مفتاح العبور، ولو أنها ليست مصرية في نظره، موضحا أن الجزائر توجد في رواق جيد لاقتطاع احدى تذكرتي التأهل عن المجموعة الرابعة التي تضم منتخبات قوية، حتى وإن اصر على التأكيد بأن قاموس الكرة الإفريقية لم يعد يصنف المنتخبات في ظل التطور السريع للكرة في القارة السمراء. غداة انطلاق كان 2013 ما هي تصوراتك لهذا الحدث القاري؟ شخصيا لا أنتظر الشيء الكثير من هذه الدورة، خاصة من الناحية الفنية وحتى الإقبال الجماهيري مثل ما جسدته مباراة الافتتاح، ولو أنني لا استبعد بروز منتخبات مغمورة وتألقها، لأن الكرة بالقارة السمراء في تطور مستمر وهو ما يجعلني اتنبأ بحدوث بعض المفاجآت. وما يزيد من قناعتي فرض منتخب جزر الرأس الأخضر نتيجة التعادل على منتخب البلد المستضيف، رغم أنه لأول مرة يشارك في هذه المنافسة. كما أن غياب بعض الزبائن من الحجم الكبير على غرار مصر والكاميرون قد يقلل في نظري من الحرارة والحماس المعهودين ويسمح لبعض المنتخبات بتجسيد طموحاتها وخلط الحسابات. وقبل 24 ساعة من مباراة الجزائر وتونس ما هي قراءتك لهذه القمة؟ هي مباراة يمكن وصفها بمفتاح العبور للدور ربع النهائي، لأن الفائز بنقاطها سيقطع بكل تأكيد خطوة معتبرة للتأهل، نظرا لطبيعة المجموعة، ولو أن هذه المواجهة ليست مصيرية. اعتقد بأن الجزائر توجد في رواق الأفضلية لكسب الرهان خاصة إذا أحسن اللاعبون الاستثمار في الحالة النفسية للمنافس. لكن يجب علينا تفادي الغرور وضرورة دخول المباراة بعقلية «انتصارية» بعيدا عن كل الحسابات، مع تفادي منحها أكثر مما تستحقه من أهمية لإزالة كل الضغوطات. وهل تعتقد بأن الخضر يملكون القدرة الكافية على الفوز؟ أرى بأن الجزائر تملك كل المقومات للفوز على التوانسة، لأنها ببساطة توجد في أريحية نفسية وهو الأهم، إضافة إلى حالة الاضطراب للخصم جراء الضغوطات التي ظل يتعرض لها وحتى الانتقادات لم يسلم منها. كما أن تعداد الأفناك، يضم لاعبين محنكين لهم من السمعة والخبرة ما يمكنهم من تجاوز عقبة نسور قرطاج. على ذكر تعداد الخضر كيف ترى تركيبته؟ دون ديماغوجية، أرى بأن هذا الجيل من اللاعبين باستطاعته حمل المشعل والدفاع عن الألوان الوطنية، شريطة الإيمان بقدرات فيغولي والبقية، ووضع الثقة فيهم. كما أن المنافسة التي نجح المدرب حليلوزيتش في خلقها وسط المجموعة، تشكل عاملا جوهريا في تحسين المستوى وبعث الروح القتالية من أجل افتكاك مكانة ضمن التشكيلة الأساسية. بصراحة ماذا تنتظر من الخضر في هذه الدورة و من ترشح للظفر بالتاج؟ المرور إلى الدور ربع النهائي يعد في نظري أضعف الإيمان، رغم أنني أنتظر مكانة في المنصة، بالنظر للإمكانيات المسخرة ووسائل العمل التي لم يسبق لأي مدرب وطني أن وجدها في متناوله. لذلك، أرى بأنه بإمكان التشكيلة الوطنية خطف الأضواء في هذه الدورة، ولا عذر للاعبين إن أخفقوا في أداء مشوار مثالي لأنهم يتوفرون على جميع شروط الراحة والتحفيز، وحتى النقل لأن الجزائر هي المنتخب الوحيد التي سافر إلى جنوب إفريقيا عبر طائرة خاصة. وكما قلت فإن حظوظ الجميع متساوية حتى وإن أضع كوت ديفوار والجزائر وغانا في صدارة المرشحين للتتويج باللقب. لكن المتتبعون يجمعون على صعوبة المجموعة الرابعة؟ دعتي أقول لك، بأنه لم تعد توجد في إفريقيا منتخبات صغيرة وأخرى كبيرة. فالكرة في تطور مستمر بالقارة السمراء، وبالتالي فإن المنافسة لم تعد تقتصر على «الكبار « كما كان في السابق، ومن ثمة فإن جميع منشطي الدورة يملكون نفس الحظوظ. أما بالنسبة للمجموعة الرابعة، فأعتقد بأن كوت ديفوار مرشحة بخبرتها ونجومها التي تشرف على التقاعد والاعتزال الدولي، لأنه ليست هناك كما قلت فوارق كبيرة بين المنتخبات الأربعة، حتى وإن أضع الجزائر من ضمن الثنائي الذي سيحجز إحدى تأشيرتي التأهل. لو نطلب منك شيخ مقارنة بين التشكيلة الوطنية الحالية ومنتخب 2010 بأنغولا؟ يجب أن يعلم الجميع بأن منتخب 2010 لم يكن يتوفر على نفس ظروف العمل ونفس المزايا ومع ذلك حقق نتائج جيدة، سواء في الكان بأنغولا أو في المونديال. في نظري، حليلوزيتش محظوظ لامتلاكه ترسانة من اللاعبين البعض منهم استلهم نجوميته من تشكيلة الخضر السابقة على غرار بودبوز وقادير وبوقرة، الذي سيعود إلى الثعالب في تصفيات مونديال 2014، والبعض الآخر يصنع حاليا أفراح الفرق الأوروبية. نفهم من كلامك أنه لا عذر لحليلوزيتش إن فشل في مهمته؟ لست هنا لمحاسبة حليلوزيتش بل أقول من وجهة نظري أن المنتخب الحالي لا ينقصه شيء فهو «يحضر» في بحبوحة كبيرة، ولا يتعرض لنفس الضغوطات التي كانت تستهدفنا في السابق. وأعتقد بأنه حفظ الدرس جيدا وقام بالتحضيرات اللازمة لهذا الحدث. ما هي الرسالة التي توجهها للخضر عشية المباراة ضد تونس؟ أن يتحلوا بالروح القتالية وأن يضعوا مصلحة المنتخب الوطني في المقام الأول. كما أنهم مجبرون على الفوز في اللقاء الأول إن أرادوا تفادي الدخول في متاهات الحسابات، وأنني على يقين من أن الجزائر بإمكانها أن تلعب دورا رياديا في هذه الدورة، رغم إدراكي بصعوبة المهمة والعقبات المتعارف عليها بالقارة السمراء التي سيجدها الأفناك.