وفاة ثلاث شقيقات و طفل في حادثين منفصلين بالبرج و البويرة خلفت موجة الثلوج المتساقطة بإقليم ولايتي البرج و البويرة التي استمرت حتى صباح أمس ، وفاة أربعة أشخاص ، بينهم 03 شقيقات تتراوح أعمارهن بين 24 و 28 سنة من عائلة " ق " في حادث سير على الطريق السيار بمنطقة لعجيبة التابعة لولاية البويرة و طفل ببلدية الياشير عشية أمس الأول بعد إنزلاقه و سقوطه داخل بئر بعمق 16 مترا أثناء محاولته جمع كمية من الثلوج التي غطت سطح البئر المشكل من صفائح " الترنيت " في البدايات الأولى لموجة التساقط التي شهدتها الولاية . و أفادت مصادرنا أن الشقيقات الثلاث اللائي ينحدرن من القرية الجنوبية بولاية البرج ، قد لقين حتفهن بمكان الحادث ، بعد اصطدام سيارة من نوع " كليو " كانوا على متنها بشاحنة مقطورة ،فيما أصيب سائق السيارة " م – ك " بجروح بليغة ، نقل على إثرها إلى مستشفى بوزيدي الولائي بالبرج ، و تدخلت مصالح الدرك الوطني لفتح تحقيق في الحادث ، كما أفادت مصادر محلية عن سقوط الطفل " ع- ع " 12 سنة داخل بئر بقرية العرش في بلدية الياشير غرب ولاية البرج أثناء محاولته جمع كور الثلج للعب بها ، من فوق سطح البئر المملوء بالمياه بسمك 05 أمتار ، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية بمكان الحادث و قامت بإنتشال جثة الضحية من داخل البئر . كما تسببت التقلبات الجوية المصحوبة بموجة برد شديدة و تهاطل كميات من الثلوج على المرتفعات التي يزيد علوها عن 800 متر بولاية البرج ، في عزل عديد القرى و البلديات النائية و قطع الطرقات الرئيسية ما أدى إلى بقاء عدد من السيارات و المركبات عبر الطرق و المحاور الرئيسية معلقة ، خصوصا تلك الواقعة بالمرتفعات و البلديات النائية على غرار بلديات دائرتي الجعافرة و زمورة في الجهة الشمالية و كذا بلديات بن داود و حرازة في المرتفعات الواقعة على الحدود مع ولاية البويرة و بلدية تقلعيت في أقصى الجهة الجنوبية على الحدود مع ولاية المسيلة . و أشارت مصادر من المجموعة الولائية للدرك الوطني عن وجود صعوبات في حركة تنقل المركبات عبر عديد المحاور و الطرق المنتشرة بإقليم الولاية ، على غرار تسبب الثلوج في غلق الطريق الوطني رقم 106 في جزئه الرابط بين بلدية ثنية النصر و ولاية بجاية ، سيما بالمرتفعات الكائنة بمنطقة بوقطن و بوني ، إلى جانب تعذر حركة المركبات بمنطقة بومدفع و نقاط أخرى على الطريق الوطني رقم 76 في جزئه الرابط بين بلديات دائرة زمورة و بلدية قنزات التابعة لولاية سطيف ، و كذا على الطريق الوطني رقم 43 في شطره الرابط بين بلديتي ثنية النصر و بلديات دائرة جعافرة في مرتفعات تركابت و بوختالة ، و كذا توقف الحركة على الطريق الولائي رقم 43 بمنطقة السرا التابعة لإقليم بلدية تقلعيت على الحدود مع ولاية المسيلة . أما مصالح الحماية المدنية فقد دخلت مختلف وحداتها في حالة استنفار قصوى موازاة مع صدور نشريات الأرصاد الجوية التي أشارت إلى تساقط الثلوج على المرتفعات التي يزيد علوها عن ال 800 متر و موجة البرد التي تجتاح المنطقة ، و أفادت مصادر من الحماية المدنية على تدخلها في عدد من المناسبات عبر طرقات الولاية و إجلائها لثماني مركبات عالقة وسط ركام الثلوج بمنطقة تاركابت عبر الولائي رقم 43 و كذا 03 سيارات أخرى على متنها 08 أشخاص عالقة بسبب تراكم الثلوج بالطريق الوطني رقم 76 في إقليم بلدية برج زمورة . و قد أدت الثلوج المتساقطة بكثافة طيلة ليلة أمس الأول إلى عزل عديد القرى و قطع الطرقات و المسالك المؤدية إليها ، حيث أشار مواطنون من بلدية بن داود في أقصى الجهة الغربية لولاية البرج عن تواصل فتح الطرقات و المسالك المؤدية إلى قراهم ، على غرار قرى الصمة و عقار و لحراش و عين النوق . هذه الوضعية دفعت بمصالح و مختلف وحدات الحماية المدنية و الدرك الوطني إلى التجنذ لتقديم يد المساعدة للمواطنين و مستعملي الطرق ، بما فيها الطريق السيار و الطريق الوطني رقم 05 في شطره العابرة لإقليم الولاية ، حيث تجندت مختلف الوحدات و شكلت خلية خاصة مشكلة من عدة مديريات لفتح الطرق و فك العزلة عن القرى و تسهيل الحركة عبر المحاور الرئيسية و الطريق السيار الذي يعد شطره العابر بإقليم ولاية البرج كشريان رئيسي لحركة التنقلات بين مختلف ولايات و جهات الوطن ، حيث شهد منذ ليلة أمس الأول إلى غاية صباح أمس صعوبة في حركة تنقلات المركبات ، زادت عسرا في الساعات الأولى للصبيحة بسبب انتشار طبقات جليدية عبر الطريق خصوصا في الجزء الرابط بين بلديتي المنصورة و الياشير و مرتفع الزنونة ، و قد استعملت الآليات المخصصة لإزالة الثلوج في التقليل من معاناة المسافرين و مستعملي مختلف الطرق عبر إقليم الولاية ، و تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى تدعيم حظيرة الولاية ب 14 ألية لإزالة الثلوج خلال العام الفارط وزعت على مختلف البلديات لفك العزلة عن القرى و فتح محاور الطرق الكبرى . من جهة أخرى شهدت وحدة تعبئة قارورات غاز البوتان استمرار العمل بشكل عاد خلافا للعام الفارط ، أين سجلت الولاية تذبذبا في توزيع هذه المادة الطاقوية الضرورية ، سيما في فصل البرد أين يتم استعمالها في الطهي و التدفئة ، و ذلك من خلال توفير قارورات غاز البوتان بالكمية الكافية و مواجهة أي طارئ باتخاذ إجراءات سابقة بناء على نشريات الأرصاد الجوية ، حيث تم تموين البلديات التي تشهد عجزا في التغطية بشبكة الغاز الطبيعي و كذا القرى بالكميات الكافية من قارورات غاز البوتان و الرفع من حصصها كإجراء استباقي في الأيام الأخيرة لمواجهة موجة البرد و تعذر حركة المركبات و وسائل النقل بالمناطق و القرى النائية بسبب تساقط الثلوج . ع/بوعبدالله