و إذا لم يفلح سليماني و قادير و قديورة و سوداني في ترجمة فرص ثابتة للتسجيل في مقابلتي تونس و الطوغو ؟! . و ماذنب المدرب الوطني إذا غضّ الحكمان ( في المقابلتين طبعا) عن اعلان أربع ضربات جزاء ؟ . 17 ركنية و أكثر من 13 مخالفة لصالح الخضر في مقابلة الطوغو لم تترجم واحدة منها إلى هدف ؟ فهل نطالب حليلوزيتش بالدخول بدل المهاجمين للتسجيل ؟. مؤسفة هذه الحملة التي لا لون لها، سوى عاطفة أشباه « الفاهمين» لكرة القدم و «المحللين» تحت الطلب و بضغط دوافع معلومة و غير معلومة. ثمة «اجماع وطني « للرأي الرياضي و هواة كرة القدم و المناصرين للمنتخب الوطني بل حتى لدى المحللين في الفضائيات و في مختلف وسائل الاعلام الدولية على أن المنتخب الجزائري كان أفضل أداء و تكتيكا من منافسيه في المقابلتين . و هذا ينسب بلا مزايدة أو «مزيّة» إلى حليلوزيتش . فهذا دوره و هذا المطلوب منه. لكن تسجيل الأهداف هو دور و مهمّة اللاعبين جميعا دون غيرهم . صحيح أيضا ، أنّه في مثل هذه المقابلات و المناسبات، العبرة بالنتيجة و الأهداف المسجّلة ، فهي التي تؤهل الفريق أو تقصيه . لكن ما تجدر الإشارة إليه، هو أن الناخب الوطني ، كان صرّح قبل الذهاب إلى جنوب افريقيا، بأنه بصدد تكوين منتخب ، سيقول كلمته بعد ثلاث سنوات على الأقل و ليس قبل ذلك . و أضاف « إذا أقصينا من الدّور الأول ، فلن يكون مفاجأة بالنسبة إليه ...» هذا يؤكد واقعية حليلوزيتش و درايته التامة و ادراكه الدقيق بحقيقة و وزن المنتخب الذي يشرف عليه . و من ثمّة فهو لا يستعجل النتائج و لا يبيع « الريح « كما كان يفعل بعض سابقيه . الذين يشّنون حملاتهم و تصّرفوا بشكل غير لائق مع اللاعبين و مع مدربهم أمس الأول ( و على تفّهمنا لاحساسهم و رغبتهم الوطنية) فإن تصرّفهم نابع من عاطفة جامحة لا تستند إلى تقنيات علمية و واقعية ملموسة . و أكبر ظلم يلحق أي مسؤول ولو كان المدّرب حليلوزيتش نفسه، هو التنكّر لكل الانجازات و المكاسب في رمشة عين كما يقول المثل . إن الجحود تكاد تصبح سلوكا جزائريا شاملا ، إلاّ من رحم رّبك.( L'ingratitude) المراتب الحالية لمنتخبنا الوطني لم يحققها مدّرب من قبل ، بما في ذلك منتخب 1982 بنجومه العظام و الكبار . و المرتبة الحادية عشر ( قبل انطلاق كأس إفريقيا) عالميا تحققت في عهد حليلوزيتش ، رغم أنه لا يملك لاعبين من طراز ماجر و بلومي و عصاد... لاعبون كانوا يصنعون الفوارق أحيانا بمفردهم . هذا رّبما ما ينقص المنتخب الحالي . و هذا ما أنتجته بطولتنا الوطنية، فما ذنب حليلوزيتش إذا لم نكن نمتلك لاعبين يصنعون الفوارق على غرار اللاعب الطوغولي اديبايور أو دروغبا ؟ . المنتخب الوطني مازال في مرحلة « التأسيس» و ثمرة جهود اليوم ، لن تقطف قبل سنوات أخرى من التجارب و الخبرة المتراكمة. فلماذا الاستعجال ؟. مشكلتنا على الدوام ، أننا ننجّر و في مختلف الظروف إلى الأحكام الآنية الجاهزة ، و إلى العواطف التي لا تقوم على منطق أو تبرير مبرهن عليه بالحجّة و الدليل القاطع !. نحن نبني على الدّوام في « أمخاخنا» قناعات و أحكام جاهزة مسبقة ثم نقيس عليها ما يترتب من النتائج . هذه «كارثتنا « و مشكلتنا . بدليل أننا لو انتصرنا في المقابلتين ( ضد تونس و ضد الطوغو) فنفس الأقلام و الألسنة و المحللين ، سيضعون حليلوزيتش كأفضل مدرب عالمي و المنتخب فريق لا يقهر ... الخ . منذ روغوف و بدرجة أقل ماجر و خالف ، لم يعرف منتخبنا الوطني مدّربا بوزن حليلوزيتش . هو مدرسة و خبير بأتمّ معنى الكلمة ، فلندعه يعمل لتحقيق أهدافه - الاقصاء من كاس إفريقيا لم يكن الأول في تاريخنا و ليس نهاية العالم أيضا يجب اعطاء الوقت « للشبّان» لاكتساب الخبرة و الاستفادة من التجارب و الأخطاء و ليس تحطيم كل ما تمّ بناؤه في لحظة غضب و عاطفة لن تغير في الأمر شيئا . أو كما يقول المثل : « بيع الجمل بما حمل «. هذا منطق الدخلاء على الرياضة و كرة القدم و تحاليل المقاهي و الشوارع ، لأن بناء منتخب قويّ يتطلب توفير عدّة عوامل من أرضية الملعب ( فضيحة ملعب 5 جويلية أمام البوسنة) إلى بطولة قوية ، إلى إنهاء الفساد و سوء التسيير لنوادي كرة القدم لأن المنتخب الوطني هو مرآة كلك هذه العوامل و تفاعلاتها.