زواج الأقارب يخلف أكثر من 3300 طفل مريض و مشوه بالطارف كشفت إحصائية للمصالح الصحية بولاية الطارف ارتفاع الأمراض المزمنة بين فئة الأطفال دون 18 عاما التي تجاوزت 3300 حالة لسنة 2012 ، فيما يتضاعف هذا العدد مرتين لفئة الشباب بين 19 و 35 سنة ، وجميعها وراثية بالدرجة الأولى ، ناتجة عن زواج الأقارب ،السمة الغالبة بالمجتمع الطارفي الذي يقوم على هذا النوع من الزواج خاصة بمناطق الشريط الحدودي حيث تتمركز أكبر نسبة للأمراض الوراثية ، و تسجل الأمراض الاستقلابية مثل السكري أعلى نسبة إصابة بين الأطفال ب 893 حالة تليها أمراض الدم خاصة فقر الدم الانحلالي ب 473 حالة و الأمراض العصبية ب 359 حالة بالإضافة إلى أمراض القلب و الربو و غيرها . و بالرغم من أن المشرع ألزم في السنوات الأخيرة إجراء الفحوص الطبية عند عقد قران أي زوجين سواء كانا من الأقارب أو غيرهم لتفادي إنجاب أطفال مرضى و مشوهين ، فإن العديد من الأسر الريفية بالطارف لا تزال تعتمد على الطريقة التقليدية في الزواج أي زواج الفاتحة و تأجيل الزواج المدني إلى حين إنجاب الأطفال ، حيث يكون الأوان قد فات و فرصة إنجاب أبناء مرضى قد زادت ، كون أغلب العائلات خاصة العروشية المنتشرة ببلديات الشريط الحدودي تحكمها أعراف تقضي بإلزامية زواج الأقارب و تتخذ من المثل الشعبي " تزوج بنت عمك ولو بارت " مرجعا أساسيا عند عقد القران . و هذا ما وقفنا عليه أثناء جولة قادتنا إلى إحدى المشاتي الحدودية التي رفض شيوخها منطق أن زواج الأقارب يتسبب في أمراض مزمنة للأطفال و تشوهات خلقية مبررين ذلك بالقضاء و القدر ، مستدلين في قناعتهم على واقع عائلات تضم أزواج من أبناء العم أو الخال لم يحدث أن أنجبوا أبناء مرضى . فيما تبين أرقام المصالح الصحية أن أغلب الحالات المسجلة لأطفال مرضى و مشوهين بالشريط الحدودي ناتجة عن زواج الأقارب ، و جميعهم ثمرة زواج أبناء عمومة ، و من ذلك نذكر حالة الأخوين مصدق صالح ووسام 16 و 14 سنة من بلدية بوحجار الحدودية ، يعانيان من مرض السيكوليوز أي اعوجاج العمود الفقري ، و كذا الأخوين هشام و جمال رفيف 16 و 18 سنة من بلدية عين الكرمة الحدودية يعانيان من شلل مئة بالمئة ، و حالة الطفل صبري سايح من بلدية الشط ذو 6 سنوات و الذي يعاني من تشوه خلقي. كما تم إحصاء 235 طفلا مصابا بأمراض نفسية خطيرة ، حيث تشير الأخصائية النفسانية رزوق بأن " الجينات ليست وحدها مسؤولة عن الأمراض النفسية و إنما تشابه البيئة الاجتماعية و العائلية و طرق التربية للوالدين يزيد من نسبة حدوث المرض النفسي ، كالقلق و الرهابات و اضطرابات المزاج "، يحدث هذا في ظل غياب جمعيات اجتماعية فاعلة بالطارف تعمل على نشر الوعي بين سكان العروشية وتحسيسهم بخطر زواج الأقارب و انعكاساته على صحة الأبناء مستقبلا.